العدد 2377
السبت 18 أبريل 2015
banner
صالح كآلة تدميرية قذرة إبراهيم مجاهد
إبراهيم مجاهد
السبت 18 أبريل 2015

على مدى عقود والرئيس اليمني المخلوع صالح، ظل يتغنى بالمنشآت التي تحققت في عهده من مبان ومنشآت حيوية كمستشفيات وطرقات وملاعب ومدارس وجامعات ومعاهد فنية، رغم درايته أن معظم هذه المنشآت تم تشييدها أو تمويل بنائها على نفقة عدد من الدول الشقيقة والصديقة وفي مقدمتها الكويت والسعودية وألمانيا والصين وأميركا وغيرها. إلا أن صالح يتعمد التذكير بهذه المنشآت والانجازات التي تحققت في كل خطاباته وكأن لسان حاله يقول للشعب الفقير أنا من بناها، وأن هذا كله بفضل قيادته “الحكيمة”، وهذه هي قناعته بحسب كثير ممن عرفه عن قرب فهو يفاخر في مجلسه أنه من حقق للشعب اليمني كل هذه الانجازات، متناسياً ماذا عمل الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي في فترة لا تتجاوز الثلاث سنوات، سيما في القطاع الصحي والذي يعتبر ورقة مهمة وكافية لمحاكمة الرئيس المخلوع، فأمانة العاصمة منذ رحيل الشهيد الحمدي، لم تشهد بناء مستشفى حكومي عام واحد من قبل الدولة، وجميع ما هو موجود تم بنائها في عهد الفقيد الحمدي.
في أحد خطاباته إبان الثورة الشبابية 2011م خرج صالح يصرخ بأن من خرجوا ضده ويطالبون بسقوط نظام حكمه، هم أعداء التنمية والاستقرار والأمن ويريدون تدمير المنشآت الحيوية ونهب البنك المركزي. طبعاً الرجل كان يتحدث من منطلق العقلية التدميرية التي يفكر بها. فهو اليوم يقوم بما كان يتهم به خصومه – رغم قناعتي بأنهم فاشلون أيضاً حين يظل تفكيرهم محصوراً في المحاصصة وليس في بناء اليمن- فصالح اليوم يوعز لقواته ومليشيا الحوثي باستخدام كل المنشآت الحيوية والملاعب والمدارس و المعاهد والجامعات المتاحة، كمخازن أسلحة ومواقع عسكرية كيما يتم استهدافها من قبل قوات التحالف العشري وهو ما يتم. فالرجل يعتقد وفق عقليته التدميرية المريضة أنه لا يمكن للشعب اليمني أن ينعم بالمنجزات “التي تمت في عهده” طالما وهو سيخرج من السلطة ولن يحكم بطريقة مباشرة وغير مباشر.
ومن هذا المنطلق لا يمكن وصف هذا الرجل إلا بأنه “آلة تدميرية قذرة”. خاصة إذا ما استذكرنا خطاباته التي يهدد فيها اليمنيين بالتشضي وسيطرة القاعدة والجماعات المسلحة والحرب الأهلية “من طاقة إلى طاقة”، وهي مقولته المشهورة، في حال خروجه من السلطة. وحين اقتنع صالح بأن مخططه الانقلابي عبر عباءة الحوثي كُشف وسيفشل قام بنشر ألته التدميرية المتمثلة بمليشيا الحوثي ومرتزقته في الجيش في الكل المحافظات ومحاولة فرض السيطرة بقوة السلاح على جميع المناطق اليمنية لفرض أمر واقع يجبر العالم بعد اليمنيين على التعامل معه أياً كان هذا الواقع وأن كان غير صالح للحكم.
ومن هذا المنطلق يجب أن يدرك اليمنيون قبل غيرهم أن من يدمر اليمن وبنيته التحتية وإن كانت بسيطة هو صالح والحوثيون وليس غيرهم، الذين يستخدمونها كمواقع عسكرية ومخازن للأسلحة التي يتم نهبها من المعسكرات تحت ذريعة “مواجهات العدوان”. وعليهم أن يدركوا أن صالح سبق أن توعد اليمنيين بالحرب الأهلية إذا ما خرج من السلطة وها هو اليوم ينفذ ذلك في كل محافظات اليمن مستخدماً مليشيا الحوثي ومرتزقته في الجيش والأمن لا لشيء وإنما للحفاظ على “مصداقيته” –حلوة هذه مصداقيته - وأن تم تدمير اليمن.
كما إن على قوات التحالف أن تدرك مدى سوء الوضع الإنساني الذي تعيشه المحافظات اليمنية، فانعدام المواد التموينية وإغلاق العديد من الأفران خاصة في محافظة عدن، وانعدام المشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء والماء، عوضاً عن الوضع الصحي الذي تواجهه المناطق التي تشد مواجهات مسلحة وضربات جوية، فجميعها أوراق يحاول صالح توظيفها ضد عاصفة الحزم ويراهن على عامل الوقت وهذا ما يجب التنبه إليه، فتواجدي في عدن يجعلني قريباً جدا من معاناة الناس الذين بدأت تضيق بهم السبل في الحصول الخبز والكهرباء والماء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .