العدد 2299
الجمعة 30 يناير 2015
banner
السيرة الذاتية لأكاديمية الإرهاب في العالم أسعد يوسف
أسعد يوسف
الجمعة 30 يناير 2015

الإرهاب ظاهرة إجرامية مجردة من اللياقة والأخلاق وأمر غير مقبول ترفضه المبادئ الإنسانية وعمل تخريبي يزهق الأرواح ويدمر المقدرات العامة غير أنه مروع للنفوس ومعطل للمصالح الاجتماعية وذلك مما يخلفه من مصائب. وأنتهز هذه الفرصة لأتحدث عما أعرفه عن مجريات الإرهاب ومكامنه المخبوءة التي لا يعرفها السواد الأعظم من الناس.
أولا: في غابات جمهوريات الاتحاد السوفييتي في الستينات عرفت مجموعة من القبائل الشرسة وتسمى بالكركيس تمارس منطق الغاب والوحوش وتنحدر منها مماثلة أخرى هي آكلة لحوم البشر وشكلت متاعب جمة للحكومة المركزية عندما بدأت تلاحقها وسط الغابات والأدغال المتاخمة لنهر الفولقا مما جعل ابتكار لعبة الكونفو فايت والتايكواندو في الصين واليابان دفاعاً عن النفس ضد المجموعات الإجرامية التي تتسلل إلى البلاد. ثانيا: ظهرت في المقاطعات الأميركية، بالتحديد جنوباً، مجموعات إرهابية من شرائح التفرقة العنصرية التي كانت تستهدف مجتمع العنصر الأبيض ومجموعة كو كلوكس كلان المناهضة للسود التي تأسست عام ألف وثمانمئة وستة وستين والتي نفذت أول أعمالها باغتيال الرئيس الأميركي “جون كندي” بعدها ظهرت مجموعة أخرى من البانكز والهيبيز كفئات إجرامية قاطنة حانات الخمور وليس لها مصادر دخل غير الأخذ بالقوة وعليه فهي قاهرة العنصر الأبيض، مما يحرمهم دخول مناطقهم التي يصعب على السلطات الأمنية دخولها اثر العنف الذي لا تهدأ حركته وتوجد فيها مدارس خاصة تستوعب أبناء السفاح من الملاجئ وتقوم بتدريبهم على اساليب الإجرام وفنون السطو وكيفية التخطيط لتنفيذ الجرائم والتدريب على الأسلحة البيضاء والنارية بهدف سرقات البنوك والمؤسسات المالية والمتاجر الكبيرة وخزائن الدولة وأذكر في عام ألف وتسعمئة وسبعة وسبعين وقعت أكبر جريمة وهي سرقة عربة البريد المقرونة مع القطار التي كانت تقل خزينة الضرائب حيث تتوجه إلى العاصمة نيويورك وبين الولايتين قامت مجموعة بفصل عربة البريد عن القطار بينما كان يسير بسرعة قصوى وسطت على الخزينة وقام مخرج أميركي بكتابة هذه القصة الشهيرة وأنتجها فيلماً، ويذكر أنها كانت السبب في إقالة وزير الداخلية الأميركي.
ثالثا: عصابات المافيا العالمية والتي لم يعرف لها مقر محدد حيث تعمل في الخفاء لم يكشف عنها النقاب حتى يومنا هذا فهي تنفذ جرائم منها تهديد رجال الأعمال والرأسماليين ذوي العلاقة بالإقطاع والثروات وغيرهم على أعلى المستويات في المجتمع الدولي وهذه المجموعة استقطبت النوعية الواهبة نفسها للتلف خصوصا العناصر الشابة من الدول الفقيرة المعدمة من جنوب وغرب وشرق إفريقيا وجزر فوركلاند البريطانية والأميركتين وصعاليك اليهود في إسرائيل الذين أضيف عليهم اليهود من بلاد الأحباش المعروفين بأكثر المجتمعات فقراً في العالم ومن الدول الإسكندنافية ومجرمي روما، وتأتي أولوية العضوية في المافيا للنازيين المشهود لهم بجرائم الحرب المتشبعين بالفظاظة وصدفية الطباع وغلاظة القلب ويعد عندهم القتل مثل سهرات السمر.
ظهر نبت شيطاني آخر في غرب إفريقيا وهي مجموعة تخصصت في سرقة الأطفال وقطع رؤوسهم وتقديمها للجن اعتقاداً بأن الجن يمنحهم السماح باستخراج الزئبق واليورانيوم الذي يبدوا وفيرا في تلك المناطق ويقومون ببيعه للشركات المنتجة للسلاح وهذه الظاهرة توجس منها الناس الأمر الذي حرم أبناء الناس من المدارس خوفا من عمليات الاختطاف، وخصت بهذه الظاهرة من قبائل اليوربا والنامريت واللوو والقرعان والأمبررو وغيرها من المجموعات قاطعة الطرق لحركة الاتجار في مداخل بلدان غرب افريقيا وتعرض الكثير من الباحثين والمؤرخين إلى عمليات نهب واعتداءات وانتزاع جوازات سفرهم لتزويرها وبيعها حتى يتسنى لهم التحرك من بلد لآخر خصوصا جوازات غرب أوروبا وهذه الموجة المخيفة ظهرت عام ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين وعليه لما رأت مجموعة دول الكومونولث استفحال الأمر قررت تجميد عضوية تلك الدول وحرمانها من امتياز العضوية.
رابعا: قامت حركة تنظيم القاعدة وظلت الهاجس الذي يؤرق الحكومات في الوطن العربي وهي معروفة بقيادة أسامة بن لادن إلا أن هذا النوع من الإرهاب يمتاز بالإنفاق على النوايا والخلايا بجلب المال وتسخيره لبرامج التدريب وإعداد الكوادر المقاتلة وصناعة الإرهاب وذلك باسم الجهاد والدفاع عن الدين الإسلامي متخذة الدعوة في منهجها بالكسر والقصر والجبر وعليه أعلنت عن مسؤوليتها جراء أعمالها التخريبية من تفجيرات ودمار امتدت الأعمال التخريبية حتى طالت يدها إلى العراق وأفغانستان والسعودية واليمن وأميركا وبريطانيا وسوريا والمغرب والجزائر وغيرها من الدول، ومن غير المعقول ان تصبح حركة التفجيرات والإرهاب هو منطق التعبير عن الرأي ولا هو وسيلة تبرر غاية التغيير أو المطالبة بالحقوق ولم يعد الحوار السياسي الواعي الرشيد ما بين الشعب والسلطة فإنه مرفوض وغير مقبول وخروج عن الطاعة وجريمة مقترفة في حق الشعب يعاقب عليها القانون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .