العدد 2329
الأحد 01 مارس 2015
banner
بيت من فساد (2) عطا السيد الشعراوي
عطا السيد الشعراوي
ستة على ستة
الأحد 01 مارس 2015



في السابع عشر من فبراير الماضي، أصدر مراقب الدولة في إسرائيل “يوسيف شابيرا” تقريره بخصوص مصروفات مقر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرسمي ومنازله الخاصة، والتي تصرف من خزينة الدولة وبالتالي من الأموال العامة في السنوات 2009 - 2013، الى تبذير كبير في الصرف، كاشفًا ما يلي:
- تسوية ديون شخصية مترتبة على نتنياهو لأحد المقاولين وهو مقاول كهرباء عضو في مؤتمر حزب الليكود، حيث دفع هذا المقاول من جيبه الخاص مقابل بعض المصاريف الشخصية لنتنياهو غالبيتها على شكل تغطية بعض بنود الصرف الخاصة بزوجته “سارة”.
- زيادة الإنفاق السنوي على الطعام في منزله بالقدس الغربية من 211 ألف شيكل (54 ألف دولار) في 2009 إلى 458 ألف شيكل في 2012. ورغم وجود طاه خاص في المنزل، فإنه تم إنفاق أكثر من 92 ألف شيكل على الطعام الذي طلبه المنزل من المطاعم في 2011. وتضمن بند “الطعام والاستضافة الرسمية” طلب وجبات جاهزة من المطاعم والسوبر ماركت وزجاجات مشروبات روحية ونبيذ وشراء بعض المستلزمات من ميزانية النثريات مثل البوظة والخبز، حيث وصلت هذه المصروفات الى اكثر من 30 ألف شيكل شهريا عام 2011 وذلك رغم وجود طباخة خاصة بوظيفة كاملة تعمل في بيت رئيس الوزراء لكن عائلة نتنياهو صرفت 164,632 شيكلا على الوجبات الجاهزة في الفترة الواقعة بين 2010 - 2011.
- الإسراف والتبذير فيما يتعلق بلباس نتنياهو ولباس ومكياج وتصفيف شعر زوجته، وتجاوز السقف المحدد لهذه المصاريف وهو 52 ألف شيكل حيث بلغت مصاريف تبرج “مكياج” سارة نتنياهو عام 2010 ما يقارب 85 ألف شيكل يضاف إليها 8500 شيكل مصاريف تصفيف شعر و49 ألف شيكل بدل ملابس، ما يعني أن مصاريف هذا البند قد بلغت عام 2010/ 144 ألف شيكل.
- التكلفة الشهرية لتنظيف مقري نتنياهو في القدس وقيساريا خلال الفترة الواقعة بين 2009 - 2013 بلغت 75400 ألف شيكل شهريا.
- بخصوص مصروفات بيت رئيس الحكومة في قيساريا، بلغ ثمن المياه في عام 2012، 80 الف شيكل، فيما بلغت مصروفات ثمن الورود في المقر الرسمي 96 الف شيكل، وبلغ اجمالي ميزانية مقر رئيس الحكومة وبيته خلال العام الماضي 2.973 مليون شيكل، فيما بلغت ميزانية مقر رئيس الحكومة بعهد رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت عام 2008 نحو 1.622 مليون شيكل، وبلغت المصروفات على الشموع المعطرة 6 آلاف شيكل خلال عام 2012، وحساب هاتف بـ 30 الف شيكل، و100 الف شيكل مصاريف مغسلة.
وفي ذات السياق، كشف “ماني نفتالي”، المدير السابق لمقر رئيس الوزراء الإسرائيلي لصحيفة “يديعوت أحرونوت” في عددها الصادر الأحد 1 فبراير 2014 أن ما أنفقه بنيامين نتنياهو وزوجته سارة على الكحول، وصل خلال السنتين الأخيرتين إلى حوالي 100 ألف شيكل، مشيرًا إلى أنه كان يشتري بنفسه النبيذ للمقر إلا أن النبيذ الأحمر الفاخر كان يخصص لسارة نتنياهو، في حين كان يتم تقديم النبيذ الأبيض العادي للضيوف.
وفي الوقت الذي ينشط فيه الإعلام الإسرائيلي والغربي في اتهام بعض الدول العربية بإساءة معاملة الخادمات أو العمالة الأجنبية ووضع شروط مذلة للعمل، فقد كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن شكوى رسمية تقدم بها للمحكمة عدد من العاملين بمنزل رئيس الوزراء الإسرائيلي يتهمون فيها زوجته بسوء معاملتهم وإهانتهم وإجبارهم على جمع الزجاجات “القارورات” الفارغة وإعادتها للسوبر ماركت وقبض بدل الرهن وتسليم الأموال إلى سارة نتنياهو، لتضعها في حسابها الخاص، رغم ان هذه الزجاجات وفقا للقانون تعتبر أملاكا حكومية ويجب أن تعود أموال الرهن للخزينة العامة وليس إلى جيب “سارة نتنياهو” التي تم إجبارها مؤخرا على إعادة هذه الأموال والتي بلغت 4000 شيكل.
وكما يحدث عندما تؤكد بعض الوزارات أنها تقوم بتطبيق توصيات التقارير الرقابية المختلفة، كان رد فعل حزب الليكود الذي ينتمي إليه نيتنياهو، حيث أكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحترم توصيات تقرير مراقب الدولة بشأن كل المواضيع التي تم فحصها، وأنه تم تطبيق جزء كبير من التوصيات في التقرير حتى قبيل كتابته، وأن رئيس الوزراء أوصى بتنفيذ بقية التوصيات بأفضل وأنجع شكل ممكن.
وكما يحدث أيضًا من اتهام الصحافة والإعلام بالمبالغة وتجاوز الحقيقة أو عدم تحري الدقة عندما توجه انتقادات لوزارة ما، أو أن هناك مؤامرة تستهدف هذه الجهة أو تلك، واصل حزب الليكود تعبيره عن الأسف من الحملة الإعلامية المتواصلة حول هذا التقرير الرقابي، والتي تهدف لإسقاط نتنياهو والليكود عبر الاهتمام بالأمور الهامشية والصغيرة وصرف النظر عن القضايا المهمة كحماية أمن دولة إسرائيل من التهديدات المختلفة.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .