العدد 2359
الثلاثاء 31 مارس 2015
banner
طلب بلاتيني المرفوض!! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الثلاثاء 31 مارس 2015

طلب رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني والذي فاز مؤخرًا بولاية جديدة لأربع سنوات قادمة أثار الكثير من الجدل والاستياء بين مختلف الشرائح الرياضية بمختلف المواقع، عندما أفصح عن رغبته بزيادة عدد المقاعد الأوروبية في بطولة كأس العالم القادمة في روسيا 2018 إلى 14 مقعدًا بدلاً من 13 مقعدًا؛ لأن روسيا ستتأهل تلقائيًّا للبطولة كونها الدولة المستضيفة للبطولة، وبالتالي لابد من إعطاء المجال للدول التي ستخوض التصفيات بتأهل أحد منها، لكن هذا الطلب واجه العديد من الانتقادات والردود عليه كانت كثيرة وأبرزها من رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر الذي ردّ على ذلك بطريقة غير مباشرة بأن العالم ليس أوروبا وحدها!!.
بلاتيني بحكم موقعه في الاتحاد الأوربي فمن البديهي أنه سيناضل لصالح ممثليه، وسيسعى جاهدًا لتحقيق المكتسبات التي تنمي وتصب لصالح القارة العجوز بلا شك، وهذا الذي يفترض أنه يؤديه كرئيس لاتحاد القارة، وما طلبه يبدو منطقيًّا لحد كبير ولا يختلف عليه إلا من أراد التصيد في الماء العكر دون أن يكون له سبب مبرر للرفض سوى أنه إما أن يكون على عداء شخصي مع بلاتيني نفسه أو أنه لا ينتمي للقارة الأوروبية، وبالتالي لا ينظر لمصلحة الكرة بشكل عام بقدر ما يبحث عن مصالحه الشخصية!!.
وقبل أن نعرج في طلب بلاتيني أكثر وأسباب رفض بلاتر له، علينا أن ندرك جيدًا أن أقصى عدد للمنتخبات الأوروبية في بطولات كأس العالم وصل إلى 19 منتخبًا، وحينها كانت تلك البطولات قوية جدًّا وصاحبتها العديد من الإثارة والتشويق بالنسبة للجماهير المتابعة نظرًا لكثرة المواجهات القوية في البطولة الواحدة ، حتى أتى بلاتر وسعى لتقليص العدد من بطولة لأخرى حتى وصل إلى 13 مقعدًا فقط، موزعًا الستة مقاعد المسحوبة من أوروبا لممثلي القارات الأخرى والتي كانت تشارك في كأس العالم بممثل أو ممثلين على الأكثر بحجة أن كأس العالم يجب أن يكون للجميع !!.. كمبدأ لا خلاف عليه، ولكن هذا القرار أثّر كثيرًا على مستوى بطولات كأس العالم ولا سيما البطولات الأخيرة، حيث تراجعت المستويات بشكل مخيف وباتت الجماهير لا تتابع بشغف البطولة الأقوى في العالم بسب كثرة المنتخبات التي جاءت لها باحثة عن شرف المشاركة ليس إلا !! .. فعلى سبيل المثال، تم سحب مقعدين من أوروبا التي تمتلك أقوى المنتخبات في العالم وتم منحها لقارة آسيا ليزيد عدد ممثليها في كأس العالم علماً بأن المنتخبات الآسيوية هي الأسوأ في تاريخ كأس العالم على الإطلاق!!.
ما أردت البحث عنه هو أن فكرة تقسيم المقاعد على مختلف القارات فكرة صائبة من حيث المسؤولية الملقاة على عاتق الاتحاد الدولي المطالب بتحقيق مبدأ المساواة والعدالة بين جميع منتخبات العالم، لكن المستوى الفني الذي تبحث عنه الجماهير العاشقة لكرة القدم كل أربع سنوات سيُصاب بخيبات متواصلة بسبب التفاوت الكبير بين المنتخبات المشاركة، مما يسهم في إضعاف البطولات خصوصًا في أدوارها الأولى التي غالبًا ما تكون بعيدة عن الاهتمام الجماهيري، وما يؤكد صحة ما نقول المنافسة النهائية على لقب البطولة والتي تكون محصورة بين المنتخبات الأوروبية ومنتخبات أميركا اللاتينية فقط طوال تاريخ البطولة، أما ممثلو القارات الأخرى فيلعبون دور الكومبارس أو أنها تشارك من أجل تسجيل الحضور فقط، فمثلاً أقصى إنجاز كان لممثلي قارات إفريقيا الوصول لدور الثمانية فقط، على الرغم من وجود خمسة ممثلين عن القارة السوداء منذ أن تم تقليص عدد الحصص الأوروبية، بينما كان أعلى إنجاز لآسيا بوصول كوريا الجنوبية للدور النصف نهائي بفضل مساعدات الحكام التي كانت واضحة للعيان، وهي لم تكن قد حققت أي فوز في مشاركاتها الخمس التي سبقت هذه المشاركة!!.
لذلك، أرى أنه في صالح كرة القدم ومتعتها وإثارتها زيادة عدد المقاعد للقارة الأوروبية وحتى المقاعد اللاتينية إن أمكن، وذلك عبر تقليص عدد المقاعد الآسيوية بالذات لمقعد أو مقعدين فقط، وكذلك تقليص عدد مقاعد القارة الإفريقية أو أمريكا الشمالية أيضًا إن كان الاتحاد الدولي يبحث عن المتعة للجماهير التي ستتابع البطولات والتي هي في الأساس تعتبر مؤشر النجاح لأي بطولة كانت!!.    
في الختام، لابد لنا أن نشير إلى أن أفكار العجوز بلاتر دمرت كرة القدم وأفقدتها الكثير من المتعة والجمالية بسبب قراراته التي تصب لصالح مصالحه الشخصية على حساب كرة القدم نفسها، وإن استمرت تخبطات بلاتر فإن شعبية كرة القدم في العالم قد تخفت في المستقبل وربما ستتجه أنظار العالم للعبة أخرى ستكون أكثر إثارة من كرة القدم التي ساهم بلاتر بشكل كبير في تراجعها!!.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية