يحتفل العالم بيوم الغذاء العالمي في أكتوبر من كل عام، من أجل القضاء التام على الجوع ورسم مستقبل أكثر إشراقًا لملايين البشر، ولتحقيق ذلك لابد أن تكون الشراكات جادة بين الدول والمؤسسات، وأن تكون ذات استراتيجيات مُبتكرة تدفع عجلة التغيير.
إن الزراعة تعد الثروة التي لا تنضب أبدًا، فهي توفر الغذاء للإنسان والاستثمار للبلدان، بالغذاء يستطيع الإنسان أن يعيش، وتستطيع البلدان أن تحقق الاكتفاء الذاتي والقضاء على الجوع لديها ولدى غيرها من الدول التي تحتاج الغذاء. وعنوان يوم هذا العام هو “القضاء على الجوع”، فالجوع ضد الحياة وضد الإنسان، ويقضي على مستقبل الأجيال المقبلة، والقضاء عليه يجعل حياتنا أكثر سعادة ويحقق التكافل الاجتماعي والإنساني بين البشر، ويُمَكن الناس من العيش في بلدانهم بأمان وكرامة دون حاجتهم للهجرة غير الشرعية من بلدانهم التي تعاني الفقر والجوع والعجز الاقتصادي.
الأمن الغذائي لا يختلف في جوهره وأهدافه عن الأمن السياسي والاجتماعي، فنقص الأغذية يساهم كثيرًا في خلق الاضطرابات والقلاقل السياسية والأمنية في البلدان، ولهذا السبب كانت كل المواضيع التي تم الاحتفال بها في هذا اليوم منذُ عام 1981م وحتى اليوم تتعلق بالأغذية والقضاء على الجوع. هناك أكثر من (مليار شخص يعانون من نقص الغذاء، 16 مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد، 40 ألف طفل يموتون سنويًا بسبب سوء التغذية الحاد)، هؤلاء هم الهدف الأول من الاحتفال بهذا اليوم.
على الحكومات والمؤسسات في جميع دول العالم العمل على توفير ما يَلزم لتغذية هؤلاء الجياع، وإنقاذهم من الجوع وتبعاته، وتوصيل الغذاء لهم ليصبحوا أكثر صحة ومناعة ضد الأمراض. إن توفير الغذاء لهؤلاء يعني تحقيق أهداف التغذية السليمة للإنسان ليعيش سنوات أكثر، ويقضي على وفيات الأطفال المرتبطة بالتغذية.