العدد 2782
الجمعة 27 مايو 2016
banner
قراءة في نهائي “الأبطال”!! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الجمعة 27 مايو 2016

* لعنة السانسيرو 
سيُصاب عشاق الفريق الملكي ريال مدريد بالإحباط لو علموا بعض الحقائق المتعلقة بملعب السان سيرو، الملعب الذي سيحتضن نهائي دوري الأبطال بين الريال والاتلتيكو يوم السبت القادم، وكيف أن هذا الملعب يشكّل عقدة ولعنة للنادي الملكي طوال تاريخه المدجج بالألقاب!!.
فلك أن تتخيل يا عاشق المرينغي، أن ريال مدريد زار هذا الملعب 14 مرة، ولم يحقق فيها أي فوز أمام كل الفرق التي واجهها هناك، علمًا بأن السان سيرو هو أكثر ملعب زاره مدريد أوروبيًّا في تاريخه، وفي دوري الأبطال تحديدًا لعب ريال مدريد على ملعب السان سيرو 11 مباراة (7 ميلان، 4 الانتر) وعجز عن الفوز فيها كلها، فاكتفى بثلاثة تعادلات مقابل 8 هزائم تكبدها من قطبي ميلانو، وكانت إحدى هذه الهزائم تلك التي انحنى فيها الفريق الملكي لأكبر خسارة أوروبية في تاريخه عندما تجرّع مرارة الهزيمة على يد ميلان بخماسية نظيفة!!.
لعنة السان سيرو لم تتوقف عند تاريخ النادي فحسب، بل امتدت لتكون لعنة على بعض اللاعبين أيضًا، فنجم الفريق الاول كريستيانو رونالدو زار هذا الملعب أربع مرات، لم يتمكن خلالها من الفوز ولم يحقق أي هدف أيضًا، ومدرب الفريق الحالي زين الدين زيدان أيضًا كانت خيبته كبيرة في ملعب السان سيرو، إذ عندما كان لاعبًا ليوفنتوس زار هذا الملعب تسع مرات ولم يتمكن إلا من الفوز بمباراة واحدة فقط وسجل فيها هدفا من أهداف فريقه الستة آنذاك!!.
بكل تأكيد لا تعني شيئًا هذه الإحصاءات ولن تؤثر معطياتها على النتيجة النهائية التي ستشهدها معركة السان سيرو، فمن الممكن أن ينتصر ريال مدريد بلقب الكأس وينتصر لكسر هذه العقدة التي لازمته طوال تاريخه العريق، بيد أن مثل هذه الارقام قد تصيب الفريق بالإحباط ولا تجعله متفائلاً بدرجة كبيرة برفع الكأس ذات الاذنين للمرة الـ11 في تاريخه!!.
* الفارق بين لشبونة والسان سيرو
النهائي الذي سيجمع بين الريال والاتليتكو يعتبر النهائي الثاني الذي يجمع الفريقين بعد نهائي لشبونة الذي فاز فيه الريال في الوقت الإضافي وأحرز لقبه العاشر الذي طال انتظاره عام 2014، لكن ما الذي سيختلف في نهائي سان سيرو عن نهائي لشبونه؟.
نهائي لشبونه كان الأول لاتليتكو مدريد منذ سنوات طويلة للغاية، وبالتالي لم يكن الفريق يمتلك الشخصية القوية لمقارعة سيد هذه البطولة وأبرز من يلعب نهائياتها ريال مدريد، الروخي بلانكوس لم يكن مهيأً حينذاك ذهنيًّا وديناميكيًّا لرفع الكأس الاوروبي الذي يحتاج لفريق ذي شخصية قوية كما هي شخصية الريال، لذلك كانت الامور كلها تسير لصالح فوز الريال بالبطولة وهذا ما تحقق فعليًّا رغم المعاناة التي أذاقها اياه اتليتكو مدريد في اللقاء.
أما في نهائي سان سيرو فكل المعطيات الآنفة الذكر تغيرت، فأتليتكو مدريد اكتسب خبرة أكبر في التعامل مع المباريات الكبيرة في الشامبينزليغ وأصبح يمتلك الكاريزما المطلوبة للفرق الكبيرة ذات الصيت العالي في اوروبا، ويتضح ذلك من خلال نجاحه في إقصاء ابرز المرشحين للقب برشلونة والبايرن على التوالي، لذلك فإن اتليتكو 2016 سيكون مختلفًا تمامًا عن اتليتكو 2014 من حيث قوة الشخصية والخبرة المكتسبة.
وعلى صعيد الاستقرار الفني للفريقين، فإن سيميوني الذي قاد اتليتكو لنهائي لشبونة هو نفسه سيميوني الذي يقود الفريق لنهائي السان سيرو بنفس الكفاءة والاقتدار دون أن يتغير شكل الفريق ودون ان يختل اتزانه على الرغم من فقدان الفريق للعديد من العناصر المهمة خلال هاتين السنتين، وهذا ما يؤكد قيمة سيميوني الكبيرة جدًّا، في مقابل حالة من المد والجزر شهدها المقعد الفني لريال مدريد منذ نهائي لشبونه إلى نهائي سان سيرو، فمن انشيلوتي “رجل العاشرة” إلى بينيتيز المقال وصولاً بزيدان وحالة الاستقرار، وهذا ما أثر كثيرًا على شكل ريال مدريد عندما أحرز “العاشرة” وشكل الريال الحالي، فعدم الاستقرار الفني دائمًا ما يؤدي لنتائج عكسية على أي فريقٍ كان.
والاستقرار الفني بكل تأكيد يساعد في الحفاظ على نفس المنهجية والفلسفة للفريق حتى لو تبدلت الأسماء وتغير جلدها، وهذا ما يتحقق في الاتليتكو الذي فقد الكثير من اللاعبين المهمين الذين كانوا حاضرين في نهائي لشبونه ولم يتغير شكله ولم يتأثر، في المقابل فإن انشيلوتي عندما أحرز العاشرة كان يمتلك العديد من الأوراق الرابحة التي ساهمت في إحراز اللقب آنذاك ولم تعد تتوافر الآن وأعني بذلك ورقتي دي ماريا وشافي الونسو تحديدًا اللتين لعبتا دورًا كبيرًا في تتويج الملوك باللقب العاشر، وبسبب حالة عدم الاستقرار صار لابد من تعويض هذه الغيابات المؤثرة بتغيير المنهجية التي كان يعتمد عليها الفريق!!.
هذه كانت نظرة سريعة على وضعية الفريقين قبل اللقاء المرتقب، ويتضح منها التفوق النسبي في أرجحية فوز اتليتكو مدريد باللقب القادم دون الوضع في الاعتبار لغة التاريخ ومدى تأثيراتها على نتيجة المباراة النهائية دون ان يكون لهذه الفوارق أي قيمة وحسبان!!.

* تفاؤل وخوف
مؤشرات أخرى تزيد من أفضلية اتليتكو للتتويج باللقب الاوروبي، فدرجة التفاؤل والخوف قبل اللقاء تقودنا لجاهزية الفريقين ذهنيًّا ومعنويًّا لخوض اللقاء، فشتان بين تصريح سيميوني الذي أكد فيه رغبته الكبيرة بالتتويج باللقب الاوروبي دون أن يكون هناك عائق يمنعه من التفكير بذلك، وبين تصريح زيدان الذي بدى وكأنه يمهد الطريق لجماهير المرينغي بتقبل فكرة الخسارة عندما قال إن موسم الريال سيكون ناجحًا حتى لو لم يفز بالكأس ذات الاذنين!!.
واضح جدًّا أن زيدان لا يمتلك الثقة اللازمة ولا الإيمان الكامل بفريقه بعكس سيميوني الذي كان واثقًا من إمكانات فريقه، وهذا مؤشر إيجابي سيصب في مصلحة الروخي بلانكوس..الروح المعنوية والثقة بالنفس!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .