العدد 2380
الثلاثاء 21 أبريل 2015
banner
احذروا الغضب البافاري علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الثلاثاء 21 أبريل 2015

ستنطلق اليوم أول مباراتين لمرحلة الإياب لدور الثمانية من دوري أبطال أوروبا بلقاءين ظروفهما مختلفة تماماً، اللقاء الأول سيكون بين برشلونة وباريس سان جيرمان في ملعب الكامب نو، في لقاء من المتوقع أن يكون هادئاً بعد أن ضمن برشلونة لحد كبير التأهل للدور النصف نهائي، ولقاء مشتعل آخر سيجمع بين بايرن ميوينخ أمام بورتو في مهمة رد الاعتبار!
* رد فعل بافاريا
للمرة الأولى في آخر السنوات يجد بايرن ميونيخ نفسه في محنة حقيقية بعد تعرضه لهزيمة مفاجأة من بورتو بثلاثة أهداف لهدف في نتيجة لم يكن يتوقعها أكثر المتشائمين من عشاق الفريق البافاري، وقد شكلت هذه الهزيمة نوعاً من الصدمة وخلقت حالة من الغضب والاستياء خصوصاً من المدرب غارديولا الذي قرر إعفاء جميع الطاقم الطبي للنادي بعد تحميله لهم مسؤولية هذه الهزيمة لعدم تجهيزهم للاعبين الغائبين بسبب الإصابة.
صحيح أن الغيابات أثرت بشكل كبير على أداء البايرن في لقاء الذهاب لكن لن يكون مقبولاً أن يضع غارديولا هذه الأعذار كشماعة رئيسة للخسارة لتخفيف الضغوطات عليه والإفلات من موجة الانتقادات؛ لأن كبير الألمان يمتلك الحلول البديلة حتى وإن كانت ليست بمستوى الغائبين، لكن أيضاً لا يمكن الاستخفاف فيها أو التقليل من شأنها ومن المفترض أنها قادرة على مجاراة لاعبي بورتو الذين لا يتفوقون إطلاقاً على “بدلاء” ميونيخ إلا في جزئيات صغيرة! ما أردنا البحث عنه أن خسارة ميونيخ أمر وارد، لكن أن تكون الخسارة بهذه النتيجة الكبيرة وأمام بورتو الأقل شأناً حتى لو عانى الفريق من الغيابات لن تعتبر مقبولة لكل عشاق هذا الكيان الألماني العظيم الذي أصبح الآن ينتظر رد الاعتبار من الفريق في لقاء اليوم.
سيناريو لقاء اليوم سيكون منتظراً، ضغط هجومي ومتواصل من بايرن ميونيخ يقابله دفاع مستميت من بورتو والاعتماد على بناء بعض الهجمات المرتدة الناجحة، وأي سيناريو آخر لا يبدو وارداً إطلاقاً، لذلك المطلوب من غارديولا ألا يطلب من لاعبيه الاستعجال في تسجيل الأهداف؛ لأن الاستعجال سيساهم في إخلال توازن الفريق وبالتالي سيسبب العديد من المتاعب لهم.
 مهمة البافاريين لا تبدو مستحيلة، خصوصاً أن اللاعبين يستمدون قواهم من جمهورهم الثائر والمتوهج في مدرجات الليانز ارينا، وإذا ما نجح لاعبو البايرن في التسجيل مبكراً سينجح لاعبوه في تسجيل أهداف أخرى بكل سهولة؛ لأن الهدف المبكر سيربك حسابات بورتو كثيراً وقد يجبرهم على التنحي من المناطق الخلفية قليلاً وهذا ما يبحث عنه غارديولا!
 باختصار، البايرن مطالب بتسجيل هدفين على الأقل، ولا يبدو أن هذا الأمر سيكون صعباً، خصوصاً إذا ما اكتملت عناصر الفريق ولعبت بفورمة عالية.
غالبية الصحف العالمية ترى أن بورتو سيكون المفضل للعبور للدور القادم قياساً بنتيجة الذهاب، وإلى هنا يبدو الأمر منطقياً للغاية، لكن يجب أن تعلم هذه الصحف أيضاً أن رد الفعل الألماني قد يكون مفاجئا لهم وللجميع، فالألمان اعتدنا منهم دائماً أنهم أقوى الفرق التي تأتي من بعيد ولا أمان لهم حتى لو انتهت نتيجة الذهاب بفارق عشرة أهداف!
لذلك، طالما كان أحد أطراف المباراة فريقاً ألمانياً فلا مجال للجزم في نتيجتها النهائية مهما كانت المعطيات واضحة، فماذا لو كان هذا الفريق هو بايرن ميونيخ؟
ما أردت قوله.. على الورق يبدو بورتو الأوفر حظاً للتأهل، لكنني لازلت مؤمناً أن بايرن ميونيخ بإمكانه التأهل وتلقين بورتو درساً لن ينساه في فنون اللعبة رغم صعوبة المهمة، وتذكروا ما سأقوله جيداً، إذا كان اليوم هو يوم سعد بايرن ميونيخ، فقل على بورتو السلام!
* برشلونة “المتأهل”
بعد أن كانت كل التوقعات تشير إلى أن لقاء برشلونة وباريس سان جيرمان سيكون الأقوى في هذا الدور وستتوزع الإثارة فيه على المباراتين ذهاباً وإياباً، لكن لم يطرأ هذا الأمر وكل التوقعات قد خابت، برشلونة تأهل “فعلياً” للدور النصف النهائي دون أن يكون لدي أي شك في ذلك بعد الفوز الكبير الذي حققه الكاتلونيون في باريس 3-1، مما يجعل مباراة اليوم هادئة نسبياً وبعيدة عن التسليط الإعلامي الكبير!
المدرب الفرنسي لوران بلان أوصل رسالة مبطنة مفادها أن كل الأمور قد حُسمت فعلياً وأن آمال فريقه للعودة من بعيد والتأهل تبدو أقرب للاستحالة، وقد يرى البعض أنه تصريح اعتيادي ليبعد لاعبي فريقه عن الضغوطات ويخدر به الفريق الكاتلوني، لكن في الواقع هو صرح بذلك لغرض التأكيد على الفوارق بين فريقه وبين برشلونة، حيث أشاد كثيراً بقدرات اللاعبين الكاتلونيين وصعوبة مجاراة أي فريق لهم مهما بلغ من قوة!
ووفقاً لأحكام الكرة، فالفريق الباريسي لا يزال يتمسك بخيط أمل لتحقيق انتصار كبير على برشلونة بفارق ثلاثة أهداف أو أكثر، وبكل تأكيد ستعطي عودة الموقوفين إبراهيموفيتش وفيراتي دفعة معنوية للفريق قد تساعدهم في ذلك.
 قد يتمكن فريق الأمراء من تحقيق الفوز على برشلونة، لكن من الصعب عليه جداً أن ينهي المباراة متفوقاً بفارق ثلاثة أهداف، ففريق يقوده ميسي ونيمار وسواريز من الصعب ألا يسجل الأهداف! أليس كذلك يا لويز!
عموماً، أتوقع شخصياً أن يجدد برشلونة انتصاره اليوم؛ لأن الفريق الفرنسي سيدخل المباراة بمعنويات هابطة نوعاً ما؛ لإيمانه المطلق بأن المهمة المطلوب منه تحقيقها اليوم أقرب ما تكون مستحيلة!
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية