العدد 2783
السبت 28 مايو 2016
banner
العودة إلى بغداد... هل من جديد؟ سربست بامرني
سربست بامرني
السبت 28 مايو 2016



الزيارات المستمرة التي تقوم بها الكتل السياسية وصانعو القرار في بغداد لإقليم كوردستان والضغوط الإقليمية والدولية المتعددة على الحكومة لإرسال وفد مفاوض الى بغداد في الوقت الذي يؤكد أهمية الدور الكردي في حل مشاكل العراق وتصحيح مسار العملية السياسية وضمان الأمن والاستقرار فيه يثير أيضا أكثر من تساؤل حول جدوى هذه المفاوضات وفيما إذا كانت منتجة ام لا، إذ لا جديد في بغداد عدا التطورات السلبية المعادية للكرد وقياداته الوطنية التي كان آخرها الاعتداء المشين على ممثلي الكرد في البرلمان العراقي.
إن إلقاء نظرة سريعة على سياسة حكومة السيد العبادي سيبين عدم وجود أي تغيير في السياسة المتبعة والمواقف المتخذة تجاه الإقليم وشعبه، وإن سياسات الحكومة السابقة لا تزال تمارس بنفس الروح العدائية والاستعلائية التي كلفت عموم الشعب العراقي ثمنا فادحا منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، وحتى اليوم
حكومة السيد العبادي لم تلتزم أساسا بالاتفاق السياسي الذي كان السبب في تشكيلها وتناست الدستور ومبادئ الشراكة في الوطن وتغاضت عن الانتهاكات التي تمارسها المليشيات فيما يسمى زورا وبهتانا المناطق المتنازع عليها هذا بالإضافة الى عدم اتخاذ أية خطوات جدية لحل الازمات المتراكمة مع إقليم كوردستان.
الحكومة الاتحادية لم تعترف حتى الآن بكون قوات البيشمه ركه جزءا من القوات المسلحة العراقية ولم تقدم لهم أي دعم مالي او تسليحي او لوجستي يذكر مع انها تخوض حربا شرسة ضد العصابات الإرهابية المنفلتة، كما توقفت المفاوضات حول ازمة النفط دون اية نتيجة والحصار الاقتصادي والمالي لا يزال مستمرا كما هو الحال مع حرمان المواطنين وحكومة الإقليم من حصتهم في الميزانية الاتحادية، ناهيك عن التحركات المشبوهة لتمزيق وحدة الصف الكردي وإغراق الإقليم في مشاكل داخلية كمقدمة لتدخل المليشيات المسلحة في سباق محموم للحيلولة دون ممارسة شعب كردستان حقوقه القومية الديمقراطية التي من بينها الاستفتاء حول طبيعة العلاقة مع بغداد الذي تعتبره العقلية الطائفية المتخلفة والعنصرية وكل أعداء الديموقراطية جريمة العصر.
لما سبق يبدو جليا ان اية مفاوضات لن تكون مجدية ولن تحقق أي تقدم لا لصالح العراق ولا لصالح إقليم كوردستان مع انعدام حسن النية والرغبة الحقيقية لدى حكومة بغداد في معالجة المشاكل مع الإقليم ناهيك عن عدم امتلاكها الحد الأدنى من الاستقلالية في اتخاذ القرار وجهل مطبق بالمتغيرات الحادة الجارية على الأرض، فلم يعد لا في امكان الحكومة الاتحادية ولا في امكان من يقف خلفها إعادة عقارب الساعة للوراء ولا بديل عن احترام إرادة شعب كوردستان. إيلاف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية