العدد 2411
الجمعة 22 مايو 2015
banner
كيــــف نطمئـــن؟ سميح بن رجب
 سميح بن رجب
الجمعة 22 مايو 2015

على مدار العشر سنوات السابقة أبحث في حقيقة موضوع دعم الكهرباء للمُستهلك في البحرين وللأسف لم أتمكن من الوصول لحقيقة هذا الدعم والسبب هو عدم وجود حسابات وأرقام حقيقية لحجم استهلاك الكهرباء ومن خلال إلحاحي للحصول على أية معلومات صادقة من وزارة الكهرباء والماء في حينها وهيئة الكهرباء والماء حالياً تأكدت من رغبة الهيئة زيادة استهلاك الكهرباء وليس العكس كما هم يدَّعون.
لكي نوضّح أكثر للقارئ العزيز نقول للهيئة ماذا عملتم أنتم من مشاريع لترشيد استهلاك الكهرباء وهل عملت الهيئة على ترشيد الانفاق في مؤسساتها ومبانيها وماذا ستفعلون الآن مع تخفيض ميزانيتكم السنوية؟
لقد تطورت التكنولوجيا في الكهرباء وملحقاتها بصورة متواترة وأصبح اليوم بِإمكان المستهلك أن يوفر نسبا كبيرة جداً في الاستهلاك السنوي من خلال الدخول في البيوت الذكية ومن خلال عِلْم البيوت الخضراء والمباني الخضراء واستخدام الأجهزة وأنواع الإضاءة الحديثة ولكن للوصول لهذه الاستخدامات يجب على الهيئة العمل على تجديد التشريعات والقوانين وليس على وضع السيف على رقاب صغار المستهلكين وتهديدهم بقطع الخدمة من غير وجه حق، علماً أن من واجب الدولة تقديم جملة من الخدمات للقاطنين وهذا ما هو مذكور في دستور مملكتنا ولا يحق لأية جِهة خدماتية أن تقطع هذة الخدمة وبالأخص لِخدمة احتكارية مثل خدمات الكهرباء والماء.
دعونا نوضِّح بعض هذه التكنولوجيا المتوفرة في العالم وحجم استخداماتها في بعض الدول وهنا أُشير إلى تكنولوجيا يُمكن استخدامها في منطقتنا وصديقة للبيئة وحافِظة لِثروات بلادنا مثل الطاقة الشمسية، وهذه من نِعم الله سبحانه وتعالى علينا وطاقة الرِّياح وهناك تكنولوجيا أحدث بِكثير مثل توليد الطاقة عن طريق حرق النفايات بدرجة حرارة عالية جداً (PLASMA GASIFICATION) حيث لهذه التكنولوجيا مزايا كثيرة جداً وأولها تقليل العبء على المستهلك وتخفيض ميزانيات كبيرة على الدولة ونحن على عِلْم بالعبء المُلقى على كاهل حكومتنا الموقَّرة لتوفير أفضل الخدمات وأفضل المزايا للمواطنين بشكل عام ولكن إذا لم تعمل مؤسسات الدولة على هذا النهج ستكون النتائج سلبية ولن تتقدم الدولة للأمام.
ألمانيا من أكبر الدول المستخدِمة للطاقة الشمسية، حيث إلى سنة 2013 تنتج في حدود 3500 ميجا واط (وهذا يوازي كامل توليد الطاقة في البحرين) ولديهم خطط لإيصال هذا الإنتاج للضعف في السنوات القادمة مع عِلْم الجميع بِمحدودية وجود أشعة الشمس على مدار السنة ونرى أيضا إمارة دبي وتقدمها السريع في هذا المجال حيث تم إنشاء محطة أولية في حدائق محمد بن راشد تنتج 100 ميجا واط من الكهرباء وهم يعملون على مشروع آخر لإنتاج 200 ميجا واط في الأيام القادمة وأما جمهورية مصر العربية بالرغم مما مر عليها من أحداث داخلية وخارجية ولكن أول اهتمامات الحكومة الجديدة كيفية توصيل الكهرباء للجميع من غير إنشاء محطات توليد كهرباء جديدة وكيفية تخفيف العبء على الحكومة والمواطن في مجال ترشيد استهلاك الكهرباء لِذا اتجهوا لتشجيع المواطنين (90 مليون نسمة) باستخدام الطاقة الشمسية لاحتياجاتهم المنزلية وما يزيد من احتياجاتهم يعاد لشبكة الكهرباء الرئيسية (SMART GRID) وثم تُستخدم لاحتياجات الغير. وأما في البحرين قد سمعنا أن الهيئة لها النيَّة في الدخول في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرِّياح وذلك منذ أكثر من 6 سنوات وهم في مكانهم يُراوحون!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية