العدد 2873
الجمعة 26 أغسطس 2016
banner
هل “باب” في لندن سيصلح سوق العمل؟ نجاة المضحكي
نجاة المضحكي
الجمعة 26 أغسطس 2016

ما هو “باب” في لندن؟ باب في لندن هو برنامج نفذته “تمكين” في متحف فيكتوريا في بريطانيا، وكان عبارة عن عرض لوحات 17 فنانا بحرينيا أخذتهم في جولة بين ربوع لندن، وكما أكد التقرير أنه سيقام سنوياً في مدن العالم!
فاليوم برنامج “باب” وغداً “نافذة” ولا ندري والله ما بعد هذه المشاريع وما هي علاقتها بإصلاح سوق العمل، أو أنه أنيطت إلى “تمكين” مسؤولية تمويل أنشطة وفعاليات ومساعدة أصحاب الأعمال على اكتشاف أنفسهم؟
وقد يكون فكرنا ضيقا، ومسؤولو “تمكين” لديهم فكر أبعد عندما قال الرئيس التنفيذي في افتتاح الفعالية: “إن الفن يؤدي دوراً رئيسياً في الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية إلى الأمام”، إذا ما دور المصانع والشركات والمشاريع الإنشائية التي تدهورت بسبب العجز الاقتصادي، والضريبة القاسية التي قصمت ظهر المستثمرين، أو أن الفن سيكون بديلا لها؟
ولابد هنا أن نضرب مثالا، كيف تحفز بعض الدول اقتصادها ومنها دولة الإمارات التي تجذب رؤوس الأموال، ليس عن طريق برامج “باب” ولا نافذة، أو جولة بلوحات فنية في متاحف عالمية، بل بخفض الرسوم والضرائب على المستثمرين، مما شجع على جذب رؤوس الأموال، وهاهو تقرير بعنوان “الإمارات تجذب رؤوس أموال أردنية”، حيث تصدر الأردنيون قائمة المستثمرين بحجم تداول بلغ 6.8 مليارات دولار، وبرر خبير الاقتصاد الأردني حسام عليش، أن سوق دبي سهل ولا يتسم بالتعقيد، وبين أن تحفيز الاستثمار يتطلب خفض الرسوم والضرائب، وأكد أهمية التدخل الحكومي لتحسين ظروف الاستثمار.
أما وزير العمل البريطاني فطالب حكومته، بتطبيق تخفيضات ضريبية على الشركات والأفراد للحد من أثر تباطؤ اقتصادي متوقع بعد خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، وكذلك هي الهند حيث أعلن وزير التجارة، أن الحوافز المقدمة إلى الشركات للحفاظ على الصادرات ينبغي أن تستمر ومنها برامج لاسترداد الرسوم وبعض الإعفاءات.
إذا هذه الدول لم تتباه بدعم مجاني كمحفز لاقتصادها، أو بزيادة العمالة الأجنبية كمورد تعتمد عليه لإصلاح سوق عملها، أو بمعارض وتمويل أنشطة مدرسية وصيفية، بل حفزته بمستوى يناسب التنافس الاقتصادي العالمي، ومن المؤسف من مملكتنا رائدة الاقتصاد الأولى بين دول الخليج أن تعول على تحريك اقتصادها على تجارب وأفكار غير بناءة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .