العدد 2755
السبت 30 أبريل 2016
banner
بلدنا بلدكم سميح بن رجب
 سميح بن رجب
السبت 30 أبريل 2016

بتاريخ ١٩ أبريل ٢٠١٦ دشنت وزارة الصناعة والتجارة والسياحة شعاراً جديداً للقطاع السياحي في مملكة البحرين تحت شعار “بلدكم بلدنا” حيث تهدف الوزارة لتبني نهج استراتيجي جديد مبني على ٤ أعمدة، هي تطوير المنافذ والجذب السياحي والمرافق السياحية والتسويق والترويج.
اعتدنا أن نسمع عن استراتيجيات كثيرة جداً منذ بداية العقد السابق وللأسف لم نسمع عن آلية تنفيذ هذه الاستراتيجيّات وكلما جاء وزير جديد رسم لنا استراتيجية جديدة وألغى ما عمله سلفه دون ذكر أي سبب لهذا التغيير في الاستراتيجية علماً أن دراسة وتنفيذ أية برامج للدولة تكون كلفتها المادية والمعنوية باهظة جداً.
في عام ٢٠٠١ قامت شؤون السياحة آنذاك بعمل دراسة لكيفية تطوير السياحة في البحرين وتعاقدت في حينها شؤون السياحة مع كبرى شركات الدراسات في البحرين لتقديم دراسة استراتيجية على مدى عشر سنوات أي بين الفترتين ٢٠٠١ إلى ٢٠١٠ وأتذكر كلفة الدراسة كانت في حدود ١٥٠ ألف دولار، وبعد الانتهاء من هذه الدراسة بحدود سنة واحدة تم تغيير المسؤول المعني بالسياحة وتم ركن الدراسة من قبل نفس الوزارة حيث كانت هناك رغبة من الوزارة المشرفة على شؤون السياحة بوضع استراتيجية جديدة ولم يحصل ذلك حيث تم تغيير الوزير المعني أثناء وضع الخطة الجديدة، وعليه تم إنهاء خدمات المسؤول المعني بالسياحة مرة أخرى وجيئ بآخر ولمدة عام واحد فقط حيث تعيين وزير آخر مرة ثانية. لم ينته الأمر هنا حيث تم للمرة الثالثة تعيين وزير آخر وتعاقب الأمر بتغييرات مستمرة لأكثر من ٧ مرات في خلال ١٤ سنة منذ عمل الدراسة الاستراتيجية الأولى عام ٢٠٠١.
إن الهدف من وضع استراتيجيات عمل في مؤسسات الدولة مهم جداً لكي يتفاعل معه المجتمع ومن دون هذا التفاعل لن تكون هناك نتائج حقيقية لهذه الاستراتيجيّات ولكي يتم التجاوب من المجتمع يجب أن تكون هذه الاستراتيجيات واضحة الأهداف والمعالم وأن تكون للمدى البعيد وأن تكون آلية تنفيذها سليمة ولا تتغير مع تغيُّر المسؤول وهذا ينطبق على جميع قطاعات العمل.
ما رأيناه في فترة العشر سنوات الأخيرة، كلما تم تغيير مسؤول في الدولة يتم تغيير استراتيجية عمل المؤسسة ويلغي ما عمل سلفه بالرغم من مصادقة الحكومة على ما عمله المسؤول الذي سبقه وهذا بالطبع يخلق حالة من الفوضى في أوساط المجتمع ويبعث على حالة عدم الاستقرار للمواطن مما ينعكس على إنتاجية الموظف، ناهيكم عن حجم الخسائر المادية وضياع الوقت.
نطالب بوضع استراتيجية موحدة لنعمل عليها بصورة جماعية ولنمنع تغيير الاستراتيجيات بشكل مستمر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية