العدد 2843
الأربعاء 27 يوليو 2016
banner
المالكي وداعش واليمين الأوروبي (1) صافي الياسري
 صافي الياسري
الأربعاء 27 يوليو 2016

عاتبني أحد متابعي كتاباتي على انتقادي تصريحات المالكي بشأن جريمة ميونخ وقال إنني لم أكن موضوعيا في ذلك النقد إذ كانت نوايا المالكي حسنة ولم يكن يريد إلا كسب تعاطف الغرب ونصح الجاليات العربية والإسلامية بالتعاون مع الدول التي تحتضنهم، وهذا المقال إضافة جديدة وتفصيلية لما سبق أن كتبت عنه بشأن تصريحات المالكي التي سبق فيها الجهات الأمنية المختصة ووصف العملية بأنها إرهابية دون دليل في حين وصفتها الداخلية الألمانية بأنها اعتداء، وطالب الجاليات الإسلامية بالتعاون مع الحكومات التي يعيشون في بلدانها، ما يوحي بأنها هي المسؤولة عن الإرهاب في اوروبا، وأنا أقول في هذه الاضافة إنني رجل “ظاهراتي” لا أعترف بالنوايا ولا أتعامل معها بحكم دراستي وتربيتي وخلفيتي الثقافية القانونية، لذلك سأعود مرة أخرى لتقديم جرد بتفاصيل جريمة ميونيخ من مصادر أمنية متخصصة.
منفذ الجريمة ويدعى علي ديفيد سنبلي، مُسلم مولود في ألمانيا ومن أصول ايرانية، وكونه مسلما كان وحده كافيا لاستنهاض اليمين الأوروبي كله، وهو المعروف باعتناق ونشر ثقافة الكراهية للعرب والمسلمين التي زادها تدفق اللاجئين على أوروبا اشتعالا، أتذكر في التسعينات أنني نقلت عن زعيم اليمين الفرنسي لوبين الذي تقود ابنته اليوم ماريا لوبين جبهة اليمين الفرنسي، أنه لم يعد يحب العيش في باريس وأنه اعتزلها في مزرعته لأنه يفضل رؤية الكلب والثور والبقرة على رؤية العربي والمسلم يمشي في شوارع باريس.
كان هذا قبل عقدين ونيف من الزمن فما بالك باليمين الأوروبي اليوم بعد تعقيدات 11 ايلول وظهور داعش والتنظيمات الإسلامية التي اوغلت في طرق التطرف والارهاب، وهي تشن حربا دموية مرعبة على الغرب الذي تتهمه بشن حرب على الإسلام والمسلمين، لقد جاءت تصريحات المالكي متزامنة مع جريمة ميونيخ وجريمة أخرى في ألمانيا نفذها لاجئ سوري قيل انه مختل عقليا، وطالب وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية يواخيم هيرمان،  الحكومة الاتحادية بتشديد الإجراءات ضد “اللاجئين الخطيرين”، في أعقاب سلسلة اعتداءات وقعت في مدن ألمانية على مدى الأسبوع الماضي، آخرها تفجير اللاجئ السوري قنبلة في مدينة إنسباخ، الأحد، مما أدّى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً بجروح.
وفي تفاصيل الاعتداء، كشف هيرمان أن المهاجم لاجئ سوري يبلغ من العمر 27 عاماً، وهو موجود في ألمانيا منذ سنتين بواسطة تصريح إقامة مؤقتة بعد أن رُفض طلب حصوله على الجنسية، وكان قد أُدخل إلى مستشفى للأمراض العقلية بعد محاولته الانتحار مرتين.
وأوضح هيرمان أن المهاجم حاول الدخول إلى مهرجان لموسيقى البوب يحضره 2500 شخص، لكنه اضطر إلى المغادرة لأنه لم تكن في حوزته بطاقة دخول، ثم توجّه إلى مطعم قريب حيث فجّر القنبلة مما أدّى إلى مقتله على الفور، وإصابة 12 شخصا بجروح، بينهم 3 في حالة خطرة.
وبالرغم من حرص السلطات الألمانية على التشديد على “فردية” الهجمات، فإن هذا الاعتداء سيرفع من منسوب التوتر في ألمانيا التي شهدت أربعة حوادث قتل فردية وجماعية في أسبوع واحد، أبرزها مقتل 9 أشخاص في هجوم مسلّح في ميونيخ، نفذه مواطن ألماني من أصل إيراني، كما قُتلت امرأة حامل بهجوم بالساطور نفذه لاجئ سوري بالقرب من محطة الحافلات المركزية في مدينة ريوتلنجن الجنوبية.
 وقالت الشرطة إنه تم اعتقال الشاب الذي يبلغ من العمر 21 عاماً، وإن الهجوم “لا صلة ظاهرية له بالإرهاب على ما يبدو”.
ونقلت صحيفة “بيلد” الألمانية عن شهود عيان قولهم إن “المهاجم لم يكن في وعيه بالمرة لدرجة أنه جرى خلف مركبة للشرطة وفي يده الفأس”. وأضاف الشاهد أن قائد سيارة خاصة نجح في السيطرة على المهاجم، بعد وقت قصير من وقوع الحادث، ثم احتجزته الشرطة... للحديث تتمة.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية