العدد 2907
الخميس 29 سبتمبر 2016
banner
“زهايمر” كرة القدم!! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الخميس 29 سبتمبر 2016

مدرب المنتخب الأرجنتيني الفائز بكأس العالم 1978 سيزار مينوتي أثار جدلاً كبيرًا بعد تصريحاته الأخيرة التي أدلى بها لشبكة فوكس سبورت، عندما شكك في قدرات نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي، وذلك باعتقاده أنه لم يكن ليصل لهذه المكانة التي يحتلها الآن في الساحة العالمية لو لعب لنادٍ آخر غير برشلونة، موضحًا أن ميسي حظي باللعب بجانب العديد من النجوم الذين أظهروا موهبته وساعدوه على النمو كثيرًا حتى وصل لأوج عطائه!!.
مينوتي اعتبر أن ميسي لم يكن ليصل لهذه المكانة لو كان لاعبًا في ريال مدريد بفضل النجوم الكثيرة التي ساعدته على النمو، وذلك عندما بدأ مشواره باللعب مع تشافي وانيستا ورونالدينيو، ومؤكدًا أن كريستيانو رونالدو منافسه الوحيد كان ليصبح بمستوى ميسي أو أفضل لو حظي بفرصة اللعب مع تلك الأسماء اللامعة!!.
من الواضح جدًّا من تصريحات مينوتي أنه كان متحاملاً جدًّا على ميسي ووصل به الحال للتشكيك بقدراته ودهائه الكروي، قد يكون ما قاله صحيحًا بعض الشيء حول قيمة اللاعبين الذين لعبوا بجوار ميسي وساعدوه كثيرًا في إبراز مواهبه الساحرة وعبقريته المتناهية، لكن أن يقوم بالتشكيك بقدراته ويعتبر أن ميسي لم يكن ليسطع نجمه لو لم يلعب بتلك القاعدة الصلبة.. فهذا إنما يدل على أمرين لا ثالث لهما.. إما أن يكون مينوتي مختلاً عقليًّا وإما أن يكون مصابًا بمرض الزهايمر -عافانا الله وإياكم- وهو الأقرب للتصديق (الزهايمر؛ داءٌ يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته على التركيز مما قد يتسبب في إحداث تغييرات في شخصية المريض كأن يصاب بالهلوسة أو بحالة من حالات الجنون)!!.
سمعت مسبقًا الكثير من الأصوات التي تعالت وشككت في قدرات ميسي بكل جرأة لأنها كانت تعتقد كما يعتقد مينوتي اليوم أن النجوم هم من صنعوا ميسي وأنه دون اللعب معهم يتيه، فهذا كان يردد بأعلى صوته أن انيستا وتشافي هما السر في تألقه بفضل درجة تفاهمها معه وتقديمهما للدعم الكامل له داخل الملعب، وآخر كان يتساءل لماذا لا يسطع نجم ميسي مع منتخب الارجنتين (..) أليس ذلك بكافٍ على إثبات أن ميسي دون انيستا وتشافي هو لا شيء؟!!.
إليك هذا يا مينوتي ويا من تؤمن بما يعتقد.. صحيح أن انيستا وتشافي لعبا دورًا بارزًا في تألق ميسي من خلال فنياتهما العالية وبراعتهما في التمرير والتحرك داخل الملعب ولا ينكر أي عاقل أن البرغوث بلغ أوج ّعطائه عندما لعب بالقرب منهما دون أي تشكيك بذلك.. فميسي فاز بعدة ألقاب محلية وقارية وتحصل أكثر من مرة على جائزة الكرة الذهبية وعلى لقب الهداف محليًّا وأوروبيًّا عندما كان تشافي وانيستا يلعبان بجواره وبقمة عطائهما.. إلى هنا تبدو الأمور تسير بما يتمناه مينوتي ومؤيديه.. لكن ماذا حصل بعد ذلك؟.. تراجع مستوى تشافي ووجد نفسه حبيسًا لدكة البدلاء ولم يشارك إلا في دقائق معدودة إلى أن رحل عن برشلونة.. وانيستا أصيب بحالة من الهبوط المفاجئ في الأداء منذ مونديال البرازيل وإلى اليوم يعاني منه ولم يعد لاعبًا حاسمًا لبرشلونة كما كان العهد.. أليس بحسب منطقك الخاوي يا مينوتي أن ميسي من بعدهما يضيع ويخفت نجمه؟!!، إذن اسمع هذا.. موسم 2015 ميسي قاد برشلونة للفوز بخماسية تاريخية فريدة (الليغا، كأس الملك، دوري الأبطال، كأس السوبر الاوروبي، كأس العالم للأندية)، علمًا أنه توّج بلقب هداف دوري الأبطال وأحسن لاعب في أوروبا، وتوّج بلقب هداف كأس العالم للأندية في السنة نفسه، واختتم نجاحاته بالتتويج بجائزة الكرة الذهبية للمرة الخامسة في تاريخه.. وكل ذلك تحقق دون مساعدة من تشافي “الاحتياطي” وانيستا “المتهاوي”!!.
وفيما يخص فعالية ميسي مع المنتخب الأرجنتيني.. فيكفيه أنه أصبح الهداف التاريخي للتانغو عبر كل العصور متجاوزًا نجوم من أباطرة كرة القدم مثل باتيستوتا ومارادونا.. وهو أول من قاد الارجنتين لنهائي كأس العالم بعد اعتزال مارادونا عندما عجز الجميع.. ووصل مع منتخب بلاده لنهائيي كوبا أمريكا، ولكن لسوء الحظ خسرها كلها ولم يتوج بأي لقب مع التانغو.. ألا يكفي يا سادة أن يدخل ميسي في مقارنات علنية مع مارادونا أفضل من لمس المستديرة في الكرة الأرضية حول الأفضلية؟!!.. وهل بعد كل هذا لازلتم تشككون بقدرات هذا الساحر؟!!..يا للعجب!!
اختتم كلامي هذا بتوجيه النصح لمن لا يزال يشكك في قدرات ميسي كما وجهت نفس النصح مسبقًا لمن شكك في قدرات رونالدو.. عليك بمتابعة لعبة الكريكيت بدلاً من متابعة كرة القدم التي لا تفقه فيها شيء سوى أن الكرة دائرية الشكل!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .