العدد 2817
الجمعة 01 يوليو 2016
banner
أقوى مواجهات المشوار “البارد”! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الجمعة 01 يوليو 2016

* يورو مختلف
النسخة الفرنسية لبطولات كأس الأمم الأوروبية لا تبدو غريبة فقط من حيث نظامها الجديد الذي يُطبق لأول مرة في تاريخها بمشاركة 24 فريقاً بعد أن كانت المشاركات تقتصر على 16 فريقاً فقط، بل إنها كانت غريبة أيضاً في الآلية والطريقة التي سارت عليها المنافسات حتى اللحظة.
ففي السابق كان يبرز العديد من النجوم في كل البطولات تقريباً وقلما توجد بطولة لا يحدث فيها ذلك، وأعني توافر النجوم الذين يصنعون الفارق ويساهمون بفوز منتخباتهم بالألقاب، بيد أن الحال هنا قد تبدل نوعاً ما، فلم تكن المنتخبات المتأهلة للدور الثمن النهائي تعتمد على اللاعبين النجوم كما في السابق بل كانت طريقة لعبها تعتمد على الجماعية أكثر، ولذلك لم تبرز الأسماء الكبيرة في هذه البطولة حتى الآن ولم تظهر أسماء لامعة صنعت الفارق باستثناء بعض اللاعبين القلائل كالفرنسييّن باييه وغريزمان والويلزي غاريث بيل والايطالي بوفون!
ومن غير المتوقع أن يبرز أفضل اللاعبين الذين كان متوقعاً لهم البروز بشكل لافت، فرونالدو قبل مباراة بولندا (أمس)، ظهر بمردود سلبي نوعاً ما قياساً بكمية الأهداف التي يسجلها مع ناديه في كل موسم حيث لم يسجل سوى هدفين فقط في 390 دقيقة لعبها كاملةً، والألماني مولر لم يكن كذاك الهداف الذي عهدناه في كل البطولات الكبيرة التي لعبها سابقاً وصار يقدم مستويات أقل بكثير في هذه البطولة تحديداً، والبولندي ليفاندوفسكي الذي راهن عليه النقاد لأن يكون واحداً من أبرز هدافّي البطولة بدا عاجزاً عن التسجيل في الأربع مباريات التي سبقت البرتغال، والفرنسي بوغبا الذي كانت كل آمال فرنسا معقودة عليه ليقود الديوك نحو التتويج باللقب، بيد أن نجومية باييه وغريزمان طغت على نجوميته ولم يعد الجمهور الفرنسي يعيره ذاك الاهتمام، وغيرهم من النجوم الآخرين الذين ظهروا بمستوى مخيب للآمال!
وأعتقد أن أسباب ذلك كثيرة لكن من الممكن إيجازها في أن الطريقة الدفاعية المبالغة التي اعتمدتها أكثر من نصف المنتخبات التي شاركت منذ الدور الأول لعبت دوراً كبيراً في خفت بريق نجوم البطولة لاسيما المهاجمين منهم!

* الحلم والواقع
مما لا شك فيه أن المباراة الثانية في الدور الثمن نهائي لليورو التي ستجمع بين بلجيكا وويلز اليوم ستكون المواجهة الأقوى والأبرز في المشوار "الأسهل" الذي سيصطدم فيه الفائز منها بالمتأهل من بولندا والبرتغال في الدور النصف نهائي المقبل.
المنتخب البلجيكي قدم أقوى عروضه في البطولة على الإطلاق عندما اكتسح المجر برباعية نظيفة وكانت هي النتيجة الأعلى بين كل المباريات، المدرب فيلموتس يبدو أنه توصل أخيراً للتركيبة المفقودة التي كان يبحث عنها بعد إجرائه العديد من التغييرات في التشكيلة الأساسية التي بدأت لقاء إيطاليا الأول، وقام كذلك بتغيير إستراتيجيته وتكتيكه من خلال منح بعض المهمات الجديدة للاعبي الوسط تحديداً على صعيد سرعة التحول الهجومي، بالمجمل العام، ما ميز المنتخب البلجيكي كثيراً هو تطوره من مباراة إلى مباراة وهذا ما يدعو إلى أنه سيستمر في تطوره في صدامه مع ويلز.
أما ويلز فإنها تريد أن تلامس التاريخ مجدداً عبر بوابة بلجيكا بعد تأهلها لأول مرة لهذا الدور المتقدم الذي يحسب كالإنجاز لمنتخب خافت الصيت، المدرب كولمان يأمل في أن يواصل النجم بيل تألقه في هذه البطولة ويتمكن مجدداً من اختراق الحصون البلجيكية ويستمر في مساهمته في تسجيل وصنع الأهداف الويلزية بعد أن ساهم في70 %‏ من أهداف فريقه في البطولة.. ما يحسب لكومان أنه نجح في أن يقود الفريق ليلعب بتوازن متقن بين الخطوط الثلاثة، والنتيجة كانت أن ويلز أصبحت قوية هجومياً ودفاعياً.
من المتوقع أن تلعب ويلز بنفس السيناريو الذي لعبته أمام إنجلترا عندما اعتمدت على إغلاق دفاع المنطقة واللعب على الهجمات المرتدة في الوقت الذي ستعتمد بلجيكا على الاستحواذ ولعب الكرات القصيرة والعرضية، ومن المستبعد أن تنتهي مباراة اليوم سلبية في وقتها الأصلي، فالمنتخبان يعتبران الأقوى هجومياً من بين الثمانية المتأهلين.
باعتقادي الشخصي أن بلجيكا ليست مفضلة لتجاوز ويلز فحسب بل أعتقد أنها ستكون المفضلة للتأهل للنهائي، فهي الأقوى من بين الأربعة في مشوارها وإذا ما سارت جميع الظروف في صالحها قد تلعب النهائي الثاني لها في تاريخها بعد نهائي 1980، لكن هذا لا يمنع من التنويه إلى أن الحلم الويلزي أصبح كبيراً وربما لن يتوقف عند بلجيكا، فويلز تريد أن تصنع تاريخاً كذاك التاريخ الذي صنعته اليونان ومن قبلها الدنمارك! أتوقع شخصياً أن الفائز من مباراة اليوم سيكون المفضل للوصول للنهائي!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية