العدد 2515
الخميس 03 سبتمبر 2015
banner
الإخوان المسلمون... لماذا نكرههم؟ (1) د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
ما وراء الحقيقة
الخميس 03 سبتمبر 2015

 لابد للإخوان المسلمين من وقفة ليعرفوا كيف ينظر المجتمع لهم وكيف تنظر لهم الحكومات العربية والخليجية. ولتسليط الضوء على أهم الأسباب التي جعلت المجتمع يقلل من شعبية الاخوان، كما يقولون، وينأى بنفسه عن دعم الاخوان فإن النقاط التالية توضح لماذا يجاهر البعض بكره الإخوان. والاسباب كالتالي: 
السيطرة على الحكم: لعل أول مأخذ على الاخوان المسلمين، على الاقل عندنا نحن في الخليج، هو هدفهم الاولي والازلي بإزالة الانظمة الحاكمة في الخليج وفي العالم العربي والاسلامي أيضا، والسيطرة على الدولة وقيادتها وحكمها وفق منهجهم ورؤيتهم السياسية التي يضعها عندهم المرشد العام ومجلس الشورى، وهو الغطاء الشرعي والديمقراطي للطبقة الدكتاتورية الحاكمة، التي تقود التنظيم وتضع سياساته العامة وتعمل على تطبيقها، بدعم طبعا من القواعد المجتمعية. فالأنظمة الخليجية هي في نظر الاخوان المسلمين - سواء منظروهم الاوائل والحاليون أو من الصف الثاني وجماهيرها - أنظمة وراثية لا تحكم بما يسمى عندهم بالنظام والشريعة الاسلامية التي يدعون انتهاجها. ولهذا فإن الخليجيين، سواء كاغلبية مجتمعية أو انظمة حاكمة، أدركوا بما لا يدع مجالا للشك ان الاستيلاء على الحكم هو هدف أزلي لهذه الجماعة، وأن الدخول للبرلمان او المشاركة بالعملية الانتخابية، خطوة اولى لهذه الجماعة للاستيلاء على الحكم، كما فعلوا بمصر حينما فازوا بانتخابات كان فيها الفرق بين مرسي وشفيق ضئيل جدا، حينما تلاعب مرسي بالدستور كما يقول معارضو الاخوان، وحاول تحصين قراراته عن المساءلة، مما جعل شعب مصر ينتفض، كما يحلو للبعض قوله، ويطيح بحكم الاخوان ومرسي بثورة 30 يوليو، أنهت حلم الاخوان بحكم مصر وتخلى عنهم الشارع المصري. اي ان 80 مليون مصري حتى هذه اللحظة يعيشون حياتهم طبيعية ولا يهمهم مرسي ولا المرشد ولا بقية الاعضاء. وهي رسالة واضحة يجب ان يدركها الاخوان، وهي ان مصر منبع أرض الاخوان لم تعد تكترث لهم، ولا لآيديولوجيتهم وتنظيراتهم وفلسفتهم السياسية سواء تجاه العملية الديمقراطية او تجاه المجتمع نفسه. وهذا كله بسبب ان المجتمع بدأ يدرك أن الهدف الازلي للاخوان هو الاستيلاء على الحكم. ولا اعتقد ان الاخوان قادرون على تغيير هذا الانطباع المجتمعي عنهم على المدى القريب.
الميكافيلية: من المآخذ التي تؤخذ ايضا على اسلوب ومنهجية الاخوان المسلمين هو ما يطلقه البعض عليهم من استخدامهم لمبدأ الميكافيلية في تعاملهم مع الآخرين. فالدين الاسلامي حث المجتمع وأعضاءه على مبدأ التراحم والتواد والتركيز على العلاقات الانسانية والصدق في التعامل مع الآخرين. فلا كذب ولا تلون ولا استخدام العلاقات الانسانية لمصالح شخصية وسياسية. بمعنى ان الاسلام حث المسلم ان يكون مثلا صادقا في تعامله مع الطرف الآخر. اذا أحبه احبه بالله. فلا محبة من اجل مصلحة انتخابية. ولا تلون وكذب وإظهار مودة ومحبة زائفة للطرف الآخر من اجل الصوت الانتخابي، او من أجل تسويق شخصيته السياسية للجمهور. ولا وعود كاذبة للجمهور من اجل اصواتهم تحت حجة ان العمل السياسي يتطلب ذلك. ولهذا، فإن المجتمع حينما يرى مرشحا اخوانيا، يدرك ان تلك الشخصية التي تضفي على نفسها لباسا اسلاميا، هي شخصية ميكافيلية هدفها الاول تحقيق المصلحة السياسية، وتلك السلوكيات الفاضلة التي تقوم بها هذه الشخصية، انما هي من اجل تحقيق النجاح والاهداف والمصالح الحزبية لجماعة الاخوان المسلمين. وقد يقول قائل ان تلك السلوكيات وتلك الممارسات، انما هي من صميم العمل الحزبي السياسي. والرد انها فعلا من صميم العمل السياسي، لكنها تتنافى مع صميم المبادئ الاسلامية. فهل ننتهج سلوكيات سياسية تتناقض مع المبادئ العامة للاسلام؟ ام نجعل الدين غطاء شرعيا لهذه السلوكيات السياسية؟.w

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية