العدد 2236
الجمعة 28 نوفمبر 2014
banner
لماذا البحرين؟ عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الجمعة 28 نوفمبر 2014

كانت انتخابات 22 نوفمبر 2014م في جولتها الأولى تأكيدًا على رهان الشعب الصادق والمتمثل في إصرار الناخبين الذين توجهوا نحو صناديق الاقتراع على استكمال المسار الإصلاحي والمسيرة الديمقراطية. هذا الرهان حقق نجاحًا على الرهان الآخر المتمثل في الامتناع عن التصويت. رهان صناديق الاقتراع نجح لكونه استحقاقا وطنيا يُجسد موقفا شعبيا يرفض المقاطعة والامتناع عن التصويت ويتجه نحو تعزيز التنمية السياسية.
وأعدت بهذه المناسبة الإذاعة البريطانية العربية “بي بي سي” برنامجًا حواريًا حول الانتخابات البحرينية سمعته في يوم الثلاثاء 25 نوفمبر وشارك فيه الكثير من المستمعين والمشاهدين من داخل البحرين وخارجها، من بحرينيين وغير بحرينيين، وكان المذيع يصر على أن يسحب اعترافات من المشاركين بأن الانتخابات البحرينية لا تتميز بالشفافية، وقد تصدى لهذه الفكرة أبناء البحرين الذين أكدوا أن ما جرى يوم 22 نوفمبر وما سيجري في 29 منه هي انتخابات ديمقراطية، والدولة لم تهمش أو تقصي أحدا، ولم تمنع أيًا من كان لا ترشحًا ولا انتخابًا، كما كانت المشاركة ديمقراطية وقرارا اتخذه من شارك وسيشارك في الجولة الانتخابية الثانية.
مِن حق أي موقع إخباري أن يدلي برأيه في هذه الانتخابات، ولكن على الأقل يجب تحقيق نوع من الإنصاف والابتعاد عن التبذل في المناقشة وعدم تزييف الحقائق. وعلى سبيل المثال قرأنا في موقع “تابناك” وهو موقع إيراني تابع لفيلق القدس الإيراني، وتستطيع أن تقرأ في هذا الموقع ما شئت من الأقذار الفارسية ضد مملكة البحرين وشعبها، هذا الموقع بدلاً من أن يتحدث عن الانتخابات البحرينية ونتائجها أتى بتقرير نقله (كما يدعي) عن وكالة (فرانس برس للأنباء) في التقرير الذي نشرته في يوم الاثنين بتاريخ 24 نوفمبر حول الانتخابات البحرينية ـ ذكرت هذه الوكالة في تقريرها مجموعة من افتراءات المعارضة التي سخرت من الانتخابات ونتائجها الرقمية، وذكرت الوكالة أن الدولة أجبرت الناخبين على التصويت. ونقل الموقع أيضًا عن موقع “منامة بوست” عن نتائج ما يُسمى بـ “الاستفتاء الشعبي لتقرير المصير” الذي تم تنظيمه يومي الجمعة والسبت في 21 و22 نوفمبر (بالتزامن مع انتخابات 22 نوفمبر) على أنه نموذج ريادي في التعبير عن حُب الشعب البحريني لوطنه وسيادته واستقلاله! فمثل هذه الأقوال لا تصدر إلا عن قلب أسود وجاحد، وجهة لا تحب الخير للبحرين وشعبها. فهل يرضى النظام الإيراني أن ينظم الإيرانيون مثل هذا الاستفتاء على أرض إيران؟ وهل الانتخابات التي يدعي هذا النظام وفق آلياته الإعلامية بأنها تزييف للحقائق. لنسأله ما هي حقيقة الانتخابات الإيرانية؟ وهل كل أبناء الشعب الإيراني لهم الحق في الترشح والتصويت كما هو لدينا في البحرين؟ هل لدينا في البحرين هيئة تشخيص مصلحة النظام كما هي في إيران؟ مَن أقصى الناخبين عن حقهم الانتخابي، الحكومة البحرينية أم معارضيها؟
يعرف من يسمون بالمعارضين أن منطقة الخليج العربي تمثل حالة دقيقة خصوصا البحرين التي مازالت إيران تدعي ملكيتها، وذات الحالة في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية والجنوب اللبناني واليمن، والحالة التي يتمسك بها النظام الإيراني هو ادعاؤه بأنه “الراعي الأوحد والأشمل للشيعة في العالم” وهي محاولة لفرض الولاية عليهم وإخضاعهم له، والنظام الإيراني يعلم أن أكثرية الكثرة من الشيعة العرب ليس لهم ولاء له. والحقيقة أن النظام الإيراني يستخدم الشيعة العرب كآلة من آلات الهيمنة على العرب، فشغله الشاغل صناعة الفتن الطائفية ويصب الزيت على النار كلما اشتعلت. وهذا ليس حديث اليوم بل هو مُخطط قديم مدروس وثابت التوجه ومستمر لضرب استقرار أقطار الخليج العربي والمنطقة العربية.
إن ما يحقق مصلحة البحرين وشعبها هو تلاحم أبناء البحرين مع قيادته السياسية، وإصرارهم جميعًا على المضي قدمًا في تحقيق المشروع الإصلاحي لمملكة البحرين، وهو يمثل علامة مضيئة في المسيرة الديمقراطية. وهذه إحدى النتائج النوعية لانتخابات 22 نوفمبر، وحفظنا الله من كل شر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .