* ليبي الجديد
نجح يوفنتوس في كسر عقدته التي لازمته لعشرين عاماً بالتمام والكمال وتمكن من إحراز كأس إيطاليا بفوزه على لاتسيو في النهائي بهدفين لهدف، ليفك شراكته مع روما ويتربع على زعامة نصيب الأسد بالفوز بهذه البطولة وينفرد بعشرة ألقاب كاملة كأول فريق ايطالي يصل لهذا الإنجاز عبر التاريخ.
موسم استثنائي كبير يقوم به فريق السيدة العجوز من خلال التتويج ببطولتي الدوري والكأس المحليتين والوصول لنهائي دوري الأبطال ضد برشلونة، الذي سيقام في الشهر المقبل، ومما لا شك فيه فإن ماسيميليانو إليغري له الفضل الأكبر في تحقيق كل ذلك بفضل العقلية المبدعة التي أدار بها الفريق واللعب بحسب إمكانات لاعبيه دون أن يستعجل في فرض بصمته وأسلوبه على الفريق.. وأعتقد أن اليغري في الطريق الصحيح ليصبح "ليبي" جديد، فاليوفي عندما تعاقد مع ليبي الذي لم يكن مشهوراً لتدريب فريق كبير بحجم اليوفي حينها، نجح في أول موسم له من تحقيق لقب الكالتشيو ولقب دوري الأبطال وكان ذلك عام 1996 ليشق طريقه بعدها نحو الشهرة وصنع الأمجاد ويصنفه الخبراء على أنه واحداً من أفضل مدربي العالم ومن أفضل المدربين الذين عاصروا يوفنتوس عبر التاريخ، حتى نجح في إحراز أعظم إجازاته عندما قاد المنتخب الإيطالي للفوز بكأس العالم 2006 في ألمانيا ليصبح أول مدرب في تاريخ الكرة يحرز ألقاباً قارية مع الأندية والمنتخبات!!
اليغري يمتلك العديد من خصائص ليبي من حيث قوة الشخصية أولاً وتميزه بالهدوء والثقة بقدرات فريقه ومنثم تشابهه مع ليبي في طرق اللعب التي يعتمد عليها من خلال إلزام لاعبيه بالانضباط والتكتيك المتقن والسرعة في الارتداد.. لذلك اعتبر اليغري هو مارتشيلو ليبي جديد للكرة الإيطالية.. فهنئياً لليوفي ولإيطاليا بهذا المدرب الذي سيكون مستقبله باهراً!!
*وداع المايسترو
ليلة صعبة مرت على عشاق البلوغرانا.. ليلة امتزجت فيها المشاعر وتضاربت.. ليلة شهدت فرحة التتويج باللقب 23 في تاريخ برشلونة العريق ورُفع فيها كأس الليغا بكل جدارة واستحقاق وكان هذا الجانب الجميل من هذه الليلة الصعبة!!
وسط فرحة التتويج باللقب.. مدرجات الكامب نو انهمرت بالدموع وسادتها حالة من الحزن والضجر.. كيف لا وهي تشهد بأعينها ليلة وداع القائد تشافي الذي أعلن رحيله بعد مسيرة حافلة امتدت لـ 17 عاماً حقق فيها كل ما يحلم فيه كل لاعب يركل الكرة على وجة الأرض، حتى صنُف من بين أكثر اللاعبين في تاريخ الكرة تتويجاً بالألقاب!!
تشافي كان سبباً لنجاح التيكي تاكا التي ابتكرها غارديولا، والتي جعلت برشلونة حينها أقوى فريق في تاريخ كرة القدم، وذلك باعتراف أكبر النقاد والمحللين والمدربين.. فلولاه لم تكن للتيكي تاكا أن تنجح بسبب قدراته الفذّة في التمرير والمرونة في الأداء وإبداعاته في التحكم في رتم اللعب من خلال تصعيده أو قتله!!
غياب تشافي لن يكون سهلاً على برشلونة وتعويضه بلاعب آخر ربما سيحتاج لأعوام وأعوام فليس كل يوم يخرج تشافي جديد.. لذلك ستتذكره الجماهير كثيراً بل لن تستطيع نسيانه أصلاً فهو ليس كأي لاعب والسلام.. مايسترو الجيل الذهبي لبرشلونة عبر التاريخ وهذا يكفي لتذكره طوال الدهر!! وداعاً يا مايسترو..

* رحيل انشيلوتي
الصحف الإسبانية أشارت في آخر إصداراتها إلى أن رحيل انشيلوتي عن ريال مدريد أصبح أمراً وشيكاً بعد أن كشفت العديد من التقارير عن أن رئيس النادي المتعجرف بيريز قد اتخذ قراره فعلياً بإنهاء التعاقد مع انشيلوتي والبحث عن مدرب آخر ليكمل المسيرة بعد خروج الفريق الملكي من الموسم صفر اليدين ومن المولد بلا حمص!! وتوقعت الصحف أن يكون الإسباني رافاييل بينيتيز هو الأقرب ليخلف انشيلوتي على رأس الإدارة الفنية للمرينغي!!
لا أعلم بأي عقلية يدير بها بيريز هذا الصرح الكبير، قراراته متخبطة ويغير فقط من أجل التغيير، فعن أي مقارنات نتحدث بين انشيلوتي وبينيتز من حيث الدهاء التدريبي والخبرة، فالمدرب الإسباني أخفق كثيراً مع أندية كثيرة كتشيلسي والإنتر وأخيراً مع نابولي وحتى إدارة ليفربول سرحته من منصبه رغم أنه حقق أفضل إنجازاته للريدز!!
على بيريز أن يفهم أن انشيلوتي لم يفشل مع الريال وعليه دائماً أن يتذكر أنه نجح في إعادة الريال للواجهة الأوروبية بعدما حقق دوري الأبطال العاشر في تاريخ النادي بعد ابتعاد طويل وسلسلة من إخفاقات المدربين السابقين.. فشله هذا الموسم بعد إحرازه للبطولات جاء نتيجةً لبعض الظروف المعاكسة التي بيناها مسبقاً ولا أجد الداعي لذكرها مجدداً!!
قرار سيندم عليه بيريز كثيراً أن تم فعلياً.. وعليه أن يدرك أن خياراته يجب أن تكون إما بالإبقاء على انشيلوتي أو البحث عن مدرب أقدر منه وإلا فعلى بيريز أن يجهز بديل بنيتيز من الآن!!

*جائزة البيتشتشي
في إنجاز فريد، تثّوج النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بجائزة هداف الليغا الإسبانية لهذا الموسم برصيد 48 هدفا متفوقاً على ميسي الوصيف.. ليحقق الدون جائزة "البيتشتشي" التي تُمنح لأفضل هداف في الليغا للموسم الثاني على التوالي والثالث في تاريخه بعد 2011!!
وبهذا الإنجاز يكون رونالدو قد ضمن أيضاً جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا للمرة الرابعة في تاريخه ليُسجل رقماً قياسياً هو الأول في تاريخ اللعبة لعدد مرات الفوز بهذه الجائزة!!
لكن كل ما ذكرناه يعتبر إنجازا شخصيا للاعب ليس إلا، وهذا لا يعني شيئا في عالم المستديرة، فالإنجاز الحقيقي للاعب عندما يُتوج بالألقاب والبطولات الجماعية التي ستبقى محفورة في التاريخ ولن تنسى!!