العدد 2548
الثلاثاء 06 أكتوبر 2015
banner
معرض الكتاب عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الثلاثاء 06 أكتوبر 2015

تحت رعاية وحضور سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء افتتح سموه فعاليات مهرجان الأيام الثقافي في دورته (22) الذي تنظمه مؤسسة الأيام للنشر بمركز البحرين الدولي للمعارض ولمدة عشرة أيام. ويشارك في هذا المعرض عدد من دور النشر العربية والعالمية لعرض ما أنتجته دور النشر والمؤلفون والكتاب من الكتب والدراسات بجانب تنظيم مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة للمعرض. والمعرض الذي يشمل عشرات الآلاف من عناوين الكتب في مختلف المجالات المعرفية والعلمية والأدبية والقانونية وبمختلف وسائلها وتقنياتها المكتوبة والمسموعة والمرئية فإنه يُمثل ملتقى للمثقفين والكتاب والناشرين والباحثين والقراء الباحثين عن مختلف مجالات المعرفة. وبجانب مكتبات البحرين الثقافية والأدبية تشارك المملكة العربية السعودية، دولة الكويت، دولة الإمارات العربية المتحدة، تونس، العراق، فلسطين، سوريا، الأردن، الجزائر، لبنان، مصر، ألمانيا، كندا وبريطانيا.
ومعرض الكتاب بتعدد معروضاته من الكتب والوسائل التقنية المتعددة يتيح للقارئ البحريني والمقيم والزائر للبحرين فرصة قيمة للاطلاع على آخر إصدارات دور النشر المشاركة من عربية وأجنبية، خصوصا أن للكتاب قيمة كبيرة لما لدوره المتميز في تنمية الفكر الإنساني وزيادة المعرفة في مختلف المجالات المتعددة. بجانب أن الكتاب سجل علمي وأدبي وتاريخي وتراثي لمختلف حضارات الأمم والشعوب، ووعاء لحفظ ما جادت به أفكار وعقول المفكرين والعلماء والمؤلفين على مختلف العصور والأزمان. وتتميز مؤسسة الأيام للنشر باستمرارها في تنظيم هذا المهرجان كحدث ثقافي سنوي ينال تقدير الدولة وكل مؤسساتها وجميع المواطنين والمقيمين والزائرين الذين يحرصون على زيارة هذا المعرض في كل عام.
إن تنظيم معرض للكتاب في كل عام يُمثل حاجة فكرية ويخلق حراكًا ثقافيًا يثري به الساحة البحرينية، ويُمثل بوابة لدور النشر والمؤلفين لعرض نتاجاتهم الفكرية المتنوعة، كما أنه يُمثل ملتقى للقراء الباحثين عن مختلف حقول المعرفة والاستفادة من اللمسات المعرفية المتنوعة لهذا الحدث الثقافي المتميز في عالم النشر والتأليف، حيث يبرز المعرض أهمية القراءة والثقافة باعتبار أن القراءة فعلاً معرفيًا وثقافيًا وفكريًا، كما أنه يؤكد أن الثقافة العربية والحضارية مازالت بخير من خلال مواصلة المبدعين والمؤلفين إصدار إبداعاتهم بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا العربية.
إن الكتاب لا يمثل فقط مجموعة من الأوراق التي تحمل في طياتها العديد من السطور، بل هو الثروة المعرفية والثقافية التي يحيا بها الناس والأمم، فالكتاب وإن تعددت وسائل الاطلاع التكنولوجية الحديثة إلا أنه تبقى للكتاب سمة مُتميزة وطابع خاص يختلف عن تلك الوسائل الحديثة في الاطلاع والبحث. فالكتاب مازال رائد الثقافة ومفتاح المعرفة والطريق الصالح لرقي الإنسان، وما من أمة أو شعب يقرأ إلا تقدم وتطور وتفتح عقله على ملكوت المعلومات والمعارف. وخير دليل وشاهد على أهمية القراءة هو بداية الإيمان بالدين الإسلامي الذي ابتدأ بأمر الله سبحانه وتعالى ومخاطبًا رسوله الكريم “اقرأ”، فمن غير القراءة لم ولن يستطيع الإنسان في أي مجتمع وفي أي عصر أن يتعرف على مبادئ دينه وطرق سداد حياته العملية والعلمية، فالقراءة بالنسبة للإنسان القارئ بمثابة نزهة في العقول، ولا يهجرها من دأب على أسفارها.
إن تنظيم معرض للكتاب مسلك مبارك يؤازر ويثنى عليه من الجميع، وقد استطاعت مؤسسة الأيام للنشر وبما لديها من مخزون الخبرة المتراكم أن تحقق النجاح سنة بعد أخرى في تنظيم هذا المعرض واستقطاب عدد من دور النشر تزيد أعدادها في كل عام عن سابقه، فها هي في الدورة (22) تتزاحم فيها الكتب في موضوعاتها، وكل عنوان مغرٍ للقراءة، وكل كتاب معروض يتطاول بعنقه ليُرى، وكل موضوع ينادي قارئه، وهي المناجاة التي لا يحس بها ولا يستشعرها إلا من امتهن القراءة كصفة ونهم بها جلَّ أوقاته. شكرًا لمؤسسة الأيام للنشر ولرسالتها الثقافية الفكرية المعرفية. وسيبقى الكتاب أبد الدهر المحرك للتاريخ، وباعث الشعوب من سباتها، وسترتقي الشعوب وستنهض بقدر ما تقرأ وتتعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية