العدد 2937
السبت 29 أكتوبر 2016
banner
تمرين “أمن الخليج العربي 1” واجتماع الكلمة نجاة المضحكي
نجاة المضحكي
السبت 29 أكتوبر 2016

هاهي راية من رايات المجد العربي التليد تخفق كما كانت دائماً على أرض البحرين بوصول طلائع القوات الأمنية لدول مجلس التعاون التي استقبلتها البحرين لإجراء التمرين المشترك (أمن الخليج العربي 1)، الله أكبر عندما تكون أرض البحرين منطلق  التمرين الأمني الأول لدول الخليج، ومن هنا نحيي القوات الأمنية الخليجية في البحرين ونقول: حللتم في أرضكم وبين أهلكم  فأهلا وسهلاً، وتحية تقدير لرجال وزارة الداخلية الذين يستحقون كل التقدير على ما بذلوه من تضحيات في سبيل وطنهم، وجزاهم الله أحسن ما عملوا.
إن هذا التمرين الأمني مثال واقعي على اجتماع كلمة المسلمين حين يقوى بعضهم ببعض في وحدة الصفوف والاستعداد والجاهزية للأخطار التي تتربص بدولهم، كما أنه دليل على  تكملة أهداف التحالف العربي الذي يخوض اليوم  معركة الدفاع عن وحدة أرض اليمن، والذي قلب مخططات الأعداء، كما هي الأجهزة الأمنية في الدول الخليجية اليوم كذلك تقلب مخططات الأعداء الداخلية من محاولة قلب الأنظمة والتخطيط للانقلابات والمؤامرات التي يخطط لها أناس ولاؤهم لأعداء الله والبلاد، حتى وصل الأمر بهم أن يخزنوا الأسلحة في منازلهم ومزارعهم، كما حملوا السلاح وأراقوا الدماء، وأول ما أراقوا دماء رجال الأمن في البحرين والسعودية، وجاهروا بخروجهم على طاعة ولي الأمر في الصحف وعلى وسائل الإعلام، وأعلنوا تضامنهم مع إيران وحزب الله اللبناني والنظام السوري والنظام العراقي، هذه الأنظمة التي تؤجج أتباعها وتدعمهم بالمال والسلاح والتدريبات العسكرية.
ومن التجارب التي مرت بها البحرين أثناء المؤامرة الانقلابية، إثبات أهمية دور المؤسسة الأمنية في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، وتكفي هذه المؤامرة لإعادة النظر في تقوية الأجهزة الأمنية كافة، لتغطي كل احتياجات الدولة لو طرأ طارئ أو حدث حادث لا قدر الله، أي أن الأجهزة الأمنية بحاجة إلى طواقم ولجان قادرة على التواجد في كل مؤسسات الدولة وشركاتها الحيوية، وذلك كما تفعل الدول الغربية ومنها أميركا، بأن تكون هناك كفاءات هندسية وفنية وطواقم كاملة في شتى التخصصات قادرة على تسيير الدولة بدءا من شركات الطيران وقيادة الطائرات المدنية والمطارات ومحطات الكهرباء والماء وإدارة جميع المؤسسات الخدمية الحيوية، ليس بأعداد رمزية، إنما بأعداد كافية، وعلى سبيل المثال إدارة المصانع الكبرى، كعصب للاقتصاد، وتعلمنا من المؤامرة حين تعطلت الشركات، وكادت تتجمد الحياة في البحرين لولا حفظ الله ثم بركة الموظفين المخلصين، وهذا لن يجدي على المدى البعيد، ما لم تكن هناك كوادر مدربة في نفس الشركات والمؤسسات، فالأمر ليس مجرد تشاؤم، وشاهدنا ما حصل في دول عربية كبيرة من تشتت ودمار لم تستطع النجاة منه حتى اليوم، وذلك عندما استبعدت أنظمتها حدوث ذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية