العدد 2393
الإثنين 04 مايو 2015
banner
اليوم العالمي لحرية الصحافة عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الإثنين 04 مايو 2015

في الثالث من مايو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للصحافة، وهو يوم إحياء ذكرى إعلان “ويندهوك” التاريخي، حيث نظمت منظمة اليونسكو اجتماعا للصحافيين الإفريقيين في ناميبيا في الثالث من مايو عام 1991م، وصدر عن هذا الاجتماع إعلان ينص على أنه (لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرة ومستقلة وقائمة على التعددية). وفي هذا اليوم يتم الاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وهي: تقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم، الدفاع عن وسائط الإعلام أمام الهجمات التي تشن حريتها والإشادة بالصحافيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم. وتجسيدًا لهذه المبادئ فقد عينت منظمة اليونسكو هذا العام الصحافية “كريستيان أمانبور” سفيرة للنوايا الحسنة لحرية التعبير وسلامة الصحافيين. وفي هذا العام سيتم تسليم جائزة اليونسكو (غيرمو كانو) العالمية لحرية الصحافة السنوية إلى الناشط الحقوقي والصحافي السوري السجين مازن درويش.
وبجانب هذه المبادئ الأساسية فهذا اليوم يُضيف واجبات إلى الحكومات تجاه الصحافة والصحافيين، منها، احترام الحكومات التزامها بحرية الصحافة، حماية الصحافيين وتوفير ما يساعدهم على أداء مهنتهم خصوصا مدهم بالمعلومات التي يحتاجون إليها لأداء مهنتهم. ومنح الصحافيين الحصانة من المساءلة والتوقيف (بشرط ألا يتعدى حدود مهنته وأخلاقياتها المهنية). هذه الأمور وغيرها يجب أن تكون مسنودة في قانون صادر لحرية الصحافة. فأهمية هذا اليوم لا تقل عن أهمية التزام الصحافيين بأخلاقيات المهنة وذلك باتباع طريق الموضوعية والشفافية في سرد وإلقاء الضوء على الحقائق وبما يتطلبها من معلومات صادقة، وأن يكون هذا هدفهم الأساسي بجانب دفاعهم عن سيادة وهوية بلادهم وحفاظهم على وحدة الشعب الوطنية.
وفي هذا العام يركز اليوم العالمي للصحافة على ثلاثة مواضيع أساسية، وهي: (وسائل إعلام مستقلة وجيدة، المساواة بين الرجل والمرأة في العمل الصحافي، والثالث السلامة الرقمية للصحافيين ومصادرهم). ولهذه المواضيع أهمية خاصة ومتميزة في مجال الصحافة والإعلام، فالصحافة والإعلام المستقل هو السبيل لإعداد ونشر التقارير والتحاليل والأخبار الصحافية الدقيقة والمستقلة عن أية جهة كانت، وهي من ثوابت العمل الصحافي والإعلامي. والمساواة بين الصحافية والصحافي أمرٌ لابد منه، فبما أن الاثنين يعملون في مهنة واحدة فيجب ألا يُفرق في التعامل بينهما ولا استثناء لأحد ولا لأفضلية أحد على الآخر إلا في مجال عطائه وإخلاصه في مهنته وعمله، والأداء الجيد والمتميز هو المعيار الحقيقي للتمييز بين الصحافيين. كما أن من حق الصحافي أن يحتفظ بحقه في المصادر التي يلتقي منها المعلومات بشرط أن تكون هذه المعلومات والحقائق صادقة وموضوعية ولا تضر بأحد ولا تخلق أية اضطرابات، بل يجب أن تفيد وتثري الموضوع الذي ينقله الصحافي إلى الناس.
وتتجلى أهمية الصحافة في المجتمعات لكونها أحد مظاهر الممارسة الديمقراطية، فبجانب دورها في التعبير عن حرية وآراء الأفراد والمواطنين فإنها تنقل إليها مُجمل ما يحدث في بلدهم وفي بلدان العالم من مشاهد وأحداث، وكل القضايا التي تهم حياتهم. كما أن لها دورًا كبيرًا في الدفاع عن السيادة الوطنية والهوية الثقافية للبلاد وفضح كل الدسائس التي يُحيكها الأعداء ضدها، وفضح مشاريعهم والمخططات المعادية لبلادهم وقوميتهم العربية. وشهدت الصحافة البحرينية التي بدأت مُبكرًا في منطقة الخليج العربي تطورًا ملحوظًا بكل مجالاتها خصوصا بعد صدور المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد الذي أقر الكثير من الحريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والحقوقية والمهنية. ومن بينها الحقوق الصحافية التي أزالت الكثير من القيود ووفرت الحماية القانونية حتى أصبح الصحافيون البحرينيون ومَن يعمل في مجال الصحافة والإعلام يتمتعون بحرية الرأي والتعبير بعيدًا عن الخوف والاعتقالات، وأصبحت بذلك صحافتنا الوطنية صوتًا لشعبٍ يُعبر عن آماله وتطرح همومه، وتفتح صدرها لشكواه ومشكلاته.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .