العدد 2486
الأربعاء 05 أغسطس 2015
banner
وثيقة الوفاء والعهد والانتماء عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الأربعاء 05 أغسطس 2015

من محافظة المحرق “أم المدن” ومن ناديها العريق “نادي المحرق” انطلقت وثيقة أهل المحرق، وثيقة أهل البحرين، وثيقة الشعب العربي، لتعلن أمام الله والناس أجمعين حقيقة الشعب البحريني المجيد، الشعب العربي الأصيل الذي ينتمي لهذه البلاد وهذه الأمة، الأمة العربية التي أنجبت العظماء والمفكرين، الأمة التي أسقت البشرية من بَرها وبحرها، من باطنها ووديانها. الشعب البحريني الذي ينتمي إلى بلاده “مملكة البحرين” وإلى أمته العربية يرفض الذي مازال يُفكر به النظام الإيراني، هذا النظام الذي يتراءى له بأن البحرين لقمة سائغة الهضم وسهلة البلع، الشعب البحريني في هذه الوثيقة يعلن أمام الملأ بأن مملكة البحرين أرض عربية الوجود، عربية التراب والإنسان، عربية النسيم والهواء، ليقرأ أولئك الداعون إلى “فرسنة” البحرين وشعبها حقيقة هذه البلاد، ليقرأوا اسمها الذي تسطر كثيرًا في كتب التاريخ، فاسمها يعرفه الملاحون الذين جابوا البحار وشدوا رحالهم في الأسفار، اسمها يعرفه المؤرخون الذين زينوا كتبهم ومؤلفاتهم باسم البحرين بمدادٍ من الذهب. هذه الأرض الغنية بالتاريخ والحضارة والثقافة وإنسانها البحريني المنيع لن تكون طعمًا للقرش الفارسي ولا إحدى محافظات الامبراطورية الساسانية التي قصم ظهرها العرب في القادسيات الثلاث، قادسية المثنى وسعد، قادسية صدام حسين وقادسية عاصفة الحزم. فالبحرين عربية الخَلق والوجود، عربية الأصل والإنسان، وستبقى كذلك إلى يوم يبعثون. والبحرين لن تكون عِراقًا ولا أحوازًا ثانية، ولن ينالها ما نال الجُزر العربية الثلاث.
إن مملكة البحرين تتمتع بقيادة شرعية وتاريخية، حباها الله القوة والمنعة، والانتماء إلى جغرافية البحرين وأصلها ثابت في الجزيرة العربية، هذه الجزيرة التي انطلقت منها رايات الدين الإسلامي الحنيف إلى العالم وبشريته. والشعب العربي البحريني الذي ينتمي إلى جغرافية البحرين وتاريخ الجزيرة العربية يقف مع عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مُعاهدًا إياه ومعاهدًا بلاده البحرينية بأن يقف سدًا منيعًا ضد تدخلات البيت الحاكم الإيراني، هذا البيت الذي ابتلت البحرين وقيادتها وشعبها به خصوصا بعد استلاب ملالي إيران مقدرات الدولة الإيرانية. الشعب البحريني لن يتخلى عن قيادته، ولن يهب للنظام الإيراني أية فرصة ليعبث في البحرين كما يعبث الآن في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
إن مملكة البحرين شعبها واحد، باختلاف دياناتهم وأعراقهم ومذاهبهم، فالبحرين هي النموذج الذي لم يستطع النظام الإيراني أن يبنيه للشعوب الإيرانية، إن السنة والشيعة إخوة تجمعهم بلاد واحدة ودين واحد ويستظلون تحت ظل قيادة سياسية واحدة، جميعهم يرفضون التدخلات الإيرانية، ويسخرون من ادعاءات النظام الإيراني الباطلة بأنه يدافع عن شيعة البحرين، وبأنه مسؤول عنهم تحت بند “ولاية الفقيه”، هذه الولاية التي لا يعترف بها الكثير والكثير من أبناء الشيعة في البحرين وفي أقطار العالم الإسلامي، وجميعهم يؤمنون بأن هذه الولاية هي من أجل السيطرة على العقل الإنساني وتجعل من جسد الإنسان وعقله وأفعاله مُسخرة لخدمة أهداف النظام الإيراني ومن أجل تحقيق الهيمنة والسيطرة على منطقة الخليج العربي وصولاً إلى باقي الأقطار العربية والإسلامية الأخرى. فشيعة البحرين عرب أصلاء في عروبتهم، ويتمتعون بنقاء الانتماء إلى بلدهم البحريني المجيد، وأصفياء في دينهم الخالِي من الشوائب المذهبية والطائفية، مُخلصين لقيادتهم السياسية الشرعية التي ترعاهم، يَشمخون عاليًا مع علمهم الذي يتلألأ بريقه في أعالي السماء.
إن مملكة البحرين لن تقف لوحدها في هذه المَلحمة الوطنية القومية، فبجانب القيادة والشعب البحريني تقف معها الأقطار العربية وشعوبها، وكل دول العالم بقياداتها وشعوبها، وكل المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية السياسية منها والحقوقية والمهنية وجميع منتسبيها، كل أولئك يعرفون حقيقة وأهداف النظام الإيراني، وحقيقة وأصل وتاريخ البحرين وما تتمتع به من حضارة وتاريخ عربي أصيل.
لقد كان لي شرف التوقيع على وثيقة الوفاء والعهد والانتماء المُحرقية البحرينية العربية، وثيقة المجد البحريني والعِز العربي والنقاء الديني، كما ناله الكثير من أبناء البحرين لتوقيعهم هذه الوثيقة، وعلى مثلها في المحافظات الجنوبية والشمالية والعاصمة وفي مجالسها العامرة، فالتوقيع على مثل هذه الوثائق والعرائض تحمل عنوانا واحدا وهو بأنها وثيقة الوفاء للبحرين والعهد للمليك والانتماء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .