العدد 2547
الإثنين 05 أكتوبر 2015
banner
هذا هو النظام الإيراني... ولن يتغير نهجه أبدًا عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الإثنين 05 أكتوبر 2015

مازال النظام الإيراني يواصل ممارساته الاستفزازية وتدخلاته السافرة ضد بلادنا وأقطار الخليج العربي بكل الأشكال والوسائل، من أجل فرض هيمنته الطائفية والأمنية وتعطيل مسيرته التنموية، ومنها تقديم الدعم للجماعات الموالية والمعادية للأنظمة السياسية في أقطار الخليج العربي ودفاعه المستميت عن تلك الجماعات مثلما كشفت عنه التحقيقات في خلايا الإرهاب في المملكة العربية السعودية والبحرين ودولة الكويت وكما هو واضح وجلي فيما حصل ويحصل في اليمن. وكان الكشف عن هذه الخلايا والتجمعات قد أحبط أعمال النظام الإيراني الإجرامية التي تهدد أمن أقطار الخليج العربي والشعب الآمن المتسامح المُحب للأمن والسلام. وتأتي استفزازات النظام الإيراني الأخيرة حول حقل الدرة النفطي الواقع ضمن المناطق البحرية لدولة الكويت ضمن هذا المنهج المستفز لحقوق الكويت والسعودية، والمخالف لعلاقات حُسن الجوار والأخوة الإسلامية التي يدعيها هذا النظام المناهض لقيم السلام والمعادي لمبادئ الأمن والاستقرار.
للنظام الإيراني سوابق كثيرة مُعلنة وغير مُعلنة في العدوان والاستفزاز بأقطار الخليج العربي، هذه السياسة انتهجها وسيستمر على ذلك ولن يتغير، ولن يقلع عن تدخله الدائم في الشؤون الداخلية لأقطار الخليج العربي والأقطار العربية، وهذا الأمر يناقض ما يؤكد عليه مجلس التعاون وقادته ومؤتمراته التي تؤكد بياناتها دائمًا أهمية توثيق علاقات التعاون بينها وبين النظام الإيراني على أسس ومبادئ حُسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة دول المنطقة والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها. وهذا الموقف الخليجي العربي هو موقف ثابت لم يتغير على الرغم من السياسات الاستفزازية غير المقبولة التي يُمارسها النظام الإيراني التي يهدف من ورائها إلى فرض وجوده في المنطقة العربية من الخليج العربي إلى لبنان مرورًا بسوريا والعراق واليمن، وإلى بسط نفوذه السياسي ومعتقده المذهبي، ومن خلال تحريك خلاياه النائمة التابعة له، هذه الخلايا المسلوبة الإرادة والمغلوب على أمرها والفاقدة لحسها الإنساني بالوجود.
سياسة النظام الإيراني لن تتغير مع مَن يُخالفه في اللغة والقومية والمعتقد المذهبي، ولن يشفع ما يمارس من تصريحات صحافية مزيفة وبيانات سياسية كاذبة وزيارات خادعة إلى العواصم من غربية وشرقية وعربية، هذه كلها لن تغير نهجه وممارساته الحقيقية على الأرض. وهو لا يستطيع أن يتجه نحو التغيير الحقيقي والمطلوب، لأن ذلك التغيير يعني نهايته كنظام اعتمد على الخديعة والنفاق والتزييف في كل ممارساته وأعماله. وإذا أنهى أعماله الاستفزازية في الخارج فيعني نهايته في الداخل الذي لا يملك منه شيئًا.
إن أقطارنا العربية وشعبها العربي والشعوب الإيرانية جميعها تأمل أن تكون هناك خطوات للنظام الإيراني جريئة تنعكس إيجابًا على السلم والاستقرار في المنطقة بأكملها، وبما يؤدي إلى توثيق علاقات حقيقية من التعاون السياسي والاقتصادي بينها وبين النظام الإيراني. ولكن من أين لنا هذا الأمل وها هو إعلام النظام الإيراني في فضائياته ومواقعه الإلكترونية وأحزابه وجمعياته تهاجم الأقطار العربية في الخليج العربي وشعبها، وقادة النظام من دينيين وعسكريين ومدنيين يهاجمون قادتنا ويتوعدون أقطارنا، وهذا لا يعني أن هذا النظام يتجه نحو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام بل إنه يقوم بتوزيع الأدوار بمستوى رفيع من التخطيط والتدبير، للخداع والتغطية على أطماعه وتحقيق مصالحه العدوانية الطائفية، وهي ليست من الأهداف الإسلامية ولا تتبناها الشعوب الإيرانية.
والمتابع للأحداث يرى جليًا أن النظام الإيراني اليوم يستغل ما ترتب من نتائج على الاتفاق المبدئي مع (5+1) بشأن برنامجها النووي في العمل على الدفع بسياستها الإقليمية نحو الأمام لتحقيق أهداف سياسية وطائفية في منطقة الخليج العربي، ولتستمر في العمل نحو الإضرار بمصالح منطقة الخليج العربي وأقطارها، وبإذكاء نيران الطائفية التي تستغلها كنوافذ للتدخل في شؤونها الداخلية ولتمزيق نسيجها المجتمعي المؤلف من مختلف الطوائف والأعراق والأديان، هذا النسيج الذي فشل النظام في تحقيقه بل ويُعاديه. لن يتغير نهج النظام الإيراني ولن يسير في طريق الوئام والتعايش السلمي، لأنه رضع من حليب الصراع والهيمنة والاستبداد والغطرسة، ونام على سرير الشك والتوجس وتلحف بانعدام الثقة والتأزم، ويحلم دائمًا بالإساءة إلى دول الجوار. هذا هو النظام الإيراني لن يصحو ليرى حقيقته وحقيقة أفعاله.. ولن يتغير نهجه أبدًا.. ونحن به مُبتلون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .