العدد 2931
الأحد 23 أكتوبر 2016
banner
معركة الموصل - هوامش ومتون (1) صافي الياسري
 صافي الياسري
الأحد 23 أكتوبر 2016

 إيران تخطط لجعل الموصل محطة على طريقها إلى سوريا...
إن القضاء على “داعش” بات مطلباً عالمياً، وموضع وفاق بين الغرب والشرق، فلا خلاف على ضرورة الحسم العسكري ضده، بل هناك إيكال لمهمة الإشراف على القضاء عليه للولايات المتحدة في العراق ولروسيا في سوريا. كل المؤشرات تفيد بأن المعركة العسكرية، وإن طالت، ستنتهي بتحرير الموصل من “داعش”، وأن سحق “داعش” في العراق سيجعله تنظيماً ضعيفاً في سوريا. إن تداخل الساحتين العراقية والسورية سيؤدي إلى ترابط ما بينهما، بما يعني أن لا حل للأمن العراقي بلا حل للأمن السوري، والعكس بالعكس، وإيران، متمسكة بأدوات نفوذها في الدولتين العربيتين.
إن تزاحم الأجندات المتعارضة بين تحالف الطامعين على الأرض الموصلية ينذر بتفجرات وربما حروب بينية، بين أطراف هذا التحالف بعد تحرير الموصل إذا لم يتم التوافق على اقتسام تفاحة الموصل.
ميليشيات إيران المنضوية تحت راية الحشد الشعبي ستعمل جهدها للتقليل من قدرة الجيش العراقي على حسم المعركة للتدخل واحتلال المدينة بهدف إخضاع السنة وتنفيذ الأجندة الإيرانية لها على الأرض. إن معركة الموصل لفتت أنظار العالم بعيدا عن مجازر حلب، فهل ننتظر العالم حتى يعود ملتفتا الى حلب؟ وبعد كم من الزمن والدماء والخراب؟
وعن مفاوضات لوزان التي شملت الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والسعودية وقطر وإيران وأضيف العراق ومصر لها بطلب من طهران واستبعدت بريطانيا وفرنسا بموافقة أميركية على مطلب روسي، فإن محاورها تركزت في حلب وهمومها ومتطلبات إنهاء المجازر فيها – والثاني تركيز الروس على إخراج “جبهة النصرة” من حلب وعمل إجراءات انفصال المعارضة السورية عن الجبهة، ومقترحات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا كانت في صلب النقاش رغم اقتناع البعض بأنها ساذجة في جزء منها وبهلوانية، لاسيما عندما تطوّع لمرافقة 900 عنصر من “جبهة النصرة” لمغادرة المدينة. مصادر أكدت أن الأمر لم يتطرق إلى مصير الرئيس السوري بشار الأسد لأنه ركّز قطعاً على حلب والمقايضة ولوحظ على دي ميستورا أنه كان أقرب إلى الموقف الروسي.
الإيرانيون لعبوا بخسة على حبل الخلافات لإضعاف موقف قطر والسعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي وتقوية موقف نظام الأسد والأجندة الروسية الإيرانية أو خارطة لوزان المطلوبة وفق إيران – روسيا – سوريا، وكان الإيرانيون مترددين في حضور اجتماع لوزان.
إن الدفاع الإيراني عن نظام بشار الأسد خلال المؤتمر كان واضحا وجليا ومتوقعا، فإيران في استراتيجيتها الإقليمية تعتمد بقاء الأسد وترفض مناقشة مصيره ولربما نجحت في ذلك بدعم روسي، ووفق المصدر، كان وزير الخارجية الإيراني مدافعاً قوياً عن النظام السوري وكان “صوت النظام في الاجتماع”.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية