العدد 2229
الجمعة 21 نوفمبر 2014
banner
المُرشحون وبرامجهم الانتخابية عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الجمعة 21 نوفمبر 2014


 
مَن يتفقد خيم المُرشحين للمجالس البلدية والبرلمان يعيش في غصة وضائقة سياسية واقتصادية واجتماعية. المُرشحون يخطبون في الناس بكلامهم المعسول يقرأون وعودهم بابتسامة تتوسط وجوههم من أجل نيل رضا الناخبين وللحصول على أصواتهم. ومَن يقرأ هذه البرامج الجميلة في طباعتها والمُنمقة بكلماتها يعتقد يقينًا أنه وبعد أربع سنوات أي ـ في عام 2018م ـ سيغدو شعب المملكة أسعد شعوب العالم. وقد تناسى هؤلاء المرشحون أن مرشحي أعوام 2002م و2006م و2010م قالوا مثل هذا الكلام إن لم يكن أفضل منه، ولكن ما الذي تحقق من كلامهم؟ فقد ذهبوا وذهبت معهم وعودهم هباءً منثورا.
أحد المرشحين تحدث وأفاض كثيرًا عن تأكيده على زيادة رواتب موظفي الدولة 30 % خلال السنة الأولى من الفصل التشريعي الرابع، مؤكدًا أن هذه الزيادة حق من حقوق المواطن، هذا المُرشح كيف يستطيع أن يُحقق ذلك؟ سألته، هل أعددت دراسة حول هذه الزيادة؟ عدد الموظفين؟ المبلغ الكلي للزيادة؟ قدرة ميزانية الدولة على تحقيقها؟ قال.. لا، وهذه حقوق ولا تحتاج إلى دراسة! لا شيء يتم من غير دراسة وقلت له مضيفًا أن البرلمان يستطيع أن يحقق زيادة في رواتب النواب بسرعة ومن دون تردد ولا حتى دراسة، ولكن زيادة رواتب الموظفين خصوصا المدنيين منهم لا تتم إلا بقرار سيادي.
وفي خيمة أخرى، أحد المُرشحين يدعو إلى جعل خدمة الموظف المدنية في وزارات الدولة إلى (30) سنة ويحصل على ما بين 80 % ـ 100 % من راتبه، والمرأة إلى (25) سنة وتحصل على ذات النسبة، حُلم جميل ولكن كيف ستتمكن من ذلك؟ فرد: عندما أصل إلى المجلس سترون ذلك.
مُرشحة دعت من بين بنود برنامجها (لكنها لم تدونه ضمن البرنامج) أنها ستعمل على خروج المرأة من العمل قبل “ساعتين” أو “ساعة ونصف” من موعد انتهاء الدوام الرسمي لتذهب لطبخ الغداء! هل سيشمل هذا الاقتراح المرأة العاملة في المدارس؟ وسألها أحد الحاضرين من الرجال، إذا أصبحت نائبًا في المجلس هل ستتفرغين لزوجك وللطباخ؟ هذه المرشحة قد تناست أن أكثر الموظفات لديهن خدمٌ ومن بين أعمال الخدم الطبخ. هناك القليل من المرشحين الذين تتناسب برامجهم ومؤهلاتهم لنيل مقعد البرلمان، فهناك أحد المرشحين ذو اختصاص في التشريع والرقابة الدستورية وله مؤلفات في هذه المواضيع التي تتعلق بالعمل الدستوري والبرلماني، فمثل هؤلاء الأشخاص يحتاجهم البرلمان كثيرًا ولا يحتاجون إلى البرلمان وتبعاته.
لا أدري لماذا هذه الكثرة من المرشحين والمرشحات، لا نختلف على وطنية أيٍ منهم، ولكن هل يعتقد كل هؤلاء المرشحين أو المرشحات للبرلمان بأنهم يصلحون أن يكونوا نوابًا؟ وإذا نجحوا هل يستطيعون أن يمارسوا دورهم التشريعي والرقابي بحرفية ومهنية؟ أم أنهم أو بعضهم دخل لأسبابٍ أخرى؟ هناك من هو أفضل من هؤلاء ويمتلكون الصفات التي تجعلهم نوابًا حقيقيين في البرلمان. نتمنى أن مَن ينجح من المرشحين وينال مقعده البرلماني أن يكون أهلاً لذلك، وليتذكر أنه قبل أن يكون نائبًا كان لديه برنامج انتخابي، فهل يا ترى سيعود إليه أو سيتذكره؟ أم سيكون البرنامج حبرًا على ورق؟ لن نعتب على أحد.. فالمرشحون قاموا بدورهم وترشحوا، ودورنا هو أن نختار من بينهم الأفضل والأكفأ، ومَن يجتهد في سعيه ينل ما يرضيه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية