العدد 2358
الإثنين 30 مارس 2015
banner
ردع الحوثيين واجب وطني وقومي عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الإثنين 30 مارس 2015

تفعيلاً لمبادئ اتفاقية الدفاع العربي المشترك وتلبية لنداء اليمن الوطني والقومي لإنقاذه من قبضة الحوثيين الذين انقلبوا على الشرعية الوطنية اليمنية وعاثوا في البلاد فسادًا وإرهابًا وقتلاً لبت قيادة المملكة العربية السعودية وأقطار مجلس التعاون والأقطار العربية نداء الواجب والدفاع القومي عن أرض اليمن التي قد ينتظرها مصير كمصير العراق المحتل، فكانت عاصفة الحزم من عاصمة العزم في وقتٍ احتاجت الأمة العربية إلى مثل هذا الحزم في اتخاذ القرارات المصيرية والعزم على تنفيذها بدون تردد وتلكؤ، يُساندها الشعب العربي أولاً الذي تمنى ومنذ أن احتلت فلسطين وتداعت العديد من الأقطار العربية لحرب الإرهاب أن يتكون هذا الحشد الرسمي لإحلال الأمن والسلام في المنطقة العربية، وثانيًا كدعم إقليمي ودولي لهذه العاصفة التي رأوا فيها ضرورة لحماية الدولة اليمنية وسيادة الشرعية التي تعرضت لحالة اغتصاب إقليمية، كما حدث للعراق وسوريا.
لم يبخل مجلس التعاون لأقطار الخليج العربي على اليمن حينما بدأت الأزمة السياسية، فقدم لها وقيادتها وشعبها كل ما تحتاج إليه، بدءًا من المبادرة السياسية التي ساهمت في خروج اليمن من أزمته حتى المال الذي تم وضعه لتشييد الكثير من المشروعات الاقتصادية والاجتماعية. إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهيه المبادرة السياسية الخليجية، حيث إن بعض الأطراف اليمنية من حوثيين والرئيس اليمني السابق تلكأوا في تنفيذ المبادرة السياسية وتباطأوا في حضور الحوار في داخل اليمن وخارجه، وهذا لم يمنع مجلس التعاون من الصبر على المفاوضات وتقديم التنازلات للمعارضين والرافضين من أجل عودة اليمن إلى سابق عهده. ولم تتدخل جيوش مجلس التعاون والعربية حينما احتل الحوثيون وأتباعهم عاصمة اليمن ومدنها الشمالية وانقلبوا على الشرعية الوطنية وسجن رئيس اليمن ورئيس الحكومة بالقوة العسكرية بإسناد إيراني غاشم لاحتلال اليمن كما فعلوا في العراق وسوريا.
عاصفة الحزم لم تبدأ إلا بعد أن استوفت شروطها المطلوبة ومسوغاتها القانونية، وتم حشد رسمي عربي لها، بما فيها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وبإسناد وتعاون من العواصم الأجنبية، مع موقف محايد لبعض الأقطار العربية ومعارض لها كإيران وحزب الله وسائر أدواتها في المنطقة العربية. مواقف الحياد والتعارض هذه لم تقف حائلاً لأسراب الطائرات العربية في القيام بواجبها الوطني والقومي للتخلص من الحوثيين وأنصارهم. وهذه العاصفة قامت أولاً من أجل حماية اليمن من شر هؤلاء وفسادهم،ومن الأهداف التي جاءوا من أجلها، فهم أداة إيرانية مأجورة لتحقيق أهداف إيرانية استراتيجية، فاليمن يُعتبر بوابة الخليج العربي الذي ستدخل منه إيران للسيطرة على المنطقة خصوصا “باب المندب”، ومضيق باب المندب ممر مائي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب. وثانيًا لمنع تسلل الحوثيين إلى أراضي المملكة العربية السعودية، إذ إنه بعد احتلال باب المندب سيكون الهدف الثاني هو احتلال “الحرمين الشريفين” وجميع أقطار مجلس التعاون بما فيها سلطنة عُمان. لذلك فتلبية نداء اليمن يُمثل هدفا أمنيا قوميا تنادت له جميع الحكومات العربية لضرورة الدفاع عن اليمن والخليج العربي وردع الحوثيين عن تحقيق أهدافهم الإجرامية. وثالثًا عودة الشرعية اليمنية برئيسها وحكوماتها وتخليص اليمن من فوضى الاقتتال والحرب الأهلية، ورابعًا عودة جميع الأطراف إلى طاولة الحوار تحت ظل الشرعية اليمنية وحكومتها لوضع حل أساسي يمني لا يستبعد إلا من أساءوا إلى اليمن وشعبه.
أراد الحوثيون ورئيس اليمن السابق التحدي، تحدي الشرعية والشعب اليمني، تحدي المبادرة الخليجية، وتحدي رعاية مجلس الأمن الدولي بممثله الذي عمل بلا توقف منذ بداية الأحداث في اليمن في عام 2011م وإلى تاريخه، لتحقيق أية مصالحة يمنية. وعاصفة الحزم التحدي الآخر الذي يجب أن يواجهونه، إنه من إنتاج عربي وشقيق هدفه عودة الأمور إلى نصابها الحقيقي، فهل هم قادرون على هذا التحدي العربي؟ هل سينفعهم التحدي الإيراني الذي ساروا على خطاه؟ ومن اطلع على التاريخ اليمني وسجلاته يعرف أنه ليس بالإمكان لأية قوة أجنبية أن تؤثر على القرار اليمني العربي، فشعبه عربي أصيل وتاريخه ناصع كالبياض، وما الحوثيون إلا نقطة سوداء في زاوية من زوايا إحدى صفحات ذلك السجل التاريخي المبين. لقد أتت عاصفة الحزم من عاصمة العزم لتضع حدًا بين الجد واللعب.
اليوم اليمن وغدًا العراق وبعدهما سوريا فليبيا ولبنان، إنها الصحوة العربية التي ينشدها ملايين العرب من الخليج العربي إلى المغرب العربي. حفظ الله وطننا العربي وشعبه وقياداته الشرعية من كل سوءٍ وشر. آمين يا رب العالمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .