العدد 2384
السبت 25 أبريل 2015
banner
بعد الحزم يأتي الأمل عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
السبت 25 أبريل 2015

بطلب رسمي من الشعب اليمني مُتمثلاً برئيسه “عبدربه منصور هادي” بدأ بواسل عاصفة الحزم ملحمتهم ضد المتمردين الحوثيين وأنصارهم الذين عاثوا في اليمن دمارًا وقتلاً، وبطلبه بموجب الرسالة المؤرخة في 20 أبريل 2015م من الرئيس اليمني إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود انتهت في يوم 22 أبريل 2015م، مُحققة بذلك نجاحًا عسكريًا ضد المنقلبين على الشرعية والسيادة الوطنية اليمنية. لم تكن عاصفة الحزم كما ادعى البعض بأنها اعتداء على اليمن وشعبه، وتناسوا بقصد تدخل عناصر الحرس الثوري وحزب الله ولواء أبوالفضل العباس مع جيش الأسد ضد شعب وثوار سوريا، كما تناسوا تمرد الحوثيين على وطنهم اليمني وسيادته الشرعية. ولم تكن عاصفة الحزم حربًا سعودية ـ يمنية بل هي حرب عربية لردع الحوثيين وحلفائهم، حرب ضد التمدد الإيراني في الوطن العربي، حرب من أجل حماية الشرعية في اليمن. وها هي تنتهي وتبدأ بعدها ملحمة إعادة الأمل، إعادة اليمن الآمن إلى أهله، إعادة اليمن السعيد إلى وطنه وشعبه، إعادة اليمن إلى حضن أمته العربية بعد أن كادت إيران تلتهمه كما التهمت قبلاً إقليم الأحواز والجزر العربية الثلاث، واستوطنت العراق ولبنان.
عاصفة الحزم بدأت لتحقيق أهداف وطنية وقومية، وانتهت بعد (27) يومًا من انطلاقها لتحقيق أهداف سياسية ودبلوماسية وعسكرية، بإعادة الأمل السياسي والدبلوماسي والوطني، بعد أن دمر بواسل ونسور القوات الجوية العربية القدرات العسكرية الحوثية من عتاد وذخيرة ومخازنها، ومراكز القيادة، وأخمدوا قدراتهم الدفاعية الجوية وورش صيانتها، بحيث لن تقوم لهم قائمة بعد الآن بعد أن تم تنفيذ ما تم بدقة عالية وتخطيط دقيق يستحق كل الشكر والتقدير. وبتوفيق من العلي القدير وبقيادة المملكة العربية السعودية وبتكاتف الأقطار العربية المشاركة في ملحمة الحزم وبدقة التخطيط العسكري والتنسيق وشجاعة المقاتلين تحقق النجاح والانتصار في هذه الملحمة.
وسيتم من خلال عملية إعادة الأمل تحقيق الأهداف التالية: سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن رقم (2216)، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني (اليمني) الشامل. استمرار حماية المدنيين. استمرار مكافحة الإرهاب. الاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية. التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية ومن تحالف معها، وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة من الخارج. إيجاد تعاون دولي من خلال البناء على الجهود المستمرة للحلفاء لمنع وصول الأسلحة جواً وبحراً إلى الميليشيات الحوثية وحليفهم الرئيس اليمني السابق من خلال المراقبة والتفتيش.
وبداية الأمل إن شاء الله ستكون إعادة الأمن والأمان للشعب اليمني وستعمل الحكومة اليمنية لبناء اليمن الآمن والاستقرار، وحمايتها من الإثم الحوثي وحلفائها من أي تغيير في السيادة الوطنية والهوية العربية لليمن. وستعمل جاهدة لإجلاء اليمنيين وتقديم الخدمات الإنسانية للشعب اليمني، والعمل على ضبط الأمن داخل الأراضي اليمنية وعلى كافة حدودها الترابية والمائية والجوية، وعلى إعادة بناء القوات المسلحة لتكون مؤسسة عسكرية يمنية أبية عربية الهوية تكون قادرة على حماية اليمن وشعبها من كل إثم عدواني داخلي وخارجي.
وعسكريًا سيكون العمل “من خلال عملية إعادة الأمل” على منع أي اختراق حوثي في اليمن والتحرك المستمر لحماية الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية من أي تحرك حوثي غاشم، وتوفير حظر بحري آمن على المياه الإقليمية والموانئ عن طريق زيارة السفن وتفتيشها، وتطبيق قرار الأمم المتحدة رقم (2216) الذي يمنع تسليح ميليشيات الحوثي. لقد أثبتت هذه الملحمة العربية حقيقة سواعد الرجال الذين أثبتوا للعالم أجمع مكانة الإنسان السعودي والخليجي والعربي هذه المكانة التي أذهلت الجميع بما وصلوا إليه من مهارة وشجاعة وإقدام لنصرة الحق والذود عن أقطارنا وشعبنا العربي من كل حاسد وحاقد ومعتدٍ، وبهذا العزم تحقق النصر والظفر بحمد الله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية