العدد 2516
الجمعة 04 سبتمبر 2015
banner
الإخوان المسلمون... لماذا نكرههم؟ (2) د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
ما وراء الحقيقة
الجمعة 04 سبتمبر 2015

من أهم الأسباب التي جعلت المجتمع يقلل من شعبية الإخوان، كما يقولون، وينأى بنفسه عن دعمهم، هدفهم للاستيلاء على النظام السياسي وقيادة المرشد لهذا النظام، وممارسة الميكافيلية. وهناك أيضا سببان هما:
تغليف السياسة بالغطاء الديني: هناك كذبة يكذبها كل من يريد الظهور والنجاح السياسي وهو يرتدي ثياب الطهارة الإسلامية، وهي ان الاسلام والسياسة لا ينفصلان وهما مكملان لبعضهما. هنا يجب على القارئ الانتباه الى اسلوب دس السم بالعسل عند سماعه مقولة الاسلام والسياسة أو الإسلام السياسي. صحيح ان الاقتصاد جزء من الدين، والأخلاق والمبادئ الإنسانية جزء من الدين، والنظافة جزء من الدين وأيضا السياسة جزء من الدين. نقول إنها جزء من الدين، أكرر ما قلته. ولكن ما يحدث وما يمارسه الإخوان المسلمون ومن سار على منهجهم، هو ان الدين أصبح جزءا من السياسة. اي ان الدين هو فقط لإضفاء الشرعية الدينية على سياستهم وعلى ممارستهم للعمل السياسي بما فيه طبعا الكذب والتلون والتلاعب. بمعنى أنه وبدلا من ان يكون الدين هو الأساس وهو خارطة الطريق التي تمنع السياسي الإخواني من الكذب أو التلون السياسي، والالتزام بالصدق وإيفاء الوعد وعدم الخيانة عند التحالف وغيرها من السلوكيات الفاضلة التي حث الإسلام عليها، نجد هذا السياسي الإخواني وغيره، حتى من المتحزبين أو ممن يستخدم الدين شعارا، يمارس هذه السلوكيات السياسية، تحت شعار نصرة الإسلام والحرب خدعة وغيرها من الشعارات الاسلامية التي تضفي غطاء وشرعية دينية لهذه السلوكيات السياسية. وبالتالي فإن الدين لدى هؤلاء اصبح جزءا من السياسة. وأصبح مجرد غطاء اسلامي لهذه المصالح والسلوكيات السياسية. وهو ما جعل المجتمع ينفر من هذا الاستغلال المهين للدين الاسلامي، وجعله جزءا من اللعبة السياسية والمصالح الانتخابية للاخوان المسلمين.
الاستغلالية المجتمعية: هناك الكثير من الجمعيات الخيرية العاملة بالمجتمع العربي والخليجي، التي يشار لها بالبنان والتقدير لما يقومون به من عمل خير، يبتغون به وجه الله، ويقومون من خلال هذا العمل الخيري، بتطبيق مبدأ التراحم والتواد والتكافل المجتمعي. وهذه الجمعيات وهذه المراكز، خصوصا الحكومية منها، لا تبتغي ثناء من أحد ولا مصلحة سواء شخصية كانت أو غير ذلك. وهذا شيء لا ينكره الا جاحد أو طائفي يريد ضرب العمل الإسلامي العربي والخليجي، تنفيذا لمخططات طهران بضرب كل القيم الاسلامية التي لا تتفق مع نظرية الخميني. لكن هذا لا يعني ان هناك جمعيات تدار من قبل اشخاص لهم علاقة، او هم غطاء للإخوان المسلمين او أية جهة حزبية اسلامية، لاحظ استخدامنا مصطلح (جهة اسلامية حزبية) حتى ننزه الجهات الاسلامية غير الحزبية، تستخدم هذه الجمعيات ليس فقط للعمل الخيري، بل ايضا للدعاية غير المباشرة لأحزابهم وتنظيماتهم الحزبية، ولاستمالة الاطفال والشباب خصوصا لهذه الاحزاب والتنظيمات السياسية، وجعلهم صفوفا ثالثة ورابعة، او على الاقل جعلهم قواعد انتخابية لهذه الاحزاب الاسلامية السياسية. والناظر الى بعض هذه الجمعيات يعرف منذ الوهلة الأولى انتماءها الحزبي. بل يستطيع بكل سهولة تصنيف هذه الجمعية الى الإخوان او السلف او الصوفية... الخ. ولهذا، فإن المجتمع نفسه أصبح يثق بالجمعيات الخيرية الحكومية الخاضعة للسيطرة الحكومية المباشرة، اكثر من ثقته بهذه الجمعيات والمراكز الخيرية المتحزبة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية