لم تكن العلاقات البحرينية ـ التركية وليدة اليوم، وكتب التاريخ تحكي الكثير عن الروابط التاريخية ما بين تركيا والبحرين بجانب ما يربط الشعب البحريني والتركي من وحدة العقيدة الدينية والتاريخ الإسلامي. فالدولة البحرينية والتركية تتمتعان بموقع جغرافي متميز، كما أن الاقتصاد التركي جعل من تركيا قوة اقتصادية وهي في المرتبة (16) عالميًا في نسبة النمو، إضافة إلى قوتها العسكرية التي جعلت منها قوة إقليمية.
إن تنوع العلاقة بين مملكة البحرين والجمهورية التركية وتطورها من ثمار اللقاءات المتعددة للقيادتين السياسيتين البحرينية والتركية، وهي نتاج ما تقوم به الدولتان من إصلاحات سياسية واقتصادية حققت الكثير من النتائج على مستوى الحرية الفردية والديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في البلدين الصديقين. واليوم تركيا ركنت إلى الدبلوماسية المعتدلة في سياستها مع جيرانها من العرب وخصوصا مع أقطار الخليج العربي وساهمت سياستها في عدد من الملفات وفي قضايا المنطقة، خصوصا أن ما يجمع تركيا مع الأقطار العربية تاريخ طويل من الصداقة والاحترام والثقة المتبادلة.
إن الزيارة الميمونة لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد ستعمل على توطيد العلاقة بين الدولتين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية بجانب تعميق التحالف الاستراتيجي في شؤون قضايا الشرق الأوسط، وستسهم هذه الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البحرين وتركيا. والزيارة تؤكد دعم القيادة السياسية البحرينية والشعب البحريني ما تشهده تركيا من تحديات وخصوصا الاعتداءات الإرهابية المتكررة التي تستهدف الاستقرار والسلم الأهلي التركي، وكانت البحرين من أولى الدول التي أعلنت دعمها تركيا ابان محاولة الانقلاب الفاشلة.
وسيحصد الشعبان البحريني والتركي نصيبًا وافرًا من هذه الزيارة، وذلك من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات التجارية بين البلدين التي ستعمل على ارتفاع معدل التبادل التجاري، بالإضافة إلى تعميق العلاقات الثقافية والإنسانية وما تحققه من النتائج الإيجابية المثمرة لخدمة العلاقات بين تركيا والبحرين وشعبيهما. إن الشعب البحريني والتركي يتطلعان إلى أن تترجم هذه الزيارة إلى مجموعة من المشاريع السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية، وبما يحقق ترسيخ الأمن والسلام، وبما يحفظ أراضينا من مخاطر الإرهاب والعنف والفتن الطائفية وأطماع الدول الأجنبية والإقليمية، وبما يحفظ أمننا القومي، وبما يُحقق المستقبل الواعد لنا ولتركيا ولأمتنا العربية.