العدد 2511
الأحد 30 أغسطس 2015
banner
أغنية اقتل عربيًا... وأشياء أخرى عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الأحد 30 أغسطس 2015

ليست الوسائل الإعلامية الخبرية والتصريحات الإعلامية من وسائل التدخل الإيراني في الشأن العربي والخليجي فقط، بل حتى الغناء أصبح من تلك الوسائل، فقد تناقلت مؤخرًا بعض مواقع التواصل الاجتماعي أغنية فارسية بعنوان “اقتل عربيًا” “عرب كش”، تحمل كلماتها عبارات مسيئة للعرب، وغناها المطرب “بهزاد بكس”، وكعادة النظام الإيراني فإنه ينأى بنفسه عن هذه الممارسات التي تم نشرها عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي، وادعى المتحدث باسم وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية أن “الأغنية انتشرت على الشبكة المعلوماتية بشكل غير قانوني”.
هذه الأغنية التي كتبت كلماتها بخطاب عنصري ضد العرب والتي سمحت وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية بنشرها تؤكد أن الحقد الفارسي على العرب حتى في الأغاني، وخاطب كاتبها الشاعر الإيراني (بهزاد مهدوي بخش) الملك الإيراني “قوروش” الذي بات رمزًا للقوميين الفرس المتطرفين بالكلمات التالية (انهض يا قوروش قد بلغ الأمر بنا ليتم تهديدنا من قبل العرب)، كما تدعو الأغنية الإيرانيين إلى أن يحجوا إلى إيران بدلاً من ملء جيوب العرب بحسب كلماتها (يا أيها المواطن انهض لنفرض الحظر على العرب). وتمتدح الأغنية قائد فيلق القدس الإيراني وتقارنه بالملك الأسطوري “قوروش”، ويقول الشاعر مخاطبًا العرب (قسمًا بالخليج الفارسي سنقضي على اسمكم، وسنضرب رقاب جميعكم عند مقبرة  قوروش). ثم يتمادى الشاعر في تهديداته للعرب فيقول: (لو أخطأتم ستدفعون الثمن في الرياض، ومن اليوم فصاعدًا بات اسمي قاتل العرب”.
ومن الأشياء الأخرى، الأشياء العنصرية المعادية للعرب في مدونة النظام الإيراني “موقع إيراني” متخصص في مجال بيع الألعاب الإلكترونية، وعرض مؤخرًا لعبة تحمل عنوان “اضرب واشتم العربي”، داعيًا الجميع إلى تحميلها بالمجان واللعب بها، إن جميع المواقع الإلكترونية التي تبث الأغاني والألعاب العنصرية ضد العرب هي جميعها مرخصة من قبل وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية في الحكومة الإيرانية، وهي الحكومة التي تدعو كذبًا وافتراء إلى تطبيع العلاقات مع العرب خصوصا أقطار الخليج العربي.
لا أدري إلى متى سيستمر هذا الهجوم الفارسي المزري علينا وعلى أقطارنا العربية؟ فهذه الممارسات ليست من الأخلاق الإنسانية والإسلامية، وليست من مبادئ الجوار الإسلامي التي يدعي النظام الإيراني التمسك بها، والتي يضحك بها على مَن يعتقد بقدسية ونزاهة نظام الملالي. وكلما استمر هذا النظام في تهجمه علينا سيكون ردنا بقدر هجومه وأكثر، والفرق بيننا وبينه أننا نحب الخير، ونسعى للسلام، ونؤمن بمبادئ حُسن الجوار، ولا نمارس ممارسات حاقدة ولا نكن الكراهية للغير. ليأتي حكام إيران ولينظروا إلى مملكة البحرين التي استطاعت بفضل مشروعها الإصلاحي أن تبني نموذجًا في العلاقات الإنسانية وفي العيش المشترك والاعتراف بالآخر بدون تهميش أي أحد، فمساجد البحرين وكنائسها وجميع معابدها الدينية تغني معًا أنشودة المحبة والسلام.
ليتذكر الفرس كيف كانوا وكيف أصبحوا الآن؟ لقد أنقذهم العرب من الضلالة وأبعدوهم عن عبادة النار إلى ساحة الإيمان والحرية الإنسانية، فهل هذا جزاء من يهدي الآخر إلى طريق الهداية والنور؟ أم أنه جزاء سنمار؟ وعن أي حوار خليجي هم يتحدثون وهم يدعون إلى قتلنا؟ وعن أية وحدة إسلامية يتكلمون وهم يريدون تمزيقنا؟ فالإيرانيون ليسوا أفضل منا إيمانًا، وأرضهم ليست مقدسة كمكة، وتراب طهران ليس أطهر من تراب مدينة رسول الله. نحن وجميع العالمين ندرك مدى صلة طهران بواشنطن وعواصم الغرب وبتل أبيب، وشعارات الموت لأميركا وإسرائيل ليس لها صرف في التعاملات السياسية الحقيقية. فإيران لن تتغير وستبقى كما هي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية