العدد 2598
الأربعاء 25 نوفمبر 2015
banner
التسامح الديني والمذهبي في مملكة البحرين (3) عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الأربعاء 25 نوفمبر 2015

على مدى يومين نظم مركز الوثائق التاريخية بمركز عيسى الثقافي مؤتمر “تاريخ التسامح الديني والمذهبي في البحرين”، بمشاركة نخبة من ممثلي الأديان والطوائف والمذاهب الدينية المتواجدة على التراب البحريني المُعطر بالتعددية السياسية والدينية. هذه التعددية التي تؤكد أواصر الألفة والمحبة والسلام بين الشعب البحريني. ومبدأ التسامح نهج اتبعته مملكة البحرين وشعبها، وهي صفة متجذرة في ثقافة الشعب البحريني المستندة على الانفتاح الحضاري على كل الأديان وبمحبتها الإنسان. وصدرت عن المؤتمر مجموعة من التوصيات التي تعزز قيم التسامح في مملكة البحرين.

التوصية الأولى: الاهتمام بتوثيق تاريخ البحرين في نهج التسامح، وذلك من خلال عقد المزيد من المحاضرات والندوات. لما للتوثيق التاريخي من دور كبير في حفظ تاريخ وتراث وأحداث البحرين، فللتوثيق منزلة رفيعة في الحياة الإنسانية لكونه يحفظ الحقوق ويؤرخ الأحداث. ومن ناحية أخرى فالتوثيق بمثابة سجل لتاريخ الأمة السياسي والاجتماعي والثقافي والتاريخي والعلمي، وما يحدث من وقائع وأحداث متنوعة، ليقرأه الجيل القادم، يقرأ فيه تاريخ بلاده وقيادته، وما قام به آباؤهم وأجدادهم من أعمال ومشاريع جسدت قيم المواطنة، القائمة على قيم التسامح والتعايش والاحترام المتبادل والقبول بالآخر.
التوصية الثانية: السعي لإبراز الصورة الحضارية الحقيقية للبحرين. إن سعي الدولة في المحافل العربية والإقليمية والدولية لإبراز تاريخ التسامح الديني والمذهبي في البحرين هو من أجل إبراز الصورة الحضارية للبحرين، فقد قام فريق متعدد الأديان وبعضهم من الذين شاركوا في هذا المؤتمر بعرض هذه الصورة في عدد من الدول الأوروبية، ولاقت هذه الزيارات ومواضيعها الاستحسان من مسؤولي وشعوب هذه الدول، والتي أكدت على مصداقية البحرين وقيادتها وشعبها على السير في نهج التسامح بين البحرينيين.
التوصية الثالثة: إدراج مبادئ التسامح في مناهج التربية والتعليم. التعليم جزء من حياة الأمة وأساس تطورها ونمائها، وإدراج مبادئ التسامح في مناهج التربية والتعليم يغرس روح الانتماء والمواطنة لدى الطلبة، ويعمل على تحصينهم من التطرف الفكري والمنهجي، وتربيتهم على أسس وطنية، ومن أجل إعدادهم جيدًا ليتحملوا مسؤوليتهم الوطنية مستقبلاً في قيادة بلادهم وشعبهم.
التوصية الرابعة: توثيق أعمال المؤتمر، إن التوثيق لأية فعالية وما يصدر عنها من توصيات ونتائج وإصداره في كتاب يُعتبر مرجعًا يعتمد عليه تاليًا في صياغة أية استراتيجية سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية، ونشر هذا الكتاب في مختلف الدول سيكون سفيرًا حقيقيا للتعريف بهوية البحرين الوطنية وإنجازاتها، بتاريخها وحضاراتها، وعَلَمًا صادقًا في تنمية روح التسامح الديني والمذهبي بين الشعب البحريني. كما سيحمل هذا الكتاب إنجازات قيادة البحرين السياسية وحكوماتها وسنته من تشريعات في مبدأ التسامح، وسيخلد أسماء وذكرى الأشخاص الذين شاركوا في هذا المؤتمر، ليكونوا قدوة لأجيالنا القادمة.
التوصية الخامسة: الاهتمام بعنصر الشباب في التركيز على حضورهم في المؤتمر المقبل. فالشباب يلعب دورًا مهما في تنمية المجتمع، فلديه الطاقة الهائلة من الحركة والقوة.
استطاع مؤتمر التسامح الديني والمذهبي في البحرين أن يؤكد هوية البحرين وإبراز تاريخها في التسامح بين الشعب البحريني الذي عاش ماضيًا عريقًا في التسامح ومازال، واستطاع المحافظة على هذه الخصلة الوطنية، وبوحدته الوطنية استطاع أن يقي بلاده ويحميها من أخطار العنف والتطرف. وهذه الوحدة الوطنية هي عماد أي مجتمع مهما تعددت لغاته وديانات شعبه وثقافتهم. واستطاعت مملكة البحرين أن تقدم نموذجًا فريدًا في هذا العيش المشترك وتعزيز قيم التسامح بين البحرينيين وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل رؤية القيادة السياسية وحكمتها وقيادتها الرشيدة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .