العدد 2453
الجمعة 03 يوليو 2015
banner
العالم تحت المجهر (6) علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الجمعة 03 يوليو 2015

*كوبا أميركا
كما كان متوقعاً، نجح كل من المنتخبين التشيلي والأرجنتيني من التأهل للمباراة النهائية، والتي ستقام غداً بعد فوز صاحب الأرض والجمهور على منتخب البيرو في لقاء جميل شهد الكثير من الإثارة والندية رغم تعرض المنتخب البيروفي لحالة طرد مبكرة بعد تدخل مدافعه العنيف، واكتساح المنتخب الأرجنتيني البراغواي بسداسية مهينة قد تطيح برأس المدرب الأرجنتني دياز بعد أن كانت كل التوقعات تشير إلى أن المباراة ستكون معقدة على التانغو بعد المستويات اللافتة التي قدمها منتخب البارغواي في البطولة، حيث ظهر بتنظيم عال بين الدفاع والهجوم، لكن ثمة متغيرات غير واضحة المعالم أدت لانهيار المنتخب البارغواني أمام الأرجنتين وتعرضه لهذا السقوط المهين في نتيجة قاسية لا تعكس واقع المنتخب الأحمر والأزرق!
ورغم أن الأرجنتين سجلت ستة أهداف كاملة في اللقاء، إلا أن لم يكن لميسي - أفضل لاعب في العالم- أي نصيبٍ فيها في وضع لا يبدو اعتيادياً بالنسبة للبرغوث الأرجنتيني الذي اعتاد عليه الجميع بأنه ماكينة أهداف لا تعتل ولا تتوقف عندما يرتدي قميص برشلونة كما جرى في الموسم المنصرم، وعلى ما يبدو أن ميسي قد تقمص دور صانع الألعاب أكثر من مهمته الرئيسة، وهي تسجيل الأهداف بسبب صناعته لأكثر من هدف للأرجنتين في البطولة! ميسي رغم تألقه حتى الآن في هذه البطولة، إلا أن ثمة حقائق لا يمكن التغافل عنها، ويجب الوقوف عندها، ميسي لا يبدو في أفضل حالاته مع التانجو قياساً بما كان يقدمه مع برشلونة في الموسم الماضي، نعم ربما تكون طريقة اللعب مغايرة ونوعية اللاعبين مختلفة في برشلونة عن المنتخب الأرجنتيني، لكنني في الواقع لا أتحدث عن الأمور التكتيكية والفنية بقدر ما أركز على مسألة الثقة بالنفس التي تنقص ميسي مع الأرجنتين، وهذا السبب الرئيس في تراجع مستواه الحقيقي، ميسي عندما يرتدي قميص البلوغرانا يشعر بأن ثقته كامله بسبب أنه اللاعب الأفضل والأكثر تأثيراً في الفريق دون أدنى شك، بينما عندما يتعلق الموضوع بالقميص السماوي، فإن هذه الثقة تهتز قليلاً وتتسبب في انخفاض المستوى، وكل ذلك يعود للضغط الواقع عليه سواءً من الاجهزة الإعلامية المحلية أو من الجماهير المتعصبة التي تطالب ساحر الأرجنتيني بأن يقدم مستوياته نفسها مع برشلونة، وأن يسجل عدد الأهداف نفسها التي يسجلها هناك! عموماً، ميسي اعترف بنفسه بأنه مستواه مع المنتخب ليس مثالياً بالنسبة له، وأنه يستغرب من صعوبة تسجيله الأهداف مع المنتخب بعكس واقعه في برشلونة!
وبغض النظر عن ميسي وأهوائه، أعتقد أن تشيلي والأرجنتين استحقا التأهل للمباراة النهائية بكل جدارة واستحقاق رغم بعض المساعدات التحكيمية التي جنت فيها تشيلي الفوز على الأورغواي. الأرجنتين بعد المباراة الأولى في الافتتاح أمام البارغواي قدمت مستويات كبيرة، وشهد المنتخب تصاعداً في المستوى حتى وصل لذروته في لقاء البارغواي الأخير عندما انفجر التانغو، وسجل أعلى نتيجة في البطولة، بينما تشيلي ظهر على العكس تماماً، فبعد التألق اللافت في الدور الأول ونجاح الفريق في تسجيل 10 أهداف كاملة تراجع مستوى الفريق في الأدوار الحاسمة، فلولا الكوارث التحكيمية أمام الأورغواي كطرد كافاني، ولولا النقص العددي بصفوف البيرو لأكثر من شوط ونصف من المباراة لكان بالإمكان أن تكون تشيلي مع قائمة المنتخبات المغادرة للبطولة من بابها الخلفي!
وعطفاً على ذلك ، تبدو فرص الأرجنتين أكبر في الفوز بلقب كوبا أميركا بعد صيام طويل عن البطولات وتحديداً منذ 1993 بسبب التفوق على منتخب تشيلي في جوانب عدة منها العاملان الفني والبدني، إضافة للمهارات الفردية والأسماء اللامعة الكثيرة، في حين أن المنتخب التشيلي من الممكن أن يعوض كل هذا القصور بالاستفادة من عاملي الأرض والجمهور والذين في الغالب يعطيان الأرجحية للفريق المستضيف للبطولة.
تبقى فرص المنتخبين قائمة للظفر باللقب القاري، المنتخب التشيلي ربما لن يجد فرصة أخرى كهذه للفوز بالبطولة للمرة الأولى في تاريخه، بينما يمني التانغو الأرجنتيني النفس بأن ينجح هذه المرة في الفوز بأول الألقاب على مستوى المنتخب الأول منذ اعتزال أسطورة الأساطير دييغو آرماندو مارادونا! وأعتقد بأنه سينال مراده!

* الصفقات الرسمية
شهدت الأيام القليلة الماضية إتمام بعض الصفقات الرسمية في سوق انتقالات اللاعبين، وأبرز تلك الصفقات كانت انتقال الحارس التشيكي بيتر تشيك من تشيلسي إلى أرسنال، كلاين من ساوثهامبتون إلى ليفربول بعد تعاقد الريدز مع فيرمينهو البرازيلي بداية هذا الأسبوع، وانتقال الإيطالي أندريا بيرلو للعب في نيويورك سيتي في أمريكا بعد 4 مواسم ناجحة مع اليوفي، والمدافع البرازيلي ميرندا لاعب الاتلتيكو انتقل إلى الإنتر. بلا شك كل هذه الصفقات تعتبر ذات قيمة كبيرة للأندية، وسيساهمون في رفع جودة فرقهم حتماً بانتظار كل ماهو “رسمي”!

* تناقضات بينيتيز
يبدو أن الموسم القادم سيكون صعباً جداً على جماهير ريال مدريد تحديداً بسبب مشاريع بينيتيز وتصوراته القادمة، الجماهير الملكية تتنظر بفارق الصبر إعلان الفريق عن صفقة نارية من عيار فيراتي وبوغبا واغويرو وحتى رويس أودي خيا، لكن بينيتيز على ما يبدو أنه مازال لم يستيقظ من كونه مدرباً للريال وليس نابولي، فقرر إعادة كاسميرو والاعتماد على ايرماندي مما يعني عمد استقطاب لاعب سوبر في الوسط، وأعلن تعاقده مع فازكويز المتواضع من فالنسيا، والأدهى أنه يطالب بيريز بالتعاقد مع “احتياط” الاتليتكو ماريو سواريز و”احتياط” اليوفي لورينتي!
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية