العدد 2549
الأربعاء 07 أكتوبر 2015
banner
اليوم العالمي للمعلمين عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الأربعاء 07 أكتوبر 2015

في الخامس من أكتوبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للمعلمين، وتم تحديد هذا التاريخ في عام 1994م الذي يتوافق مع ذكرى اعتماد التوصية المشتركة بين منظمة اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشأن أوضاع المعلمين، وهي توصية صدرت في عام 1966م، وتشمل عددًا من المبادئ التوجيهية بشأن السياسات التربوية والبرامج التعليمية وإعداد المعلمين وتوظيفهم وظروف عملهم ومشاركتهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتعليم.
وفي هذا العام 2015م يتم الاحتفال بيوم المعلمين تحت شعار (تمكين المعلمين لبناء المجتمعات المستدامة)، والمعلمون من أهم الموارد التعليمية بل والأساسية، فبدونهم لا يمكن توفير التعليم لأبناء المجتمع، وهم الوعد والأمل لبناء جيل قادر على التمتع بمستوى معيشة أفضل، وهذا البناء مع كل ما توفره الدولة ووزارة التربية والتعليم لا يمكن أن يثمر بدون معلمين مخلصين ومؤهلين تربويًا وعلميًا وأكاديميًا. معلمون يؤمنون برسالة التعليم النبيلة، فالعِلم هو الطريق لفتح معابر الحياة، وهو القارب الذي يتخطى أمواج الجهل، وهو أداة المجتمع في المحافظة على منجزاته الحضارية، ومن دون العِلم سيعيش المجتمع وأبناؤه في سبات دائم، فبفضل المعلمين تتحقق أهداف الدولة التربوية والتعليمية في فناء المدارس وصولاً إلى المجتمع، فالمدرسة ذلك البناء الواسع والجميل لا يتحقق العمل فيها ولا يُنجز بدون الدور الإيجابي للمعلمين الذين يقومون بصناعة وعي تربوي وتعليمي يرفع من قيمة العِلم والمتعلمين الذين يتعلمون من أجل حياة أفضل لهم وللمساهمة في بناء مستقبل أكثر إشراقًا لبلادهم.
إن المعلمين المخلصين والمجدين يحتاجون في مدارسهم إلى تهيئة ظروف جيدة لممارسة عملهم التربوي والتعليمي، ورواتب تناسب دورهم المجتمعي، وإتاحة آفاق جيدة للتقدم الوظيفي والترقيات في سلم العمل التربوي. ومن أجل تحقيق تدريس جيد وفعال ومؤات للتطور الإنساني في كل المجالات لابد من توفير تدريبات رفيعة الجودة قبل وأثناء الخدمة التعليمية، مع إتاحة إدارة مدرسية حازمة وفعالة تحترم حقوق المُعلمين ومبادئ التربية الوطنية والتعليم. ومن الضروري أن يتم تشريع قانون خاص لحماية المعلمين من عنف الطلبة وأولياء أمورهم وإدارات مدارسهم، وأن يسترشد بهذا القانون في تحقيق العدالة الإنسانية في المدارس والقضاء على تسلط إدارات المدارس وغطرستها في تعاملها اليومي مع المعلمين.
في هذا اليوم العالمي للمعلمين ندعو كل أفراد المجتمع ومؤسساته المجتمعية ومؤسسات الدولة الرسمية وخصوصا وزارة التربية والتعليم بالاحتفاء الجاد بيوم المعلمين، خصوصا أن هناك مدارس لا تعطي هذا اليوم حقه، نتمنى أن يتم تكريم المعلمين بما هو حقٌ لهم، وبقدر مكانة رسالتهم، وهي رسالة الأنبياء والمرسلين.
وليتذكر جميع أبناء المجتمع وفي كل وظائفهم وتخصصاتهم أنهم لم يصلوا لما وصلوا إليه من وظائفهم ومكانة اجتماعية إلا بفضل المعلمين وجهدهم وعطائهم وعظيم تضحياتهم، ولا يمكن أن يتحقق استثمار اقتصادي واجتماعي جيد في المجتمع بدون تعليم، ولا تعليم بدون معلمين، والجودة لن تتحقق إلا بالمعلمين الجيدين المتميزين. فالمعلمون المخلصون الجيدون هم ينابيع الحكمة وشعلة المعرفة، فهم ورثة الرسالة المحمدية، فقد كان خيرَ مُعلم، نوَّر بدربه الجهالة وهدى الله به الناس من الضلالة.
فشكرًا وشكرًا لكم أيها المعلمون يا بواسل التربية والتعليم، شكرًا لكم على عطائكم وجهدكم، شكرًا لكل من بذل الجهد الأكبر في عمله، شكرًا لكل المعلمين المخلصين الأمينين الذين افنوا أعمارهم في تعليم أبنائهم العِلم النافع والمعرفة الجامعة. وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية