العدد 2394
الثلاثاء 05 مايو 2015
banner
معركة “الأبطال”.. وتتويج الكبار! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الثلاثاء 05 مايو 2015

* المربع الذهبي
تنطلق اليوم أولى مباريات مرحلة الذهاب للدور النصف نهائي لدوري الأبطال، بلقاء ملتهب يجمع بين يوفنتوس الايطالي وريال مدريد الاسباني، في مباراة صعبة على الفريقين، ويصعب جدًّا التنبؤ بنتيجتها، فكل الاحتمالات واردة ولا يمكن استثناء أيٍّ منها.
عندما نتحدث عن مباراة بهذا العيار الثقيل فإننا نتحدث عن تاريخ كبير سطر أرقام الفريقين في دوري الأبطال منذ تأسيسها، فيوفنتوس ومدريد تواجها كثيرًا، وتعتبر مواجهتهما من أكثر المواجهات الكبيرة في تاريخ البطولة، فمنذ أول لقاء جمع الفريقين إلى آخر مواجهة بينهما في 2013، تواجه الفريقان في 13 مناسبة (في دوري الأبطال فقط) وتقاسم الفريقان الفوز بـ6 منها مقابل مباراة واحدة انتهت بالتعادل الإيجابي (2-2)، وهذا يدل على التكافؤ الكبير بين الفريقين في المواجهات التي لا توجد فيها أفضلية لفريق على حساب الآخر، لكن كفة الفريق الإيطالي أرجح في الأدوار الإقصائية، فقد كان اليوفي أكثر حسمًا في مواجهات مرحلة خروج الخاسر، فمن أصل 5 مواجهات تمكن اليوفي من إقصاء الريال في أربعٍ منها مقابل فوز وحيد للفريق الملكي في نهائي بطولة 1998!
إذن، نستدل من هذه الإحصائيات السريعة مدى التفوق الواضح لفريق السيدة العجوز على ريال مدريد كلما تواجه الفريقان في الأدوار الإقصائية، وقد تكون سببًا مباشرًا لعدم تفضيل “المرينغي” للعب ضد يوفنتوس في أدوار إخراج المغلوب، كما صرح بذلك القائد ايكر كاسياس الذي اعتبر مواجهة يوفنتوس أصعب من ملاقاة برشلونة وبايرن ميونيخ في هذا الدور! وهذه دلالة واضحة على تخوفه الكبير من الفريق الإيطالي الذي أصبح كما العقدة الشائكة في طريق “المرينغي” في بطولة الشامبينزليغ عندما يتعلق الأمر بضرورة توديع أحدهما للبطولة!  
لكن ذلك ليس الأهم، فكل ما ذكرناه لا قيمة له، فهي مجرد أرقام تُدوّن على الورق لتكون مرجعًا لمن أراد التعمق في التاريخ، ما يهم في المقام الأول المؤشرات الفعلية لحالة الفريقين حاليًّا والتي على أساسها يتم ترجيح الفريق المتأهل للنهائي بعيدًا عن لغة التاريخ التي لا تسمن ولا تغني من جوع! فوفقًا للمعطيات تبدو حظوظ ريال مدريد أكبر لتجاوز العقبة الإيطالية، ومن ثم التأهل للدور النهائي في الطريق للحفاظ على اللقب خصوصًا من الناحيتين الفنية والبدنية وقوة أسماء اللاعبين الحاسمين وتوافر البدلاء المناسبين، وقبل كل ذلك الفوارق الفكرية للمدربين والمتمثلة بعامليّ الخبرة والدهاء التدريبي.
فماسيميليانو اليغري يخوض تجربته الثالثة في دوري الأبطال فقط بينما كارلو انشيلوتي لديه من الخبرة ما يكفي للتعامل مع المباريات وحساسيتها في دوري الأبطال، والنجاحات السابقة التي حققها في البطولة سواءً مع ريال مدريد أو ميلان سابقًا تؤكد مدى تمرس هذا المدرب في البطولة الأقوى في العالم، ومن جانب آخر، يتفوق ريال مدريد بوجود اللاعب الحاسم والمتمثل في رونالدو والذي يقدم عطاءً كبيرًا مع فريقه، وتمكن في العديد من المناسبات من حسم المباريات الكبيرة بفضل فنياته الخارقة وحسه التهديفي العالي المستوى، في المقابل سيفتقد اليوفي للاعب بوغبا وهو الأكثر تأثيرًا في تشكيلة اليغري، من حيث حفظ التوازن في الفريق من خلال تقوية التأمين الدفاعي وتغذية المهاجمين بالكرات الحاسمة أو التصويبات القوية التي امتاز بها الشاب الفرنسي.
من الناحية التكتيكية، اعتماد اليغري في النجاح لتحقيق الفوز سيكون منصبًّا على مدى الاستعداد البدني والذهني للمهاجم كارلوس تيفيز ولاعب الوسط فيدال، فهما سيكونان اللاعبان الحاسمان في تشكيلة الفريق، فإن كانا في يومهما ولعبا بتركيز عال فإن اليوفي بإمكانه الخروج بنتيجة إيجابية. في المقابل، يمني انشيلوتي النفس بأن يكون رونالدو في فورمته المعتادة فهو اللاعب الفارق والقادر على تغيير مجرى الأمور، لذلك فوز ريال مدريد سيكون مشروطًا بمدى استعداد رونالدو للمباراة، فإن كان في القمة قد يفوز الريال وإن تمكن مدافعي اليوفي من إيقافه فمن الصعب أن يحقق “الملكي” الفوز لعدم وجود لاعب حاسم بنفس قيمة الدون!
على الفريقين توخي الحذر جيدًا، فإن لعب يوفنتوس بنفس اللعب السلبي الذي لعبه أمام موناكو والذي امتاز بكثرة الأخطاء الدفاعية والتمريرات الخاطئة قد تكون أسبابًا كافية لهزيمة الفريق بنتيجة كبيرة، وإن كان التنظيم الدفاعي لريال مدريد بمستوى التنظيم الذي لعب الفريق أمام اشبيليه في آخر مبارياته في الدوري فمن الممكن أن يعرض الفريق لهزيمة كبيرة أيضًا!  
عمومًا، من الصعب توقع نتيجة المباراة لكن وبحسب تقديري الشخصي المباراة أقرب للتعادل الايجابي وإن لم تكن كذلك، فاليوفي سيكون الأقرب للفوز خصوصًا وأن المباراة ستُلعب في ملعب اليوفنتوس ارينا الصعب جدًّا!
* الملل والهيبة
نجح كلاً من تشيلسي ويوفنتوس في التتويج بلقبي الدوري الإنجليزي والإيطالي على التوالي بكل جدارة واستحقاق، تشيلسي تفوق على أموال يونايتد وانسجام السيتي ومتعة الارسنال لذلك استحق الفوز بلقب البريميرليغ، ولا يسعني القول أكثر من إن كان الملل سيجلب المجد .. فأهلاً بالملل!!.
والسيدة العجوز تمكنت من إحراز اللقب 33 في حسابات محبيها واللقب 31 في حسابات الاتحاد الإيطالي الرسمية. وسواءً أكان اللقب 33 أم 31. يوفنتوس كان وسيبقى سيد إيطاليا الأول مهما غدرت به الظروف!.
* تصريح تاريخي
كاسياس “الهدف الذي أحرزه ديل بيرو في تورينو عام 2008 هو الهدف الأجمل الذي عانق شباكي طوال مسيرتي!” هو يقصد الهدف الرائع الذي سدد فيها ديل بيرو الكرة من لمسه واحده ومن مسافة بعيدة جدًّا أسكنت كاسياس في مكانه دون حراك!
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .