العدد 2780
الأربعاء 25 مايو 2016
banner
في الذكرى (35) لتأسيس مجلس التعاون لأقطار الخليج العربي عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الأربعاء 25 مايو 2016

في الخامس والعشرين من مايو 2016م يكون قد مرَّ (35) عامًا على تأسيس مجلس التعاون لأقطار الخليج العربي الذي تأسس في عام 1981م. ونتذكر في هذه الذكرى انجازات هذا المجلس من سياسية واقتصادية واجتماعية تحققت خلال الأعوام المنصرمة، كما نتذكر ببالغ الفخر دعوة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله بانتقال المجلس من صيغة التعاون إلى الاتحاد الخليجي، هذه الخطوة الجليلة التي توافق عليها قادة المجلس.
كان الهدف الأساسي من تأسيس مجلس التعاون هو تحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والعسكرية لأقطاره الستة، فهي متشابهة في شكل الحُكم والعادات والتقاليد وتمثل وحدة جغرافية متماسكة بعد أن ارتبطت البحرين برًا مع السعودية، وتربط أفراده أواصر القربى والنسب والدين والمصير المشترك. وخلال هذه الفترة الزمنية (35 سنة) استطاع المجلس أن يوقع العديد من الاتفاقيات منها الاتفاقية الاقتصادية والدفاعية العسكرية وغيرها التي ساهمت في خلق العمل الجماعي والتعاون بين هذه الأقطار. واستطاعت بفضلها أن تقف في وجه التحديات والأزمات الأمنية المتمثلة في الفوضى السياسية والعنف والإرهاب والتصدي له بروح جماعية لصون أقطاره من الوقوع في براثن هذه الفوضى الهالكة القاتلة. وبفضل هذا التعاون البيني المستمر بين أقطاره وبين الأقطار العربية والأجنبية أصبح المجلس يُجسد آمال وتطلعات شعبه في تحقيق ما هدف إليه المجلس من تأسيسه ألا وهو الاتحاد الخليجي، لما لهذا الاتحاد من دور مهم وحيوي في حاضرنا ومستقبلنا، وبما سيعود علينا هذا الاتحاد من النفع والخير والقوة والمنعة والعزة كما نصت على ذلك المادة الرابعة من النظام الأساسي للمجلس وكان من أهم أهدافه (تحقيق تنسيق وتكامل وترابط بين الدول الخليجية في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها).
وبفضل الجهود الاستثنائية والمضنية للمجلس وقيادات أقطاره تحققت الكثير من المنجزات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية على الصعيد البيني والعربي، إلا أن الاتحاد هو الآن المطلب الأساسي لشعبه، وليكن تشكيله من بين الأقطار الراغبة ثم يتبعه الآخرون. فالأخطار والتحديات والاضطرابات الأمنية التي تتعرض لها أقطار المجلس تتطلب اتحادًا لمواجهتها واجتثاثها. إن منطلقات وأهداف تشكيل الاتحاد بقدر ما ستكون  الحصن الرادع لتلك الأخطار ستكون السيف المسلط على رقاب أعدائها كما هو الحال في تحالفها الرباعي ضد التمرد الحوثي وحليفه الإيراني. إن هذا التحالف الخليجي العربي وضع الأسس الأولى لمرتكزات التعاون العسكري التي أكد على عزم أقطار الخليج العربي على الدفاع عن نفسها بصورة جماعية انطلاقًا من مبدأ أن أي خطر يهدد إحداها إنما يُهددها جميعًا. إن تشكيل اتحاد الخليج العربي ليس رغبة خليجية فحسب بل هو أساس قوتنا وقدراتنا الجماعية الخليجية العربية، وقاعدة انطلاق وحدوية في جميع المجالات من سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية.
ولتكون لدى أقطارنا استراتيجية موحدة للعمل على تنسيق وتعزيز التكامل والترابط وتطوير إمكاناتنا الدفاعية الجماعية وتحديثها على أسس تقنية حديثة لتكون ذات كفاءة عالية في الأداء تؤهلها للقيام بدورها في حفظ الأمن والاستقرار وحماية مكتسبات أعضاء اتحاد الخليج العربي.
إن الإنجازات التي حققها مجلس التعاون تعزز الآمال لتأسيس اتحاد الخليج العربي، فالاتحاد هو ضرورة خليجية وعربية وإقليمية، وكذلك هو ضرورة سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية واجتماعية وثقافية، فالتحديات التي تواجهها أقطاره هي واحدة، وسيكون الاتحاد العنصر المُثبت للأمن والاستقرار لأقطارنا الخليجية والعربية والعالم لكون منطقة الخليج العربي من إحدى أهم المناطق الحيوية والاستراتيجية في العالم فضلاً عن كونها منطقة لأهم مستودع للنفط في العالم. وكلنا أمل في تحقيق هذا الأمل الخليجي العربي ونحن في عصر القوة والتكامل والاتحاد.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .