العدد 2756
الأحد 01 مايو 2016
banner
يوم العمال العالمي عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الأحد 01 مايو 2016

تحتفل مملكة البحرين وقيادتها وشعبها وعمالها بعيد العمال العالمي المصادف اليوم الأحد الأول من مايو، وبهذه المناسبة كما في كل عام يستذكر الجميع ما حققته البلاد وعمالها من مكتسبات وإنجازات خلال مسيرة العطاء التي يُجدد فيها العمال التزامهم بمبادئهم الوطنية والقومية التي آمنوا بها ودافعوا عنها وضحوا من أجلها، فقد حمل عُمال البحرين كغيرهم من عُمال العالم على كاهلهم أعباء النضال الوطني والعمالي في أشد الظروف صعوبة، وبذلوا من أجل تحقيقها ذلك العرق والدم طيلة السنوات الماضية.
وساهم عطاء الطبقة العاملة البحرينية بأشكاله المختلفة ومن خلال تلاحمها المصيري مع أبناء شعبها البحريني المجيد في المساهمة في تحقيق التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها مملكة البحرين منذ بدايات الاستقلال الوطني وصولاً لعصر الإصلاح وبداية مشروع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، حيث انسجمت أهداف ومرامي هذا المشروع مع أهداف ومعاني نضال الطبقة العاملة مما خلق حالة من التناغم والتوافق. وخلال هذه الفترة البسيطة من عُمر المشروع الإصلاحي تحققت المكاسب للعمالة الوطنية البحرينية وساهمت في تحقيق تغيرات في حياة العمال ونقلتهم نحو حياة أفضل تسودها العدالة والمساواة والحرية. مؤكدين أن اليد العاملة هي اليد المنتجة اقتصاديًا. فتبوأت اليد العاملة مكانتها الصحيحة في المجتمع وتمركزت في مواقع مهمة في قيادة العملية الإنتاجية، كشريك أساسي في صياغة القرار الوطني السياسي والاقتصادي من خلال منظماتهم النقابية في مختلف المؤسسات الإنتاجية.
واليوم فإن الطبقة العاملة في البحرين أصبحت تتحمل مسؤوليتها الوطنية بيد وتدافع عن مكاسبها باليد الأخرى، وتعي دورها في إطار مشروع الإصلاح الوطني، وأصبحت لقاءاتها العمالية محطات لتقويم حراكها الوطني والاقتصادي والعمالي لتحقيق الأفضل لبلادها وشعبها ولها على صعيد العمل والإنتاج، وتعمل على تحقيق المكاسب لها، والمساهمة في تطوير أساليب العمل وتحسين مستوى الإنتاج والارتقاء بأداء العمل في كل المؤسسات الإنتاجية والخدمية، والعمل على تحديثه وتطويره نحو الأفضل، من أجل تقدم الاقتصاد الوطني، لتزداد البحرين قوة ومنعة وتألقًا وشموخًا وتنمية وازدهارًا.
وتحتفي الطبقة العاملة باليوم العالمي لها تحت رعاية مستمرة ودائمة من قبل القيادة السياسية التي تتابع باهتمام عطاءها وأنشطتها وجهودها في مجالات العمل والإنتاج، وتحي دورها البارز في بناء البحرين واقتصادها الوطني. وتقوم القيادة السياسية بتكريم مجموعة من العاملين المجدين وأصحاب العطاء المتميز منهم في كل عام من مختلف مواقع الإنتاج والمؤسسات، حيث تؤمن هذه القيادة بأن السواعد القوية والمنتجة هي أساس كل بناء وتقدم ونهوض. وحظيت المرأة العاملة البحرينية بمكانة متقدمة كعضيدها الرجل، حيث قامت الدولة بتوفير عناصر الراحة لها وهي تمارس دورها الوطني في الأداء الاقتصادي ضمن بيئة عمل ساهمت كثيرًا في تحسين ظروفها الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
إن احتفال مملكة البحرين وقيادتها وشعبها وطبقتها العاملة بيوم الأول من مايو يكتسب أهمية كبيرة، فتاريخ الطبقة العاملة البحرينية حافل بمآثر النضال الوطني والكفاح العمالي والمواقف الوطنية والقومية المتميزة التي أسهمت كثيرًا في بناء الاقتصاد البحريني ورسخت الأمن والاستقرار وزيادة مكتسباتها. فهنيئًا للعمال بعيدهم وهم يبنون بلادهم بسواعدهم المتينة الخلاقة، وهنيئًا لهم بقيادتهم السياسية التي لا تنسى عطاءهم ومحبتهم لبلادهم، وهم الذين يستحقون التكريم تقديرًا لعطائهم وإنجازاتهم الكبيرة على سائر أرجاء البلاد، كونهم اللبنة الأساسية في بناء البحرين وتقدمها وازدهارها، وهذا التكريم الذين ينالونه ما هو إلا شيء قليل من كثير ما يقدمونه لبناء بلادهم ورفعتها ومنعتها وعزتها.
إن العامل البحريني يستحق الكثير ليس فقط في عيده العالمي بل دائمًا وأبدًا، فهو يستحق المزيد من التشريعات والقوانين لتحقيق الحياة الحُرة الكريمة والعيش المناسب له ولعائلته، ويستحق أن يعيش في ظل المزيد من الأمان الوظيفي ومنع استغلاله، يستحق العامل البحريني أن يكون هو الأول ويتقدم على الأجنبي في كل شيء، في الرعاية والتدريب والراتب وفي الترقي وتحمل المسؤولية في القيادة، يستحق أن توفي مؤسسات القطاع الخاص حقه في الاستمرار في العمل وعدم تسريحه تحت أية ذريعة. نعم.. يجب أن يكون العامل البحريني هو الأول في كل شيء.
تحية حُب ووفاء وعرفان لطبقتنا العاملة البحرينية في كل القطاعات الإنتاجية والخدمية في أرجاء بحريننا الغالية، نقول لتلك السواعد المعطاءة والبناءة شكرًا لكم، وكل نقطة عرق من جباهكم العالية هي موقع فخر وتقدير من أبناء شعبكم. وكل عام والبحرين وقيادتها وشعبها وعمالها بألف خير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية