العدد 2905
الثلاثاء 27 سبتمبر 2016
banner
الأحوازيون والتعلم باللغة العربية عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الثلاثاء 27 سبتمبر 2016

يعيش الشعب العربي الأحوازي منذُ (91) عامًا مأساة الاحتلال الفارسي الذي يمنعه من كل شيء، حتى من حق التعلم بلغته العربية؛ إن التحدث والتعلم والتواصل بلغة أي شعب من شعوب العالم حق وطني وإنساني، وليس من حق أي محتل أن يمنع هذا الشعب أو ذاك من التحدث والتواصل والتعلم بلغته. إلا أن الاحتلال الفارسي منع الأحوازيين من التعلم بلغتهم لطمس هويتهم ووجودهم العربي، ويهدف الى تفريس الأحواز وجعلها فارسية التراب والهوية. وكان الشعب العربي الأحوازي قبل الاحتلال الفارسي يتعلم في مدارسه بالعربية، ولكن بعد الاحتلال تم فرض التدريس باللغة الفارسية في المدارس. علمًا أن المواد في الدستور الإيراني (15، 18، 21) نصت على (التدريس ونشر الصحف بلغة الأم والسماح بارتداء الزي الرسمي والتقليدي للقوميات الموجودة في جغرافية إيران)، إلا أنها حبر على ورق.
ومع بداية العام الدراسي الجديد أطلق أبناء الأحواز حملة وطنية قومية عنوانها “التعليم بلغة الأم حقي”، وهذه الحملة دعوة إلى المطالبة بحقهم في التحدث والتعلم والتواصل فيما بينهم وبين أشقائهم العرب باللغة العربية أولاً، وثانيًا دعوة إلى مناهضة الثقافة الفارسية المسلطة على الشعب الأحوازي منذُ عام 1925م، ثالثًا دعوة من أجل إيقاف عملية تفريس الأحواز، رابعًا حماية الأجيال الناشئة من التفريس الثقافي المؤثر على التطور الطبيعي والاستقرار النفسي لهم. وهذه الحملة لم تكن الأولى بل سبقتها حملات في 21 فبراير بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم وفي يوم 18 مارس بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.
إن قوات الاحتلال الفارسي بمنعها تدريس اللغة العربية للأحوازيين وتكريس اللغة والثقافة الفارسية فإنها تمارس سياسة تمييز عنصري بشعة ضد الشعوب الإيرانية، وتعمل على تشويه وعي الطفل العربي بالنظر إلى أن اللغة والثقافة الفارسية على أنها لغته الأم المتحضرة وأن اللغة العربية عنوان التخلف والجهل.
إن المطالبة بالتعلم بلغة الأم حق وطني وقومي وإنساني وديني، فالدين الإسلامي هو دين عربي ولغته عربية، ومن لا يتقن العربية لا يعي من دينه شيئًا، وقادة النظام الإيراني جميعهم يدركون صحة ذلك وأهمية اللغة العربية، لكن هذا النظام الذي يكره العرب لا يريد من العرب أن يكونوا متعلمين وعناصر فاعلة في المجتمع، بل يستخدم سياسة التجهيل والتدجين بحرمانهم من التعلم بلغتهم.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية