العدد 2453
الجمعة 03 يوليو 2015
banner
خطر الإجازة... والحلول الثلاثة؟ أحم د ع مـ ران
    أحم د ع مـ ران
الجمعة 03 يوليو 2015

مع إغلاق المدارس أبوابها تبدأ الإجازة الصيفية عند الطلاب، ويولد شيء اسمه “الفراغ” الذي يعد أبرز الأخطار التي تحوم حول المجتمع في وقت الإجازة وعلى وجه الخصوص الأطفال والشباب حيث يسبب وقت الفراغ نوعا من التوتر النفسي حول كيفية شغله، فقد يكون الفراغ منحة إذا تم استغلاله في ما هو مفيد، وقد يكون محنة إذا تم استغلاله بما هو مضر. حيث تبدأ معاناة فئة كبيرة من أولياء الأمور في هذه الإجازة الطويلة التي يشعرون فيها بثقل الفراغ على أبنائهم بل ويعدون الليالي والأيام المتبقية على فتح أبواب المدارس بفارغ الصبر.
وللأسف الشديد في أيام العطل نرى بوضوح الأطفال منتشرين في الشوارع، وأولياء أمورهم في غفلة معرضون، لا يوجد رقيب ولا حسيب، بل لا يعلمون شيئاً عن فلذات أكبادهم، لا يعرفون أين يذهبون؟ ولا مع من يسيرون؟ ولا ماذا يفعلون، وهم يمارسون عادات سيئة كثيرة؛ أقلها السب والشتم وسوء الخلق، وهذه هي محنة الفراغ بعينها. فكيف ننقذ الأبناء من خطر الفراغ الذي يحدق بهم في هذه الاجازة؟ وما هي الحلول التي تضمن لنا تطور المجتمع وحفظه من الفساد والانحطاط؟
الحل الأول بيد أولياء الأمور في إنقاذ أبنائهم وإنقاذ المجتمع ككل، وذلك بملء فراغ أبنائهم بما هو نافع سواءً شغلهم بالدراسة والاستعداد للعام القادم أو شغلهم بالتسجيل في المراكز أو الأندية الصيفية. وكذلك يجب على أولياء الأمور قدر الإمكان أن يقدموا بعضاً من وقتهم لمشاركة أبنائهم وقت فراغهم، والترفيه عنهم برحلات عائلية، كلٌّ حسب طاقته.
أما الحل الثاني فيقع على عاتق وزارة التربية والتعليم في إيجاد ما يشغل أوقات الفراغ لدى الطلاب في العطلة الصيفية بما يعود عليهم بالنفع والفائدة وكسر الملل. وهو ما اعتادت عليه وزارة التربية والتعليم سنوياً بجهودٍ واضحة في إقامة الأندية الصيفية والتي تكون مخصصة للفئة العمرية من (6 - 12) سنة، وتقدم في هذه الأندية العديد من البرامج والأنشطة الثقافية والتعليمية والرياضية والترفيهية، إضافةً إلى الزيارات الميدانية المتنوعة للعديد من المؤسسات الرسمية والأهلية التي يتعرف من خلالها الطلبة على دور هذه المؤسسات في خدمة الوطن والمجتمع، وكذلك زيارة الأماكن الحضارية والثقافية للبحرين مما يعزز قيم الانتماء والمواطنة عند الطلبة.
طريقة التسجيل للمشاركة في هذه الأندية الصيفية كانت عن طريق موقع بوابة الحكومة الإلكترونية أما الآن فالتسجيل مغلق لاكتفاء العدد المطلوب.
ومن هنا نوجه جزيل الشكر لوزارة التربية والتعليم وبالخصوص القائمين على الأندية الصيفية؛ حيث تمثل المحاضن الآمنة، والمراكب الزاخرة بالبرامج والأنشطة الممتعة والمتنوعة؛ وهي خير استثمار لأوقات الفراغ لدى الطلاب.
والحل الثالث يأتي من خلال دور مؤسسات المجتمع المدني في تنظيم البرامج التعليمية والثقافية والرياضية والترفيهية أثناء العطلة الصيفية حيث تساهم في تقديم ما يعود بالفائدة والنفع على أبناء المجتمع، وتبعدهم عن شبح الفراغ وضجره وسلبياته.
وفي النهاية يجب علي الجميع وبالأخص أولياء الأمور الالتفات إلى خطورة وقت الفراغ في الإجازة الصيفية، والآثار السلبية الناتجة عن سوء استغلال هذا الوقت بالذات، وحماية الأبناء من التسكع في الشوارع الذي قد يجرهم إلى ارتكاب جرائم الأحداث، وإلزامهم برامج مفيدة تنمي القدرات وتطور الذات.
وأختم ببيت شعرٍ لأبي العتاهية: إن الشباب والفـراغ والـجـدة *** مفسدة للمـرء أي مـفـسـدة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية