العدد 2257
الجمعة 19 ديسمبر 2014
banner
14 ديسمبر عيد الشرطة البحرينية عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الجمعة 19 ديسمبر 2014

بمناسبة احتفالات وزارة الداخلية لمملكة البحرين بعيد الشرطة المصادف يوم 14 من ديسمبر من كل عام ألقى وزير الداخلية سعادة الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة كلمة بالمناسبة أكد فيها أهمية الشرطة كأداة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلامة وفرض القانون، وهي المهمة الوطنية التي تتحمل عبئها وزارة الداخلية بدعم وتوجيه من القيادة السياسية الرشيدة.
إن الأمن والأمان هو إستراتيجية وطنية والمهمة الأولى لشرطة البحرين، وتتحقق بالقضاء على الأفعال العدائية كافة للمجتمع والشعب، وملاحقة المعتدين وإنفاذ القانون على الذين يعرقلون الأمن ويستهدفون الاستقرار الوطني. ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا عن طريق رجال الشرطة الذين أظهروا بكل شرف واقتدار تحمل مسئوليتهم لاحتواء الأضرار التي تصيب البلاد وشعبها، فقد ساهم مشروع الإصلاح السياسي والتطور النوعي في وزارة الداخلية من إدخال التقنيات الحديثة والمعلوماتية في تحقيق نقلة نوعية لأداء الشرطة، مما رفع من مؤشر الكفاءة في تحقيق الأمن المتواصل والمستمر لمملكة البحرين وحفظ أمنها ورعاية المواطنين والمقيمين على أرضها بدون استثناء.
لقد تزامن الاحتفال بيوم الشرطة البحرينية مع احتفالات مملكة البحرين بتأسيسها كدولة مدنية حديثة، وبعيد جلوس صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الخامس عشر، وبالعيد الوطني المجيد (43)، وقبلها بأيام قليلة خلت عاشت البلاد عرسًا ديمراطيًا أكد فيه الشعب البحريني على رغبته الحقيقية في استمرار عملية البناء الديمقراطي حين لبى دعوة جلالة الملك في الترشيح والانتخاب لانتخابات عام 2014م. وكان للشرطة البحرينية دور مميز في تأمين أمن الانتخابات من بدايتها حتى نهايتها التي أثمرت عن ميلاد الفصل التشريعي الرابع للبرلمان وللمجالس البلدية الأربعة. إن المشاركة الوطنية في هذه الانتخابات أكدت ــ كما قال سعادة الوزير ــ : “تفوق الوطنية على الطائفية، والاعتدال على التطرف”، ونضيف: أن هذه المشاركة قد أضاءت النور في غياهب الظلام، وأظهرت الحق وأزهقت الباطل.
إن للشرطة أدورًا وطنية لا تعد ولا تحصى، وإن حماية المواطن وحماية البلاد نهج واحد لا يختلف، فالمصلحة الأمنية والوطنية واحدة لا تختلف، لكون العمل الأمني كمال قال سعادة وزير الداخلية “العمل الأمني ليس مرتبطًا بموقف معين أو بفترة زمنية”، لكن الذي يختلف هو الأداة المستخدمة لتحقيق الأمن، فلكل زمان نهجه. فزيادة التحديات وتنوعها تحتاج إلى التحديث في المنهج الأمني التقليدي والانتقال إلى المنهج الأمني الحديث، المنهج التقني الممنهج الذي يصد كل ما استحدث من التحديات. فعندما يستمر الإرهاب بتطوير أساليبه لتخريب البلاد وتعطيل مصالح البلاد فإن منهج الأمن التقني والحديث وبفعل التدريب العملي والإداري المستمر سيكون مرصادا له ومُعطلا لأهداف الإرهاب، وممكنًا للمواطنين والمقيمين من العيش الكريم على أرض مملكة البحرين.
إن الاحتفال بيوم الشرطة البحرينية يُمثل تقديرًا لدور الشرطة ولتضحياتهم ولأدائهم المستمر في خدمة البلاد وشعبها، ويعد تجسيدًا حقيقيًا للشراكة المجتمعية. وتحظى الشرطة البحرينية بجانب كبير من الرعاية والتقدير من لدن القيادة السياسية وحكومتها الرشيدة نظير جهودها المخلصة وعطائها المتواصل في حفظ الأمن والنظام. وأن الاحتفال بهذا اليوم يجعلنا نستذكر الأفراد من الشرطة الأولين الذي أسسوا دائرة الشرطة قبل الاستقلال والذين ساهموا في بناء وزارة الداخلية بعد الاستقلال، ونستذكر الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل البلاد وحماية لأرواح المواطنين. وهذه التضحيات ستكون لأفراد الشرطة البحرينية نبراسًا لاستمرارية عملهم، وستجعلهم يستمرون في عملهم دون كلل ولا ملل، وهي جهود منبعها جاهزيتهم لأداء واجبهم الوطني التي لا ينتظرون منها جزاءًا ولا شكورا، غير أمن البلاد ورخاء شعبها، ورضا قيادتها.
إن كفاءة وخبرة الشرطة البحرينية أكدت قدرتها على تحقيق الإنجازات في العمل الميداني، وحماية هذه الإنجازات تتطلب العمل المضني المعزز بالثقة والأمل بتحقيق أهدافنا الأمنية، لا يمكن أن تتحقق الديمقراطية الحقة بالسياسة المتطرفة، ولن يتحقق القانون بممارسة الحرية المنحرفة، فالسياسة المتطرفة والحرية المنحرفة مخالفة للقانون والأمن. إن وزارة الداخلية لا تدرب منتسبيها على تنفيذ واجب القانون، بل هي تعمل على تدريبهم وتأهيلهم عِلميًا وتقنيًا ليحققوا الأداء الجيد في العمل الأمني، والقدرة على التصرف أثناء أداء الواجب، وتبني فيهم معايير احترافية عالية والقدرة على التطوير والارتقاء نحو الأفضل. إيمانًا منها بأن تحقيق الأمن في البلاد يوفر البيئة المناسبة للنمو والتطور في كافة المجالات من سياسية واقتصادية واجتماعية ومهنية وحقوقية. فكل عام وشرطة البحرين بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية