العدد 2678
السبت 13 فبراير 2016
banner
قمــة الحســم! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
السبت 13 فبراير 2016

عشاق الكالتشيو الإيطالي سيكونون على موعد مهم جداً مساء اليوم عندما يتصادم نابولي متصدر الدوري مع يوفنتوس ثاني الترتيب على ملعب يوفنتوس ستاديوم بتورينو في لقاء قمة سيحدد إلى شكل كبير ملامح البطل مع البدأ في العدد التنازلي لجولات النهاية.
هذه المباراة ستكون مختلفة عن كل المباريات السابقة؛ لأن للمرة الأولى منذ أربع مواسم فائتة تأخذ مباراة في الكالتشيو هذا الزخم الإعلامي بعدما بسط اليوفي هيمنته الكاسحة لأربع مواسم وتوج بها باللقب بسهولة مطلقة دون أن يكون هناك منافس حقيقي له يصارعه على خطف لقب الدوري، ويتضح ذلك جلياً من خلال فوز اليوفي بإحدى البطولات الأربع دون خسارة أو بوصوله لـ 102 نقطة من أصل 114 نقطة متاحة في بطولة أخرى!
نابولي هذا الموسم يختلف عن نابولي في كل المواسم السابقة ويعيد بالأذهان لنابولي مارادونا الذي أبدع وصال وجال وحقق لقب الدوري بكل جدارة واستحقاق آنذاك (1990)، بل وبلغة الأرقام والإحصاءات، نابولي هيغواين أصبح يتفوق على نابولي مارادونا نفسه سواءً من حيث تسجيل حالات الفوز أو من حيث عدد الأهداف المسجلة وفي حال نجح في خطف لقب الدوري هذا الموسم، فإن ذلك سيمثل مفاجأة مدوّية للأوساط العالمية، كما كانت مفاجأة نابولي مارادونا عندما أبهر الجميع بمستواه وببطولاته، وبكل تأكيد هذا يحسب للمدرب الإيطالي ماوريسيو ساري الذي نجح في خلق منظومة جماعية قوية تمتاز بقوة الهجوم وقدرتها على إحداث التوازن الدفاعي في آنٍ واحد، فما يقدمه نابولي هو نتاج عمل مدرب، وليس من باب الصدفة كما يعتقد البعض!
أما يوفنتوس، فأثبت مما لا يدع مجالاً للشلك أنه فريق كبير ولا يعتمد على أسماءٍ بعينها لصنع تاريخه الحافل بالإنجازات، فبعد بداية سيئة عبثت بتاريخ النادي العريق بسبب فقدان عناصر مهمة ومؤثرة، هاهو البيانكونيري يعود إلى وضعه الطبيعي منافساً رئيساً على لقب الكالتشيو، اللقب المحبب له، ويعود الفضل في ذلك لمدربه القدير ماسيمليانو أليغري الذي برهن للجميع عن مدى إمكاناته التدريبية العالية المستوى وبصماته الواضحة على أداء الفريق منذ الموسم الماضي الذي كان استثنائيا للسيدة العجوز بكل المقاييس، فإليغري يعرف تماماً كيف يظهر أفضل إمكانات لاعبيه ويعرف كيف يوظفها لصالح الفريق، وأصبح اليوفي بعهده متوازناً بشكل كبير بين الهجوم والدفاع، فيسجل أهدافاً كثيرة ولا يستقبل العديد منها!
أغلبية النقاد والمحللين يعتقدون أن مباراة اليوم في حال وجود فائزاً فيها، فإنها قد تُحسم بتفاصيل صغيرة جداً من خلال مهارة بعض اللاعبين أو استغلالاً لبعض الهفوات الصغيرة التي ربما يرتكبها دفاع الفريقين، خصوصاً إذا ما وضعنا في الاعتبار أن كلا الفريقين يمتلكان الهداف البارز القادر على صناعة الفارق، فهجوم نابولي يقوده هيغوايين بكل اقتدار من خلال تسجيله في جل المباريات التي خاضها وأمام كل الفرق تقريباً واقترب من تحطيم أرقاماً قياسية كانت صامدة لسنوات طويلة، في الوقت الذي بات الأرجنتيني الآخر ديبالا هو صانع الفرح لعشاق الجماهير البيانكونيرية وبفضل أهدافه الحاسمة ومهاراته العالية دخل قلوب العشاق سريعاً و بالسيناريو نفسه الذي دخل فيه الملك الأسبق ديل بيرو قلوب العشاق والمحبين إبان بداياته، لذلك الفريق الذي سيكون خط دفاعه أقوى في المباراة ولا يرتكب الأخطاء هو الذي سيجني النقاط المباراة كاملةً لو افترضنا أنه يجب أن يكون هناك فائز فيها!
من وجهة نظري المتواضعة جداً، أعتقد أنه من الصعب أن تنتهي المباراة بالتعادل؛ نظراً لاعتبارات عدة، فمواجهات الفريقين في آخر المواسم لم تسفر إلا عن مباراة واحدة انتهت بالتعادل، كما أن الدافع لدى الفريقين في المباراة سيلعب دوراً كبيراً في تحديد الفائز منها، فساري يدرك جيداً أنه في حال فاز في المباراة، فإن ذلك يعني ابتعاد فريق الجنوب عن بفارق خمس نقاط عن اليوفي، وهو ما بعني لدرجة كبيرة الاقتراب من تحقيق الحلم. أما فريق السيدة العجوز لن يجد فرصة أفضل من هذه للإطاحة بالمنافس الأول والوحيد له على لقب الكالتشيو مما يمكنه لتصدر الدوري للمرة الأولى هذا الموسم ومن ثم قد يفتح الطريق أمامه للحفاظ على اللقب للمرة الخامسة على التوالي!
الكثيرون يؤمنون أن الفائز من مباراة اليوم قد يكون الأقرب للفوز بالدوري على الرغم من تبقي جولات ليست قليلة على الختام، وأعتقد وبحسب وجهة نظري المتواضعة أن اليوفي في حال فاز بالمباراة وتمسك بالصدارة، فلن يستطيع أحد أن يزيحه من مكانه حتى النهاية؛ نظراً لامتلاك الفريق للعقلية اللازمة في البقاء على القمة في أحلك الظروف. أما نابولي وإن فاز باللقاء، فلا يمكن الجزم على قدرته على المحافظة على قمة العرش حتى خط النهاية، فالفريق الأزرق لا يمتلك عقلية السيدة العجوز نفسها، ولا يملك "النفَس المطلوب" لخطف لقب الدوري!
كلا الفريقين يمتلكان الأسلحة اللازمة للفوز على الآخر، لكن أعتقد أن يوفنتوس سيكون الأقرب للفوز بالمباراة خصوصاً في حال عرف اليغري كيف يتعامل مع ظروف الغيابات المرصعة في قائمته، وبغض النظر عما ستؤول إليه نتيجة المباراة النهائية، إلا أنه بكل تأكيد سيكون ممتعاً وسيعكس الصورة الحقيقية لتطور مستوى الكالتشيو هذا الموسم.
قبل الختام تذكروا ذلك جيداً .. أن فاز اليوفي باللقاء كما يتوقع أغلب النقاد والمحللين، فإن ذلك سيعني لدرجة كبيرة حسم لقب الكالتشيو!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .