يشهد العالم الذي نعيشه الكثير من التطورات والتغييرات المتتالية والسريعة في جميع الأعمال والخدمات، ونتج عن هذه التغييرات قفزات هائلة في كل الجوانب من الحياة.
وتأسيساً على ما تقدم، فإنه يتوجب علينا في هذا الجزء من العالم أن نكون جزءا متفاعلا مع ما يجري ويحدث من تسارع في المجتمعات المنتجة وذلك عن طريق الحرص على تطبيق كل الطرق الحديثة في مؤسساتنا الحكومية منها والخاصة. إن هندسة العمليات الإدارية في الشركات والمؤسسات تقوم على أساس فكرة مؤداها أن التغيير السريع للعمليات المهمة من شأنه أن يقودنا إلى التميز في الأداء، وبالتالي ضمان الموقع التنافسي في السوق.
لقد ظهر في الآونة الأخيرة مصطلح الهندرة أو ما يعرف بإعادة هندسة العمليات الإدارية والمأخوذة من كلمتين هما” هندسة” و”إدارة”. وباللغة الانجليزية Business Reengineerin. تشير الدراسات إلى ظهور هذا المصطلح إلى بداية التسعينات مع إصدار كتاب للكاتبين الأمريكيين مايكل هامر وجيمس شامبي بعنوان “هندرة المنظمات”. تتمحور فكرة هذا العلم إلى ضرورة إحداث تغيير سريع في العمليات المهمة في المؤسسات الحكومية أو الخاصة؛ من أجل ضمان التميز في عالم متوجه وبشكل كبير إلى الخصخصة والتنافس في المنتج وجودته. إن الدول التي تنتهج مبدأ التطوير الواسع في بعض العمليات المهمة في مؤسساتها عندما تستدعي الحاجة لذلك ستضمن البقاء في المراكز الأولى دائماً.
وربما من المفيد جداً أن نستحضر تجربتنا في ملكتنا الحبيبة من خلال التتبع لأداء مؤسساتنا الحكومية التي تشهد تطوراً مستمراً عبر سنوات، وما نلمسه من تقدير من كل الدول الإقليمية والعالمية إلا خير دليل على الرؤية الإدارية المحنكة والرائدة في بلادنا، والتي رسمت طريقا واضحا نحو التطور والحرص على التواجد في مختلف المواقع التنافسية في العالم.
إن ثراء التجربة الإدارية الحكومية في مملكة البحرين جعلت منها محطة مهمة لزيارات العديد من الوفود من الدول الخليجية والعربية والعالمية؛ للاطلاع على ملامح هذه التجرية عن قرب والاستفادة منها بأكبر قدر ممكن.
تزخر بلادنا الحبيبة بكثير من التجارب المشرفة والراقية، تجعل منا كمواطنين فخورين فيها ومن هنا يأتي دورنا في المحافظة على ما تحقق والتطلع إلى بناء المزيد. إن التخطيط الذي بدأ ومستمر وسيستمر لبناء الدولة الحديثة ليس ارتجالياً، بل هو جهد منبثق من رؤية حكومية مصممة على التواجد في المراكز المتقدمة العالمية.