العدد 2677
الجمعة 12 فبراير 2016
banner
العلاقات الأخوية المتميزة... تونس مثالاً عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الجمعة 12 فبراير 2016

ما يربط بين مملكة البحرين والجمهورية التونسية الشقيقة ليس فقط أخوية الدم واللسان والثقافة العربية المشتركة، بل أكثر من ذلك، فهي علاقة مُتميزة بين شقيقين، تربطهما علاقة تاريخية قديمة وضع أركانها القادة السابقون والآباء حتى أصبحت اليوم نموذجًا يحتذى به ضمن التجارب الناجحة في الاحترام المتبادل والتمسك بالمنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة.
لقد أثبتت زيارة فخامة الرئيس محمد الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية لمملكة البحرين التي حل فيها ضيفًا عزيزًا في بلده مملكة البحرين أن القيادتين البحرينية بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والقيادة التونسية بقيادة رئيسها تعملان معًا وبيد واحدة من أجل التواصل السياسي والتبادل الاقتصادي، وتبذلان الجهد لتحقيق التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلدين والشعبين. ولديهما رؤية متوافقة لتعزيز هذه العلاقة الثنائية المُتميزة من أجل الحفاظ على السيادة الوطنية والوحدة الترابية لبلديهما ولتراب أمتنا العربية. وما يُعزز ثقتهما بهذا الطريق السوي العمل معًا من أجل تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية وفي الشرق الأوسط والعالم أجمع. وحقق التعاون البحريني ــ التونسي نتائج ملموسة وحميدة في الكثير من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها، مما عمق من أخوية البحرين وتونس وحقق لهما تعاونًا متقدمًا ونوعيًا في كل المجالات وفقًا لمبدأ التعاون الاستراتيجي القائم على التعاون الشامل والتنمية المشتركة بينهما.
إن العلاقة المُتميزة بين البحرين وتونس تصل إلى اشتراكهما معًا في تحقيق نهضة سياسية واقتصادية للأمة العربية، وتعزيز التضامن العربي، ويعملان من أجل تحقيق وتنفيذ جميع الاتفاقيات والمواثيق العربية المتفق عليها، وفي تدعيم أمن واستقرار الأمة العربية، والتآزر في الحفاظ على السيادة العربية ووحدة أراضيها بما يضمن تحقيق الاستقرار والأمن العالميين. إن مُجمل الاتفاقيات التي تم توقيعها في هذه الزيارة الميمونة بين مملكة البحرين والجمهورية التونسية الشقيقة ستعمل على تحقيق تعاون عملي أكثر بينهما، وبهما سيتم تحقيق التنسيق بين استراتيجيات الجانبين في مجال التنمية والطاقة الإنتاجية والدفاع المشترك، وفتح أوسع الأبواب لتسهيل التجارة والاستثمار بين القطرين الشقيقين، بما يُحقق لهما التقدم والتنمية المشتركة، ويُعزز من فوائدهما على الارتقاء بالمستوى الاقتصادي والتعليمي والثقافي والأمني في البحرين وتونس.
وفي الحديث الذي أدلى به الرئيس التونسي أثناء لقائه رؤساء الصحف البحرينية أكد على مبادئ العلاقات التونسية العربية والبحرينية بالذات، والتي تمثلت في الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتحقيق المنافع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتبادلة والكسب المشترك، والعمل على تحقيق المساواة وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان والتعايش السلمي، والعمل معًا من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية والعالم، ومحاربة التطرف ووضع الحد لانتشار الأفكار المتطرفة ومكافحة الإرهاب واجتثاث بؤره في العالم أجمع. وأشار في حديثه إلى أن (المرحلة المقبلة ستشهد تعزيزًا في العلاقات الثنائية بين تونس والبحرين، من خلال تكثيف التعاون بين البلدين، لاسيما مع وجود القاعدة السليمة وتاريخ العلاقات الثنائية الذي يمتد من عهد الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ــ طيب الله ثراه).
لقد جسدت هذه الزيارة لرئيس الجمهورية التونسية الشقيقة عُمق العلاقة الأخوية المتينة، وأكدت في مُجملها ضرورة العمل معًا على دعم التعاون الثنائي والعربي، وتعزيز الأمن العربي القومي، ومكافحة الإرهاب والتطرف الفكري، وبوضع جميع الطاقات البحرينية والتونسية والعربية في سبيل مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه الأمة العربية، ومن أجل تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي والأمة العربية، وبما يُحقق الأمن والاستقرار الدوليين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية