العدد 2547
الإثنين 05 أكتوبر 2015
banner
سحب السفير... كيف ولماذا؟ د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
ما وراء الحقيقة
الإثنين 05 أكتوبر 2015


القرار التاريخي والشجاع الذي اتخذته مملكة البحرين بسحب سفيرها من إيران، والإعلان بأن القائم بأعمالها بالمنامة شخص غير مرغوب فيه، جاء بعد ان استنفذت الحكومة البحرينية كل الوسائل في اقناع ايران بالكف عن التدخل والإضرار بأمن المملكة، وبعد أن وجدت أنه لا طائل من وجود علاقات دبلوماسية مع دولة تعتبر عدوة للعالم العربي والإسلامي. أما على المستوى المجتمعي، فقد كان طرد السفير الإيراني وقطع العلاقات مع ايران من المطالب الشعبية حيث طالب بها الشعب منذ بداية التورط الإيراني، باستثناء طبعا العملاء ومن فضل الولاء لطهران على بحرينيته وعروبته.
ودعونا نقرأ الأحداث منذ بداياتها. فالثورة التكفيرية في إيران هدفت في الأساس الى اخضاع الوطنيين الشيعة العرب لسلطة طهران، من أجل أن يصبحوا في النهاية جنودا وأتباعا للفرس العنصريين، تحت ستار التشيع العربي، تمهيدا لعودة امجاد الدولة المجوسية التي اطفأ نارها العرب المسلمون. ولهذا، عمدت هذه الثورة التكفيرية الطائفية العنصرية، الى العمل بكل جهدها لتسويق مرجعية فارسية مؤثرة بين الشيعة العرب، تعمل في الخفاء على منافسة المرجعية العربية التي يمثلها الآن سماحة آية الله السيستاني، وهو المرجع الأعلى للشيعة والذي بالأساس لا يعترف اصلا بولاية الفقيه. وبدأت جوقة طهران من بعض من لبس العمامة الدينية وهو لا يستحقها، بالتنظير لفكر مرتكز على ضرورة فصل ولاء الشيعة العرب عن أوطانه العربية، وجعل الولاء الأوحد والأبدي فقط لمن وصف ونصب نفسه وليا حاكما.
ومن أجل هذا امتلأت مؤسساتهم الدينية بالتطبيل والتزمير، وإيهام الشيعة العرب، وبطريق غير مباشر بأن ايران وطنهم الأول، والحامية لهم، مستغلين طبعا الحوادث التي يتعرض لها اخواننا الشيعة من المجموعات الإرهابية، كفرصة لا تعوض، لمحاولة فصل ولاء الشيعة لأوطانهم، وإقناعهم بملاذهم الأول والأخير. كما عمدت المؤسسات الدينية التابعة، الى تسويق ولاية الفقيه بين مختلف بلاد العرب. فتبنت هذا الفكر الفارسي مجموعة من السفهاء الذين وجدوا فيه وسيلة رخيصة للظهور الديني والإعلامي والمجتمعي على الشارع الشيعي البحريني. ونظرا لصعوبة المجاهرة بالولاء لطهران في بلد يمثل منارة للقومية العربية وبقيادات شيعية وطنية، لجأ هؤلاء السفهاء الى التستر بما يسمونه الحرية والديمقراطية والإصلاح. وكان الهدف الأول والأخير اسقاط النظام السياسي والمجتمعي لمملكة البحرين. وكل ذلك طبعا كان بتدبير ودعم وتمويل من هذا النظام العرقي التكفيري العنصري، الذي تبنى تكفير المسلمين الذين يشكلون 90 بالمئة من أمة الاسلام، بالاضافة الى تكفيره ايضا ثلاثة ارباع الشيعة ممن لا يؤمن بولاية السفيه التي كانت ستارا لإعادة أمجاد كسرى المقبور.
إعلاميا، قام الإعلام السياسي الإيراني، ومن أجل تسويق المخطط بانقلاب طائفي ضد مملكة البحرين، بدعم هؤلاء السفهاء في قنوات العالم والمنار والميادين وبرس تي في، ناهيك عن القنوات العراقية الطائفية الموالية والمتعاطفة دينيا مع طهران. فاستضافتهم في قنواتها، وهم كالنساء يتباكون ويذرفون دموع التماسيح، وفي الخفاء يخططون ويقتلون ويعطلون مصالح البشر، ويقومون بتصنيع المتفجرات، ويقومون بتهريب الأسلحة الى البحرين للقيام بالتفجيرات، بل يقيمون مصانع للمتفجرات ويبنون مخابئ للاسلحة والقنابل. كل ذلك والشعب البحريني الوطني يطالب الحكومة باتخاذ قرار يلجم ويوقف هذه العصابة التي تدير النظام في ايران، وجاء القرار مؤخرا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية