العدد 2552
السبت 10 أكتوبر 2015
banner
إنها تُمنح للبقرة التي تدر الذهب!! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
السبت 10 أكتوبر 2015

فاجأ الاتحاد الدولي لكرة القدم جميع الأوساط الرياضية عندما قام باستبعاد اسم الحارس المخضرم الكبير لويجي بوفون حارس المنتخب الإيطالي ونادي يوفنتوس من القائمة النهائية المرشحة لنيل جائزة كرة الفيفا الذهبية التي تُمنح لأفضل لاعب في العالم للموسم المنصرم والتي ضمت 59 لاعبًا.
قبل الخوض في تفاصيل هذه القائمة والحديث بإسهاب عن استبعاد “العنكبوت” منها، لابد لنا أن نشير إلى أن جائزة الكرة الذهبية كانت -ولازالت- وستستمر في نقاش جدلي طويل يصعب الاتفاق عليه بسبب عدم وجود آلية واضحة يتم من خلالها اختيار اللاعب المستحق للجائزة،حيث إن النظام الحالي المتبع للاختيار لا يخضع لأي معايير واعتبارات تنصف اللاعب الفائز بالجائزة، إنما واقعيًّا يعتمد على أهواء وعواطف قادة “كباتن” المنتخبات والمدربين للاتحادات الكروية المنضوية تحت مظلة الفيفا والمقدرة بـ209 اتحاد معتمد حول العالم، ولا يقيدهم معيار حقيقي للاختيار الصائب والمستحق، بمعنى أدق إن عملية الاختيار للاعب الفائز بالجائزة تعتمد على نتائج التصويت التي سيصوت لها كل كابتن ومدرب وصحفي من كل بلد معتمد كرويًّا في سجلات الاتحاد الدولي، ولا يقيد المصوتين أيُّ معيار واضح للتصويت كضرورة فوز اللاعب ببطولة ما مع ناديه أو منتخب بلاده مثلاً ومدى تأثيره في صنع الإنجازات، لذلك تكون نتائج التصويت في الغالب تذهب للاعب الأكثر شعبية وذي الصيت العالي بين الجماهير حتى وإن كان لا يستحقها!
نعود لكارثة استبعاد بوفون من القائمة، كيف يتم إبعاد لاعب من بين الأفضل في العالم، وهو الذي كان عنصرًا مؤثرًا وساهم باحتفاظ فريقه بلقب الدوري للمرة الرابعة على التوالي وفوز فريقه بلقب الكأس المحلية بعد صيامٍ دام لعشرين عام بالتمام والكمال، بالإضافة لقيادته السيدة العجوز للتأهل للمباراة النهائية لبطولة دوري الأبطال بعد غياب طويل. هل يتقبل المنطق أن يتم إبعاد أفضل حارس في أوروبا الموسم الماضي بشهادة الاتحاد الأوروبي الذي اختاره ضمن تشكيلة الموسم الماضي لدوري الأبطال من قائمة أفضل اللاعبين في العالم؟، لا يمكن تقبل أي عذر لإقصاء بوفون من القائمة سوى أن اسمه ربما سقط سهوًا ولا غير ذلك!
ولو افترضنا جدلاً عدم أحقية بوفون في التواجد بين نجوم العالم، يا ترى كيف تمت عملية اختيار الحراس الآخرين ليحلوا مكانه في قائمة الـ59 لاعبًا. ما هو الأساس الذي تم عليه اختيار حارس الارسنال اوسبينا وهو الذي عجز عن المحافظة على نظافة شباكه لأكثر من نصف المباريات التي لعبها وتلقى العديد من الأهداف السهلة. ولماذا تم إقحام اسم الحارس دي خيا الذي ذاق الأمرين مع فريقه الموسم الماضي وبالكاد نجح في الحصول على المركز الرابع في الدوري. أليس حارس تشيلسي كورتوا هو ذاك الذي كان سببًا رئيسًا في خروج فريقه مبكرًا من دوري الابطال أمام باريس سان جيرمان بسبب أخطائه الفادحة في لقاء العودة، شخصيًّا لم اقتنع إلا بتواجد الألماني نوير فقط لينافس بوفون على التربع على عرش الحراسة في العالم!
نوير، اوسبينا، دي خيا، كورتوا وبرافو.. القائمة التي دخلت التاريخ من أوسع الأبواب لأنها القائمة الوحيدة لحراس المرمى التي لا يدّون من بينها اسم بوفون.. أعظم حارس في تاريخ كرة القدم والوحيد الذي مُنح رسميًّا كأس الحارس الأفضل في القرن!
وحتى لو تم غض البصر عن حراس المرمى المختارين للقائمة وتمعنا في أسماء اللاعبين الآخرين سنجدها أيضًا مشكوك في أحقيتها بالتواجد بين الكبار في العالم لأنها بعيدة عن لغة المنطق التي يتقبلها العقل السليم.. فما هو المعيار الذي تم على أساسه وضع اسم مهاجم السيتي بوني مع بقية الأسماء اللامعة.. هل يعلم بلاتر أن بوني فشل في تسجيل أي هدف مع السيتيزينز في أي بطولة كبرى! وهل يعلم القائمون على الاختيار أن لاعب الانتر ميديل “الذي لا يعرفه جيدًا إلا عشاق الانتر فقط” لعب أغلب مبارياته مع النيراتزوري بمستويات مخيبة! وماذا سيكون رأي المصوتين باللاعبين التالية أسماؤهم، اوكازاكي، اتسو، سون ولونغو.. هل سيميز المصوتين أن هذه أسماء للاعبين وليست لعلامات تجارية حديثة لأجهزة كهربائية؟
مهما تغيرت الاسماء ومهما تبدلت الوجوه، الفائز سيكون معروفًا حتى لو تم تقليص القائمة لثلاثة لاعبين فقط، فرونالدو وميسي سيتنافسان على المركزين الأولين كما جرت العادة منذ 2008 حتى آخر جائزة ولن يستطيع أي لاعب الإطاحة بهما من العرش الكروي مهما قدم من مستويات وحقق من إنجازات.. نعم هما الافضل في العالم دون منازع وبكل تأكيد يستحقان الفوز بالجائزة لكن كلاهما فازا بالجائزة سابقًا دون أن يستحقاها، فميسي تحصل على الكرة الذهبية عام 2010 ولم يكن يستحقها، حيث تم إجحاف حق الهولندي شنايدر آنذاك عندما قاد الانتر لخماسية تاريخية ومنتخب بلاده لنهائي كأس العالم في نفس الموسم، ورونالدو الذي تمت مجاملته عام 2013 على حساب لاعب البايرن الفرنسي ريبيري الذي قاد فريقه لخماسية تاريخية أيضًا!
خلاصة الكلام، في ظل تواجد لاعبين بحجم ميسي ورونالدو على الساحة الكروية، يصعب جدًّا أن تفلت الجائزة الذهبية منهما، بسبب شعبيتهما الجارفة حول العالم والتي وضعتهما ليكونا ثروة اقتصادية رهيبة تدر العوائد المالية الكبيرة لجهات الاستثمار باسميهما!
وبعيدًا عن ذلك، فإن الحفل الذي سيقام في فبراير القادم في مدينة زيورخ سيشهد تتويج الساحر ليونيل ميسي بجائزة الكرة الذهبية للمرة الخامسة في تاريخه وهو دون أدنى شك يستحقها بكل جدارة بعد قيادته لفريقه برشلونه بالتتويج بأربع بطولات محلية واوروبية بالإضافة لتوقع فوز فريقه بلقب كأس العالم للأندية في ديسمبر القادم.

*تصريح تاريخي
فرانشيسكو توتي “الكرة الذهبية؟ إنها تُمنح للبقرة التي تدر للفيفا الأموال”!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .