العدد 2928
الخميس 20 أكتوبر 2016
banner
محنة أكتوبر!! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الخميس 20 أكتوبر 2016

بعد انتهاء فترة التوقف الإجباري للمباريات الدولية، عادت عجلة البطولات الأوروبية للدوران من جديد، وسط رغبة وانتظار لما سيؤول عليه مجرى هذه العودة الصعبة للفرق ولا سيما الكبيرة منها والتي تناطح للمنافسة على أكثر من جبهة.
العودة ستكون شاقةً للفرق المنافسة على مختلف الألقاب، إذ سيتحين عليها خوض سبع مباريات في ظرف أسبوعين فقط، وهي مدةٌ قصيرةٌ جدًّا قياسًا بعدد المباريات الكثير، وقد تطرأ فيها بعض الظروف العكسية التي قد تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على مسار هذه الفرق في مختلف المسابقات، كحدوث بعض الإصابات البدنية والعضلية للاعبين بسبب خوضهم لسلسلة من المباريات المتتالية في ظرف زمني قصير جدًّا، لذلك سيكون شهر أكتوبر وما تبقى فيه هاجسًا مخيفًا للمدربين، وكل أمنياتهم ستكون منصبة في أن يجتازوا محنة أكتوبر بسلام!!.
وفي ظل المتاعب الكثيرة التي سيواجهها المدربون وبسبب خشيتهم من تأثير الإصابات على حال فرقهم، سيكونون مضطرين لتطبيق مبدأ المداورة بين اللاعبين واستعمال أكبر قدر من اللاعبين وعدم الاعتماد على المجموعة نفسها في المباريات السبع القادمة، هذا إن أرادوا التفكير بما هو أبعد من اجتياز شهر أكتوبر العصيب.
بيد أن وضعيات الفرق تبدو متفاوتة وقد لا تكون فكرة المداورة مناسبةً لخططها وطموحاتها، فمحور التفاوت فيما بينها ينصب على مدى جاهزية وقوة دكة البدلاء القادرة على سد فراغ الخط الأساسي للفريق، ومن هذا المنطلق فإن المدرب الذي يمتلك دكة بدلاء قوية سيستطيع الحفاظ على توازن الفريق دون أن يختل كثيرًا، وبالتالي لن يتأثر وضعه كثيرًا، بينما المدرب الذي يعاني من توافر كمية اللاعبين لديه وفي نفس مستوى الجودة فإنه بلا شك سيتأثر كثيرًا في تحقيق طموحاته وتجاوز الصعّاب.
 الفرق الكبيرة لن تعاني كثيرًا في الأيام القادمة بسبب توافر الصف الثاني وبجودة لا تقل كثيرًا عن جودة الصف المعتمد، بينما الفرق التي تأتي بعدها ستواجه صعوبات كبيرة في الحفاظ على نسق الفريق وتوازنه، فمثلاً لن يعاني ريال مدريد أو برشلونة بقدر ما سيعاني اشبيليه مثلاً، ولن يعاني مانشستر سيتي كما سيعاني ليستر، ولن يتأثر يوفنتوس بنفس تأثير نابولي مثلاً!!.
وبالتالي، قد تنصب كل الأمور في صالح الفرق الكبيرة في التقدم بخطوة إضافية عن بقية المنافسين في صراع التنافس على الألقاب المحلية تحديدًا، وستكون مهيأة أكثر للمنافسة على البطولات الخارجية، وهذا ما يفسر دائمًا سبب تقدم الكبار عن البقية في سباق التنافس على الألقاب مع نهاية الموسم.
الخلاصة، أن ما تبقى من أكتوبر سيكون صعبًا على المدربين وعلى الفرق بشكل عام، في الوقت الذي سيكون ممتعًا لجميع المتابعين بكل المقاييس، فكل متابع يشجع أحد الفرق الكبيرة سيكون على موعد مع رؤية فريقه المفضل يلعب كل ثلاثة أيام.. وما أجمل ذلك!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية