العدد 2676
الخميس 11 فبراير 2016
banner
التحديات تضيف طاقة جديدة للعمل التنموي الوطني عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الخميس 11 فبراير 2016

تواجه مملكة البحرين وأقطار الخليج العربية والأمة العربية العديد من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والأمر لا يتعلق بنوع هذه التحديات بل بكيفية مواجهتها والتكيف مع أوجاعها لحين التعافي منها وقبرها. هذه التحديات التي تشكل خطرًا على أمن الخليج العربي واستقراره ونهضته كما قال صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر أثناء استقبال سموه عددًا من كبار المسؤولين، مؤكدًا سموه أن أقطار الخليج العربي “تقف جميعًا في مجابهة المخاطر التي تعتريها، خصوصًا الإرهاب”، منوهًا حفظه الله ورعاه بأن “عاصفة الحزم باعتبارها نموذجًا للتعاون الخليجي والعربي في مواجهة المؤامرات الخارجية التي تحاك ضده”.
إن كثرة التحديات لا تفقدنا الشجاعة بل تصقل هامات الرجال وتؤجج عزيمتهم، لكي تتحول إلى أجندة للعمل من أجل بلادنا ومواطنينا، ويجب أن توحدنا لا أن تشتتنا، وأن ترفع من شأننا عاليًا، وأن تثير التحديات فينا النشاط والعزيمة والقوة. وكما قال صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء (إن التحديات على اختلاف أنواعها يجب ألا تؤثر في تعاضدنا وتماسك نسيجنا المجتمعي، وعلينا أن نزيد من وتيرة العمل لصالح الوطن، وأن نحوِّل هذه التحديات إلى فرص لتحقيق ما نتطلع إليه من خير لوطننا وشعبنا). ولن تستطيع هذه التحديات أن تثنينا عن الاستمرار في مسار العمل التنموي الوطني، بل ستضيف إلينا طاقة جديدة ومضافة لتحقيق أهداف مجتمعنا وتطلعات المواطنين وتحقيق آمالهم في توفير أفضل الخدمات الحياتية. وهذا ما أكده سموه الكريم أثناء هذا اللقاء في قوله (إنه على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الحالية إلا أن مسيرة التنمية مستمرة في كل المناطق، لاسيما المشروعات الخدمية والإسكانية والصحية والتعليمية والبنية التحتية، من أجل توفير أفضل السبل التي تؤمن للمواطنين حياة كريمة ومزدهرة).
كثيرة هي التحديات التي نواجهها، منها السياسية الداخلية والخارجية، والاقتصادية والاجتماعية، والأمم العظيمة هي التي تقف في وجه هذه التحديات، وهذه التحديات هي الضريبة التي تدفعها البلاد والمواطنون من أجل نيل الحياة الأفضل. لذا علينا كحكومات ومؤسسات وأفراد أن نعمل سويًا من أجل اجتثاث هذه التحديات. أولها يبدأ في دور الحكومة المتمثل في استمرار العمل من أجل التنمية وتطوير مخرجاتها، فالبناء التنموي يجب أن يستمر في جميع تنوعاته من إنتاجي وخدماتي، وبه تستمر الحياة وتزدهر البلاد وتنتعش حياة المواطنين. وتوجيهات القيادة السياسية البحرينية وحكومتها الموقرة مستمرة في توجيه موارد البلاد المادية والبشرية ووضعها من أجل تحقيق الأهداف التنموية، وبما هو ممكن ومتاح من القدرات والإمكانيات المتوفرة في البلاد.
وثانيها لابد من توافر النية الصادقة والإرادة الحقيقية في مواجهة هذه التحديات، باعتبار أن هذه التحديات هي مرحلة عابرة ومؤقتة وليست تحديات مزمنة، يمكن مواجهتها وتجاوزها بصدق العزيمة وبالرغبة في تجاوزها. وأخيرًا إن مواجهة هذه التحديات مهما كانت تتطلب تفعيل ما لدينا من آليات وتطوير بعضها، فالدولة لديها ما تستطيع أن تواجه به هذه التحديات.
لقد حبا الله مملكة البحرين بصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه، هذا الإنسان الذي جعل كل وقته في خدمة بلاده وشعبه. لقد تحولت أقواله في لقاءاته مع المسؤولين والمواطنين، وتوجيهاته في مجلس الوزراء إلى العديد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية التنموية التي ساهمت في تحقيق النهضة الحضارية والعمرانية والثقافية للبحرين والرخاء لشعبها. فهنيئًا لمملكة البحرين ولشعبها رئيس وزرائها، وحفظه الله ورعاه وأمد في عُمره الجليل ليرفع من شأن بلاده وليزدهر بفضله شعبه. آمين يا رب العالمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية