العدد 2485
الثلاثاء 04 أغسطس 2015
banner
حديث الإفك الايراني... والرد البحريني الساطع منصور حسن بن رجب
منصور حسن بن رجب
الثلاثاء 04 أغسطس 2015

ها هم أهل البحرين وأبناؤها المخلصون ورجالاتها الأوفياء من مختلف المشارب والأصول يقفون أقوى مما كانوا في أي وقت وأكثر وحدة وثقة من أي حين، ليحموا كيانهم ووحدتهم وعروتهم الوثقى التي لا انفصام لها.
ها هم يعلنون فرادى وجماعات وقبائل وعائلات وقوفهم إلى جانب قيادتهم والتفافهم حول راية مليكهم، ها هم يُعلنونها صريحة لكل العالم وسكانه ودوله ومنظماته وقياداته وأممه المتحدة أن لا مرجعية لهم سوى قيادتهم الحكيمة ومليكهم الفذ وفارسهم المُلهم الذي هو قرة العين بالنسبة لهم وللوطن كله.
ها هم يدحضون كل شبهة إيرانية الصنع أو طائفية المنشأ بالتأكيد على أن ليس لهم مرجعية غير قيادتهم الحكيمة، وليس لهم قائد سوى مليكهم حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، أما غير ذلك فمجرد هراء وبهتان.
لقد اجتازت البحرين بفضل حكمة قيادتها ووحدة شعبها والتفافه حول راية مليكه كل المؤامرات التي صنعتها إيران وغيرها، فأفشلت كل مشاريع الفوضى وكل خطط التحايل على المواثيق الدولية والعالمية، وأجهضت كل المؤامرات، وكشفت من مخططات الشر ما يعجز عن تخطيطه الشيطان نفسه، فحمى الله البحرين وشعبها مما يأفك الأفاكون ومما يهرطق المهرطقون، وأتاح لها قيادة يسير الخير والإصلاح بين يديها وفي ركابها، فصنعت ربيعها الزاهي بيدها وبمشروعها الإصلاحي وعزم مليكها وميثاقها الوطني، قبل أن تبزغ أية شمس ربيعية على أية دولة من دول المنطقة. وحين اجتزنا مع مليكنا وقيادتنا ومع إخوتنا وأشقائنا في دول مجلس التعاون المؤامرة الكبرى الأخيرة بكل تداعياتها وعناوينها وشخوصها وافتراءاتها وما بذلت البحرين خلالها من دماء زكية مباركة، طلعوا علينا بعناوين أخرى ومؤامرات أخرى، وتدخلات وتصريحات تلبس لبوس التحرر تارة، والمظلومية تارة، ولكنها في كل الأحوال والتحولات ليست سوى سموم تحاول اختراق جسد الوطن ومخالب تحاول غرس نفسها في لحمته الوطنية ورسالته الحضارية وثوابته العروبية والإسلامية، وعندما تتعرض الأوطان للمؤامرات الغاشمة، وعندما تتعرض البلدان للتدخلات الطامعة والافتراءات الظالمة، فمنطق الوطنية وقوانين وأعراف الكرامة والشهامة تقتضي أن كل الأحزاب والتحزبات يجب أن تنصهر في جسد الوطن الواحد، فلا صوت يعلو فوق صوت الوطن وثوابته ولا أجندة أو أولوية تتقدم على امتلاك الوطن قراره، ودفاع أبنائه عنه، وذودهم عن حياضه.
ومنْ لمْ يذد عن حوضه بسلاحه...  يُهدَّم ومن لا يَظلم الناس يُظلمِ.
فللوطنية متطلباتها التي يجب أن تتقدم على الحزبية والآيديولوجية والمذهبية والطائفية. ومن يعتقد بغير ذلك فالوطن براء منه؛ والوطنية كبيرة عليه، ومن يُشكك في شرعية وطنه وقيادته واستقلال بلاده وامتلاكها قرارها في وقت تعرضها للعدوان، فهو بالتأكيد جزء من هذا العدوان، ويجب أن تطبق عليه قوانين الحرب والحرابة لا قوانين السلم.
وللأوطان في دم كلِّ حُرِّ...  يدٌ سلفت ودين مُستـَحَقَّ.
أما التصريحات الأخيرة التي صدرت عن الدولة الإيرانية، فيجب أن يتم التعامل معها وفق مقتضاها وعلى نفس المستوى الذي جاءت عليه. وأعني أن هذه التصريحات تشكل مخالفة صريحة ووقحة لكل مُقررات القانون الدولي وأعراف الأمم المتحدة المستقرة ومواثيقها المعتمدة. وهي تصريحات لا يمكن اعتبارها أقل من اعتداء سافر وصريح ليس على الدولة أو الحكومة البحرينية بل على كل فرد ومواطن من ابناء شعب البحرين، إذ تفترض هذه التصريحات أن هذا الشعب يقبل بمرجعية غير قيادته وقائد غير مليكه المفدى.
هذا الى جانب ان هذه التصريحات تمثل اعترافا ايرانياً رسمياً ومُعلنا ومن أعلى جهة فيها بأنها تدعم وترعى الانقلابيين وتعمل على دعمهم ورعاية شؤونهم، وهو اعتراف يقتضي من البحرين ومن دول مجلس التعاون على اقل تقدير تقديم شكوى رسمية لدى الأمم المتحدة.
أما على المستوى الشعبي، فالبحرين التي قالت للجنة ونسبير التابعة للأمم المتحدة في العام 1970 إنها تتمسك بعروبتها وقيادتها ورايتها الخليفية، هي نفسها التي يجب أن تعلن اليوم نفس ذاك المبدأ الثابت والراسخ، وأن يكون إعلاناً شعبياً ووطنياً مُدوياً وجامعاً وممثلاً لكل الشعب والأمة، وأن يكون إعلاناً تاريخياً ومطلقاً، يقول لكل مواطن:
ارفع رأسك فأنت بحريني، ارفع رأسك فأنت في عيني مليكك وقيادتك وفي قلب وطنك، ارفع رأسك فأنت بحريني؛ قوتك من دورك المشع في المنطقة والعالم ومكانتك من مكانة بلدك ورسالتها الإنسانية ومشروعها الإصلاحي المتواصل. ارفع رأسك فما أنجزه بلدك حتى اليوم إنما هو نتيجة الجهد والعمل، والطريق الصحيح، فبلدك لم تغتصب أرضاً، ولم تمتهن شعباً، ولم تعلق أبناءها على المشانق صباح مساء.
ارفع رأسك أيها البحريني، فوطنك ملء العين وملء الوجدان وملء المسافة بين الوريد والشريان، وطنك بلد تسطع بضيائه الشمس، ويبزغ بضوئه النهار، وتنتصب به قامة الزمن، وتحلق في سمائه أطهر الآمال وأعز الأمنيات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .