العدد 2415
الثلاثاء 26 مايو 2015
banner
حديث لا تنقصه الصراحة عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الثلاثاء 26 مايو 2015

تفضل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر بالتحدث إلى جريدة الأخبار المصرية، وشمل الحديث الكثير من القضايا الوطنية البحرينية والقومية العربية والدولية، ومختلف الأزمات التي تعانيها دول العالم وبخاصة أحداث المنطقة الخليجية والعربية والإرهاب. ولم يترك واردة وشاردة من تلك القضايا إلا كان له فيها الرأي السديد، ولمَ لا، وهو صاحب الخبرة الكبيرة في إدارة الدولة والحكمة السديدة في مختلف القضايا الوطنية والقومية، وهو الذي يُشار إليه بالبنان في المُلمات. وهذا الحديث نشرته جريدة البلاد البحرينية في يوم الأحد بتاريخ 24 مايو 2015 بالتزامن مع نشره في جريدة الأخبار المصرية.
فعلى الصعيد المحلي، أكد سموه أن البحرين وشعبها ينعمون بالأمن والأمان والاستقرار، والدولة تسعى بما تستطيع لتحقيق الرفاه للمواطنين، ومملكة البحرين شهدت تحولاً نوعيًا في العهد الزاهر لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمبادرته بالمشروع الوطني الإصلاحي الذي مهد لإقامة دولة القانون والدستور والديمقراطية، وما شهدته البلاد من تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية وحقوقية كان بفضل هذا التوجه وبجهود الحكومة التي لا تكل ولا تمل في تحقيق تطلعات وآمال المواطنين الذين يكنون كل الحُب والتقدير للقيادة السياسية في البلاد. ونحن في البحرين أسرة بحرينية واحدة متماسكة، بوحدتنا وبوطنيتنا نحمي بلادنا من التدخلات الأجنبية التي لا تريد الخير لبلادنا، ونصنع الحياة التي نريدها جميعًا للبحرين. وقيادة وشعب البحرين مؤمنة بالسلام وبالتعايش ونعيش تحت مظلة الاعتراف بالآخر دون إقصاء وتهميش وبلا تمييز، ولا نضمر الشر لأحد، بل نحب الجميع .. نحبهم بأكثر من حُبهم لنا. وبهذا التلاحم والحُب وباتحادنا نكون قادرين على مواجهة التحديات والأزمات ونردمها في العميق. فالبحرين دولة عربية ذات سيادة، لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، وترفض أن يتدخل الآخرين في شؤونها. وحتى ترتقي البحرين ويترفه شعبها لابد من أن يتفق الجميع بأن مصلحة البحرين وشعبها هي المقدمة على أية مصالح شخصية وأجندات أخرى.
وعلى الصعيد الخليجي والعربي، أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن ما تعيشه منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية من أحداث هي نتاج تدخلات أجنبية إقليمية تستهدف خلق التوتر والاضطرابات وتنفيذ أجندة ترفضها أقطار الخليج العربي وشعبها، وكانت حكمة وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود هي الرد الحاسم على مثل هذا التدخل في الشأن اليمني العربي، وهذا ديدن المملكة العربية السعودية بمواقفها القومية المُشرفة تجاه أشقائها العرب ومن دون استثناء. وفي مملكة البحرين نقف مع جميع أشقائنا العرب في محنهم، وما يُصيبهم يُصيبنا، وألمهم هو ألمنا، كما تربطنا بعلاقات متميزة ومتينة مع قيادة وشعب جمهورية مصر العربية ومع جميع الأقطار العربية والشعب العربي. لذا كانت عاصفة الحزم وإعادة الأمل إلى اليمن وشعبه تأكيدًا على وحدة المصير العربي المشترك وتجسيدًا لاتفاقات الدفاع العربي المشترك ولمقررات جامعة الدول العربية وقممها.
وأكد سموه الكريم في حديثه الذي لا تنقصه الصراحة بأن الإرهاب لا دين له ولن يستثنى أحدا لا أرضا ولا بشرا، وهو بعيد كل البُعد عن الإسلام والأديان السماوية، وقد قويت شوكته بعد أن تجاهله المجتمع الدولي. واليوم جميع دول العالم مُعرضة لهذا الخطر الذي أصبح يغزو الدول ويقتل البشر، فليس هناك دولة بمأمن منه، لذا لابد من تعاون دولي حثيث وجاد للقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه المتجذرة في الكثير من الأقطار العربية والإسلامية والأجنبية، فيجب أن يشترك الجميع في تطهير العالم من هذا الإرهاب الذي يتخذ من الدين غطاءً له ويختفي وراء دعاوى زائفة بعيدة عن الحقيقة.
في الوقت الذي لا تقبل فيه مملكة البحرين وشعبها أي تدخل في شؤونها إلا أن يدها ممدودة للتعاون مع جميع الأقطار العربية والإسلامية والصديقة بما فيها مصلحة الجميع وشعوبها، فتنمية الدول ورفاه شعوبها تعتمد على التعاون الإيجابي بينها وفقًا للاتفاقات الثنائية والدولية التي تحدد مسار العلاقات بين الدول وعدم التدخل في شؤونها الوطنية. ومملكة البحرين كغيرها من دول العالم لا تقبل الهيمنة ولا تُصغر نفسها في التدخل في شؤون الدول الأخرى، بل تتعاون مع الجميع لحفظ السلام والأمن العالمي.
هناك الكثير مما جاء في هذا الحديث، يستشف قارؤه على ما يملكه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة من رؤية ثاقبة وحكمة سديدة وعقلٌ راجح، وهو نتاج الجهد الاستثنائي الذي بذله ويبذله صاحب السمو الأمير منذ أن تبوأ مكانته الرفيعة في قيادة البلاد في الخمسينات حتى يومنا هذا، وما نعرفه من هذا النتاج هو القليل من كثير، فسموه مخزون فكري وعقلي كبير، حفظه الله ورعاه لخدمة بلاده وشعبه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .