العدد 2818
السبت 02 يوليو 2016
banner
عجز البرتغال.. وقمة ملتهبة بين الكبار! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
السبت 02 يوليو 2016

* ملك البرتغال الجديد
خطف النجم الصاعد ريناتو سانشيز كل الأضواء من النجم الأول كريستيانو رونالدو بعدما نجح في قيادة البرتغال للدور النصف نهائي بعد مساهمته في تسجيل هدف التعديل وهدف من الأهداف الترجيحية التي فازت بها البرتغال على بولندا.
نجومية سانشيز في اللقاء الثاني على التوالي أجبرت بعض الوسائل الإعلامية أن تكيل له المديح وذهبت لأن تشبهه بالنجم الهولندي السابق إدغار ديفيدز، ليس لوجود تشابه بينهما من حيث المظهر الخارجي ولون البشرة فحسب، إنما بسبب التشابه الكبير في أدائهما وأسلوبهما، فديفيدز كان محركاً رئيساً في وسط الملعب لمنتخب هولندا وللأندية التي لعبها في مشواره، إذ كان أول من يساند الخطوط الدفاعية وأول من كان يعطي المساعدة للخطوط الهجومية، وهذا ما يتوافر بالضبط في النجم الواعد ريناتو سانشيز.
البرتغال عجزت عن إنهاء الأمور في وقت المباراة الأصلي رغم أن ذلك كان ممكناً وبالتحديد بعد الانهيار البدني الذي عانى منه لاعبو المنتخب البولندي بعد منتصف الشوط الثاني، وربما كان سببه ذلك عدم جرأة المدرب البرتغالي سانتوس في إنهاء المباراة بالاعتماد على اللعب الضاغط هجومياً في أوقات المباراة الأخيرة لخشيته من فتح المساحات الخلفية أمام مهاجمي بولندا.
أما بولندا فأثبت مدربها آدم نافالكا أنه لا يمتلك الخبرة اللازمة في التعامل مع المباريات الإقصائية، إذ عاد لنفس الخطأ الذي وقع به أمام سويسرا في المباراة السابقة عندما لم يجهز الفريق بدنياً، كل الاستفادة التي جنتها بولندا من هذه المشاركة الشرفية أن ليفاندوفسكي نجح بتسجيل ثاني أسرع هدف في تاريخ بطولات اليورو ليس إلا!
البرتغال تعجز للمباراة الخامسة من تحقيق الفوز في الوقت الأصلي وهذا يدل على أن الفريق يلعب بلا شخصية كبيرة ولا يستطيع فرض أسلوبه مما يضعف حظوظه في إمكان الفوز باللقب!

* لقاء صعب المراس
لقاء إيطاليا وألمانيا اليوم لن يكون كباقي اللقاءات الأخرى التي لُعبت أو ستُلعب، فهذه المباراة تحظى باهتمام خاص جداً من وسائل الإعلام والمتابعين باعتبار أن الفائز من هذه المباراة قد تكون له الحظوظ الكبرى لاعتلاء منصة التتويج يوم 10 يوليو المقبل، فالآزوري بما قدمه أمام إسبانيا تحديداً، والمانشافت بما قدمه في آخر مباراتين، جعلهما يتقدمان بخطوة عن الجميع في سباق التنافس على اللقب الأوروبي!
من سوء حظ إيطاليا أن مدربها كونتي قد يكون مضطراً لمنازلة ألمانيا مفتقداً لبعض العناصر المهمة في الفريق والذين يعتمد عليهم كثيراً داخل الملعب، فحتى كتابة الخبر لا تبدو مشاركة كل من كاندريفا ودي روسي واردة؛ لعدم اكتمال شفائهما من الإصابة، وما يزيد الطين بلة أن بديل دي روسي تياغو موتا سيكون محروماً من المشاركة في المباراة بداع الإيقاف، لذلك قد يواجه كونتي بعض الصعوبات في حال غياب دي روسي، فومتا الوحيد الذي يلعب في مركز لاعب الارتكاز في قائمة البدلاء ولا يوجد من يعوضهما!
غيابات إيطاليا إن تأكدت ستعطي بعض الأفضلية لألمانيا للعبور من هذه القمة الكبيرة، فلن تكون الأعذار مقبولة للمدرب الألماني خواكيم لوف في حال أخفق أمام الطليان، وعلى العكس تماماً سيكون لكونتي بعض العذر في حال ودع البطولة، فليس سهلاً على أي مدرب أن يفقد لاعبين مؤثرين قبل البطولة ويعود ليخسر لاعبين مهمين في الفريق وهو في المراحل الحاسمة!
إيطاليا ستدخل لقاء اليوم بنفس الأسلوب الذي لعبته أمام إسبانيا، حيث اللعب بتوازن بين الدفاع والهجوم، أما ألمانيا فقد تدخل ببعض التحفظ ولن تندفع كثيراً للأمام، فالمدرب لوف من المؤكد أنه درس قوة إيطاليا في سرعة الارتداد واستغلال المساحات الفارغة، لذلك من المتوقع ألا تشهد مباراة اليوم أهدافاً كثيرةً خصوصاً أن قوة كل منهما تكمن في التنظيم الدفاعي.
لن أتحدث كثيراً  ما يردده الجميع حول العقدة الإيطالية التي لازمت ألمانيا في كل تاريخها، صحيح أن ذلك قد يكون دافعاً لإيطاليا أكثر بيْد أن ألمانيا قادرة على كسر هذه القاعدة وعدم الاستناد عليها كواقع لمباراة اليوم، فالألمان يمتلكون سجلاً ناصعاً في كسر العُقد واسألوا البرازيل عن ذلك!
 دائماً وأبداً يصعب في القمم الكبيرة منح أفضلية لمنتخب على حساب الآخر، وبعيداً عن أرجحية العقدة، ستكون هناك أفضلية نسبية جداً لألمانيا بسبب أن إيطاليا قد تعاني من بعض الغيابات ولا لشيء آخر، لكن يجب الوضع في الحسبان أيضاً أن إيطاليا جاءت لباريس بظروف صعبة وعرفت كيف تتعامل معها، وعلى إثر ذلك فهي قادرة أيضاً على التعامل مع الغيابات المزعجة وقادرة على كبح جماح أبناء هتلر!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .