العدد 2418
الجمعة 29 مايو 2015
banner
لصوص الفيفا! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الجمعة 29 مايو 2015

الشرطة السويسرية ألقت القبض على 6 مسئولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بطلب من قسم العدالة بوزارة العدل للولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك للاشتباه بهم بقضايا تتعلق بغسيل أموال وفساد واستغلال نفوذ وغش تجاري بالإضافة لتلقي رشاوى بملايين الدولارات بحسب تصريحات السلطات السويسرية، لتهز هذه القضية أرجاء الأوساط الرياضية قبل أيام قليلة عن موعد انتخابات الفيفا، والذي تقرر تأجيله، حيث كان من المفترض ان يُقام اليوم!
وكانت السلطات الأمريكية قد أشارت لتورط مسئولي الفيفا بعدة قضايا ستكون كفيلة بحبسهم لسنوات كثيرة، وقد تصل لحكم المؤبد إذا ما ثبت تورطهم فعلياً، حيث صرح المدعي العام الامريكي بأن كأس العالم الذي اقيم في جنوب إفريقيا 2010 تورط فيه المسئولين بالفساد وأقاموا بعقد صفقات مصلحة مع بعض الجهات العليا في جنوب إفريقيا ودول أخرى ذات مصلحة في ذلك، كذلك الاشتباه ببعض قضايا التلاعب والمتعلقة بالانتخابات الرئاسية بالفيفا لعام 2011، واتهم المدعي العام نائب رئيس الفيفا على وجه الخصوص بوضع يده على مكامن الفساد من خلال تلقيه العديد من الرشاوى من قبل رواد التسويق الرياضي للتحايل في الحصول على دعمه لتوقيع بعض العقود المشبوهة، وأن السلطات الامريكية نجحت في اكتشاف أنظمة معقدة لغسيل الأموال، والتي كشفت العديد من الحسابات الوهمية والخفية تتحرك فيها الملايين من الدولارات المخبئة!
وكشفت وزارة العدل الأمريكية إلى أن إلى العديد من النقاط التي سيحتاجون للنظر والتحقيق فيها بشكل دقيق ومتأنٍ، حيث من المنتظر أن يتم تشكيل لجنة خاصة للتحقيق حول عمليتي اختيار الدول المنظمة لكأس العالم 2018 في روسيا و2022 في قطر مما يعني أنه من الممكن أن تُسحب البطولتين من الدولتين المنظمتين في حال ثبت بالدليل على وجود تلاعب أو إجراءات غير قانونية تمت أثناء عملية الاختيار، وشخصياً لا أتمنى حدوث ذلك، فمازلنا نعيش أفراح فوز قطر بحق تنظيم كأس العالم 2022، وسحب البطولة منها تعني صفعة مدّوية لجميع الدول الخليجية وليست لقطر فقط !
وقد أشار مكتب العدالة الامريكي إلى أن المسئولين المتهمين يواجهون 47 تهمة، وقد تكون قابلة للازدياد في حال اكتشاف خبايا جديدة أثناء عملية التحقيق معهم، وقد تصل عقوباتها للسجن المؤبد. كما بين المكتب أن الفساد قد استشرى تماما في الفيفا والجميع سيكون مهددا بالتحقيق بمن فيهم رئيس الفيفا سييب بلاتر الذي خرج من التهم المنسوبة للمسئولين (حتى كتابة المقال)، لكنه لن يكون فوق القانون إذا ثُبت تورطه بأي قضية كانت. رغم التلمحيات الحادة التي أطلقها المدعي العام الأمريكي، والتي تثبت بشكل قاطع تورط بلاتر في هذه القضايا المشبوهة، حيث بين أن الفساد انتشر خلال الحملات الانتخابية، والتي نجح بها بلاتر منذ 1998، وبالتالي يبدو بأنه سيكون أحد المتهمين المحتملين وبقوة!
وما سيزيد المتاعب على مسؤولي الفيفا، وسيثبت تورطهم بالتهم الموجه لهم وما سيساعد مهمة “اف بي أي “ الأمريكي في التحقيق هو انقلاب عضو قوي جداً في الفيفا لعدة سنوات على أصحابة المسئولين ليصبح شاهداً عليهم في حضرة كبار محققي مركز الاستخبارات الأمريكية؛ مما يعني حتمية إبقاء هؤلاء المسئولين المفسدين خلف القضبان، وقد يتقدمهم بلاتر نفسه!
وتأتي كل هذه الأخبار في مصلحة الأمير علي بن الحسين، الوحيد الباقي في منافسة بلاتر على زعامة رئاسة الفيفا للمرحلة القادمة، وقد تقربه كثيراً للفوز بمقعد الرئاسة بالتزكية حتى لأن بلاتر “المتورط” لن يستطيع استكمال المشوار بحسب ما هو متوقع. وكان الأمير علي قد أشعل نار فتيل هذه القضية عندما تقدم بشكوى فحواها أنهم تلقوا عرضاً لشراء الأصوات، وهو ما يعد غشاً انتخابياً يدينه القانون بكل قوة، لكن قبل ذلك إنجلترا لعبت دوراً حاسماً في التنقيب عن قضايا الفساد وفضح الفيفا خصوصاً بعد خسارتها لحق الاستضافة لصالح روسيا وقطر وهذا ما أغضبها كثيراً؛ لأنها كانت على يقين تام بعدم شرعية فقدانها التنظيم لصالح دول أقل منها اسماً (بحسب رأيها طبعاً)!
في الواقع تحدثت مسبقاً عن بلاتر وعن الشبهات التي كانت تحيط به خصوصاً بعد منح جنوب إفريقيا والبرازيل حق تنظيم بطولات العالم، وتحدثت عن التقارير التي كشفت عن صفقات كبيرة عُقدت لمصلحة بلاتر ومن حوله لكي تفوز جنوب إفريقيا والبرازيل بحق التنظيم، لكن جميع الآذان سُدت عن ذلك ومرت التقارير دون أن تُعار للاهتمام، لكنها اليوم تُثبت أن محتواها حقيقياً بتورط “عصابة” بلاتر بقضايا شبيهه تتعلق بالفساد والرشاوى!
انتهت حكاية بلاتر وحان وقت حسابه على كل الذنوب التي اقترفها وسبب بها الدمار، نعم لحد الآن هو يبدو بعيداً عن الشبهات لعدم وجود الأدلة الكافية التي تدينه، لكن حتماً ستظهر أثناء التحقيق، وستكشف وجهه القبيح، وستثبت إدانته التامة ليتيح المجال كاملاً للأمير علي بن الحسين ليصبح رئيس الفيفا القادم ويرفع رأس العرب، وهذا ما نتمناه جميعاً.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .