العدد 2816
الخميس 30 يونيو 2016
banner
معركة هادئة بين”ليفا” وابن ماديرا!! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الخميس 30 يونيو 2016

تبدأ اليوم أولى مباريات الدور الثمن نهائي لبطولة كأس أوروبا المقامة في فرنسا بلقاء وحيد يجمع بين البرتغال وبولندا، حيث لن تشهد هذه المرحلة إقامة أكثر من لقاء في اليوم الواحد، كما كان الحال في المراحل السابقة إلى حين الوصول للمباراة النهائية.
وقبل الخوض في تفاصيل هذه المباراة وبيان نقاط ضعف وقوة كلا المنتخبين، لابد أن تكون لنا وقفة سريعة على أبرز ما أفرزته مرحلة دور الـ 16 للبطولة.

* الأقوى والأضعف
المنتخبات الثمانية التي تأهلت من الدور الثمن النهائي معظمها كانت الأجدر والأحق لذلك، والمفاجآت لم تكن حاضرة فيها حتى لو أن البعض ذهب لاعتبار إقصاء انجلترا على يد آيسلندا على أنها مفاجأة مدّوية هزت كل أركان باريس، على الرغم من أنني شخصياً أخالف ذلك، وأعتبر خروج الإنجليز أمرا مفروغا منه قياساً بالمستويات الباهتة التي قدمها الاُسود الثلاثة في المرحلة الأولى!
اتفق أغلب النقاد والمتابعين على أن المنتخب الإيطالي كان الأبرز في هذه المرحلة؛ نظراً للأداء الرجولي والقوي جداً الذي قدمه الآزوري أمام إسبانيا ووضع حداً لسيطرتها على بطولات اليورو بعد احتكار آخر لقبين، ومن ثم جاء المنتخب الألماني في التصنيف بعد مردوده الكبير أمام سوفاكيا وفوزه بنتيجة ساحقة، في حين أن المنتخبين الفرنسي والبلجيكي يأتيان بعد إيطاليا وألمانيا في التصنيف الأقوى، صحيح أن بلجيكا فازت بأعلى نتيجة في البطولة وقدمت اداءً قوياً، بيد أن المجر لا يمكن أن تكون قياساً فعلياً لكشف مدى جاهزية وقوة أي منتخب منافس في البطولة، فالمجر بالكاد وصلت لنسخة فرنسا ولم تكن مطالبة بفعل أكثر من ذلك!
ويلز من الصعب تصنيفها في هذه القائمة من بين المنتخبات الاقوى أم الأضعف، نعم هي حققت نتائج رائعة وسجلت العديد من الأهداف، بيد أنها لم تواجه منافساً حقيقياً في المراحل السابقة، فروسيا وسلوفاكيا وإيرلندا الشمالية، ليست بتلك المنتخبات القوية، والتي في الأساس في مستوى ويلز ولا تختلف عنها كثيراً.
أما بولندا، فإنها تتفوق على البرتغال وآيسلندا في المراتب الأخيرة، فهي كانت نداً منافساً لألمانيا وظهرت قوية جداً على صعيد التنظيم الدفاعي، بينما ما قدمته آيسلندا يستحق الثناء خصوصاً بعد إقصائها انجلترا، ويكفيها أنها في أول مشاركة لها في اليورو لم تخسر بعد أي مباراة، وأخيراً البرتغال التي تأتي في المركز الأخير في التصنيف “الاستثنائي”، حيث لم تقدم أي فنيات أو لمحات تكتيكية في كل المباريات الأربع التي خاصتها، وحتى فوزها على كرواتيا جاء متأخراً جداً وبأسوأ مستوى ممكن أن يقدمه اي منتخب في ضواحي فرنسا!

* آمال الدّون
كسب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو احترام عشاق ومتابعي كرة القدم حول العالم بعد الروح الرياضية الكبيرة التي أظهرها تجاه منافسه الأول وخصمه اللدود ليونيل ميسي بعد أن واساه على خسارته مع الأرجنتين نهائي الكوبا ودعاه لعدم الاعتزال والعدول عن القرار الذي اتخذه، رغم أن البعض كان من الممكن أن يعتقد أن رونالدو سيكون أول الشامتين بإخفاق الليو؛ نظراً لحدة التنافس بينهما! فترفع القبعة لابن ماديرا على هذه اللفتة الرائعة.
رونالدو لا يأمل أن يسير على خطى ميسي، ويخفق مجدداً في قيادة البرتغال للذهاب بعيداً في البطولة ومحاولة المنافسة على اللقب، لذلك يأمل في مواجهة بولندا اليوم أن ينجح منتخبه في البقاء في البطولة لفترة أطول، وانتظار ما يمكن أن يفرزه القدر المنتظر، رغم ان “الدّون” يدرك جيداً ان ما قدمته البرتغال في الأربع مباريات السابقة لا يشفع لها لأن تكون جاهزة لصنع الحدث في النسخة الفرنسية!
بولندا لم تتأهل بجدارة كاملة لهذه المرحلة واحتاجت للحظ لكي تحسم موقعتها بنجاح أمام سويسرا التي كانت الأفضل، ولكن ما أعجبني في هذا المنتخب هو إتقانه اللعب بتنظيم دفاعي عال صنعه المدرب آدم نوالكا، وقد تظهر ملامحه الكاملة اليوم أمام رونالدو وبقية الرفاق، في الوقت الذي لم يكن في الموعد حامل آمال بولندا ليفندوفسكي وظهر بشكل مخيب للغاية!
رغم أن المعطيات تشير لتفوق بولندا النسبي على البرتغال إلا أن البرتغال تمتلك الخبرة في التعامل مع الأدوار الحاسمة أكثر من بولندا، لذلك ستبقى احتمالية فوز كل منهما متناصفة دون أفضلية مطلقة!
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية